سلطان القاسمي : يفتتح مهرجان الشارقة للشعر العربي في دورته الـ 19

ثقافة 2023/01/12
...

 أمجد ياسين

 افتتح صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، حاكم الشارقة، مساء الاثنين التاسع من كانون الثاني 2023 فعاليات الدورة التاسعة عشر من مهرجان الشارقة للشعر العربي الذي تنظمه دائرة الثقافة،  يساهم مهرجان الشارقة للشعر العربي وعبر دوراته المتلاحقة في الحفاظ على المرتكزات الأساسية للشعر ورعاية الموروث الشعري ويسهم في إثراء الساحة الشعرية بإنتاج أدبي شعري وفير متخصص عن طريق احتضان الشعراء ومتذوقي الشعر.

وتنظيم ملتقى للأمسيات الشعرية بمشاركة شعراء ونقاد من الوطن العربي يضيئون ليالي الإمارات بالشعر ويثرون البرنامج الفكري للمهرجان. كما امتد اهتمام صاحب السمو في انشاء بيوتات للشعر على غرار بيت الشعر في الشارقة في عدد من الدول العربية مثل المغرب ومصر، والسودان، وموريتانيا، والاردن.


جوائز المهرجان

واستهل حفل الافتتاح الذي أقيم بقصر الثقافة في الشارقة بعرضٍ تناول دور الشارقة في رعاية الشعر بالوطن العربي من خلال بيوت الشعر والمهرجانات الشعرية والاحتفاء بالشعراء وتكريمهم، تبعه مادة فلمية تناولت مسيرة حافلةً بالإنجازات الثقافية والشعرية لبيت الشعر في الشارقة الممتدة على مدار 25 عاماً. وتفضل بعدها صاحب السمو بتكريم شخصيتي المهرجان الفائزين بجائزة الشارقة للشعر العربي لعام 2023 في نسختها الـ 11 وهما شيخة عبد الله المطيري من الإمارات، وحسن الزهراني من السعودية، كما كرم سموه الفائزين بجائزة الشارقة لنقد الشعر العربي في دورتها الثانية، حيث فاز بالمركز الأول الدكتور فتحي الشرماني من اليمن عن بحثه «استراتيجيّة التحوّلِ الثّقافيّ في القصيدةِ اليمنيّة المعاصرة»، فيما نال المركز الثاني الدكتور محمد الطحناوي من المملكة المغربية عن بحثه «النّقدُ القاصرُ، وصيرورةُ الإيقاعِ الشّعريّ»، وحاز على المركز الثالث الدكتور عبد الرحيم وهابي عن بحثه «أنساق التّخييل في الشّعر العربيّ المُعاصرِ: مُقاربة في خطابِ النّقدِ، وخطاب الشّعر».

 

مشاركة عراقية

وتأتي النسخة الـ 19 من مهرجان الشارقة للشعر العربي على مدار 7 أيام بمشاركة 100 شاعر وناقد وإعلامي يمثلون مختلف الدول العربية، حيث شارك العراق بثلاثة شعراء وهم كل من هزبر محمود بقصيدة « مدينة الشعر»، وخالد الحسن بقصيدة « الحديث ما بعد الاخير للمتنبي»، وابراهيم الحمد بقصيدة « لغتي تتهجى الفرح»، كما قدم الناقد د. سعد محمد التميمي استاذ البلاغة الجديدة وتحليل الخطاب من الجامعة المستنصرية في قسم اللغة العربية ندوة فكرية في - بيت الشعر- حملت عنوان (من عزلة كورونا الى فضاء التأمل- القصيدة في مواجهة الجائحة) اكد فيها أن كورونا جعلت الأنظار تتّجه صوب العلم والمعرفة والجيش الأبيض بشكل خاص، مدفوعة بالخوف من المصير المجهول، وأن  قوة اللغة تراجعت أول الأمر في الفضاء الابداعي لكنها سرعان ما حضرت بقوة لخلق فسحة للأمل بالحياة ،إذ عكست ما يمر به الشاعر والمبدع من انفعالات نفسيّة ومخاوف من مصير الانسان في ظل هذه الجائحة. إنّ التفاعل السريع مع جائحة كورونا من الشعراء وما نظم من قصائد نتاج لحظة الانفعال الأولي مما جعل التوظيف مباشرا في كثير مما كتب، وهذا ما يمكن ان تثبته القراءات الفاحصة لمثل هذه النصوص، ومثلما كان لآثار الجائحة حضور في ما كتب في اللحظة الراهنة، سيكون لها حضور آخر بعد تجاوز هذه الجائحة، بعد استيعاب تبعاتها وتوظيفها بشكل أعمق، على أن العزلة ستبقى حاضرة في أدب القرن الواحد والعشرين. وقد وقف التميمي عند قصائد عدد من شعراء مثل سعيد السقلاوي وجاسم الصحيح ووليد الصراف وجمانة الطراونة وابراهيم السالمي وعارف الساعدي ورعد السيفي وأحمد العبري وشميسة النعماني ووسام العاني وسعيد الزبيدي وأكد أن أثر جائحة كورونا جاء بثلاث اتجاهات: الاول تفاعل مع الجائحة بشكل غير مباشر موجها النقد للإنسان على تماديه على الطبيعة والثاني الذي جعل من القصيدة خطاب توعية وتحذير من الجائحة والثالث الذي وظف الجائحة للتعبير عن القلق الوجودي الذي يعيشه الشاعر.كما تضمن المهرجان مجموعة من الفعاليات المتنوعة والمتميزة، حيث شهد 7 أمسيات شعرية، وجلسة شعرية صباحية في دارة الدكتور سلطان القاسمي، فضلا عن اصدار دائرة الثقافة في الشارقة 6 كتب وسلسلة توقيعات، ويختتم المهرجان في الانتقال إلى مدينة خورفكان، ضمن أمسية شعرية في مجلس خورفكان الأدبي، ويتم تغطية جميع الفعاليات عبر نشرة يومية “ديوان العرب” صحافية شاملة ومتنوعة، تقوم على المادة الخبرية والحوارية والاستطلاعية.


فعاليات اليوم الثاني

كرّم صاحب السمو في اليوم الثاني، الشعراء العرب الفائزين بجائزة القوافي 2022، وهم اثنا عشر شاعراً من مختلف الدول العربية، وذلك في دارة «بيت» الدكتور سلطان القاسمي. مرحبا بالحضور، ومشيراً إلى خصوصية المكان الذي يلتقيهم فيه: “نرحب بكم في الدارة، والدارة معناها البيت، وهذه الدارة بها كثير من النفائس في العلم والمعرفة والمقتنيات، وهي في معظمها وثائق ومخطوطات وأبحاث، وما دام الشعر في هذا المجال، فهذا أجملُ مكانٍ له، لأن هذه الدارة قريبةٌ إلى القلب، وأنتم على شغاف القلب».اذ اختار القاسمي الفائزين من بين القصائد المنشورة في مجلة “قوافي” التي تصدرها دائرة الثقافة بالشارقة، اختياراً دقيقاً، قائلاً:” أنا معكم أردد هذه القصائد على مدى سنة، ليس مجاملةً ولكن كان ذلك غذاءً للروح، هذا الغذاء الذي استطعتم أنتم بإمكانياتكم أن تضعوه على

الورق”.