وليد خالد الزيدي
لا يمكن الاستغناء عن الكوادر البشرية، التي تعمل في المجالات المتعددة مهما بلغ التقدم التقني والصناعي تطورا، وكذلك الأجهزة التي يعتقد أنها قد تقوم مقام العنصر البشري، حيث يبقى الانسان هو المحرك الاساس لإنجاح أي برنامج يمكن أن تنفذه اية حكومة في كل البلدان مهما بلغ العلم تطور، لكونه من يقوم باشغال المواقع العملية وتشغيل آلات العمل وفي قمة تعقيداتها الفنية.
بناء الأوطان هو ثمرة عمل مشترك لكل ابناء الامة، فالوطنية كشعور لدى الانسان لا تكفي لوحدها للتطور من دون فعل جمعي تسهم فيه كل طبقات المجتمع، وتتبناه الحكومات في برنامجها السياسي عند انبثاقها.
لا ينكر أحد أن من هم عناصر استثمار الموارد البشرية التخصص في مجال العمل، لكونه يفضي إلى الإبداع إذا ما توفرت له بيئة ملائمة وطريقة سليمة لزجها في نظام متكامل يسير بانسيابية متصاعدة لخدمة البلد، وهذا ما بانت مظاهره بداية مهام الحكومة العراقية الحالية، من خلال شمول أعداد كبيرة من الكفاءات العلمية والادارية بتخصصات متعددة وفي درجات وظيفية كثيرة، من شأنها دفع العراق إلى مرحلة متقدمة في البناء الوظيفي العام لخدمة الانسان وتنفيذا تعهدات الحكومة في برنامج سياسي يلبي طموحات كل ابناء الشعب.
اختيار الشخص المناسب في المكان المناسب يجسد الكثير من نظريات العمل الوطني الهادف لدى القادة والمسؤولين عن إدارة البلاد ويجسد برنامجا وطنيا ناجحا، حينما يستند لبيئة خصبة مهيأة لكل من يعمل في وظيفة ما، ولكونه عنصرا أساسا في تحقيق النتائج المرجوة في كل زوايا الوطن، لا سيما في ظل مرور مرحلة تفشي آفة الفساد المالي والاداري في مؤسسات حكومية عديدة، حتى يكون كل شخص لبنة أساسية لجعل البلد في أحسن حال واعلى مصاف.
لا بدَّ من اجراء تغييرات على البنية الوظيفية لعمل المؤسسات العامة، عسى أن تكون ذات أطر سليمة في المهام الوطنية الموكلة إليها، وهنا لا مناص من تأسيس الوظائف الجديدة على مضامين النزاهة والعمل النظيف، الذي يفترض أن يكون بمثابة تغيير نوعي على الواقع الوظيفي المتشابك سابقا وفي مجالات الحياة العملية الانتاجية والخدمية كافة، بعد ان كان البلد يرزح تحت نير نقص الموارد المالية وهدر الثروات الوطنية الأخرى، ما تجعل يدي الحكومة مكبلة وقاصرة الفعل في تقديم الخدمات وتطور البلد، وهنا يمكن أن تركز المؤسسات الرسمية على تنظيم دورات للموظفين الجدد في كيفية العمل بنزاهة وقيم وطنية واضحة، تسد اية نافذة تعود بنا إلى أفواه الفساد وسرقة مكتسبات الشعب والنيل من كرامة أبنائه، وهذا ما يمكن أن يصوب عمل الحكومة، ويسهل تنفيذ برنامجها السياسي بشكل واضح يلبي طموحات كل أفراد الشعب.