في البدء كانت الحيلة

ثقافة 2023/01/12
...

 نعيمة بنعبد العالي


ما الشيء الذي يجمع بين جحا وميكي ماوس، بين أبي حنيفة وأرسين لوبان، بين ابن آوى وحْدِيْدَان الحرامي، بين «سكابان» والصعلوك…؟ قد يبدو غريباً هذا التنقُّل السريع بين الثقافات والأزمنة، بين أنواع الفنون الأدبية المختلفة، البعيدة كلّ البُعد عن بعضها. سنحاول أن نبيِّن وجود خيط سميك يجمع بين هذه الأشكال المتعدِّدة من الإبداع، بين هذه الشخصيات المعروفة وأخرى لا تتمتَّع بالشهرة نفسها. خيط «أريان» هذا الذي يسمح لنا بالتجوُّل عبر متاهات الحكايات العالميَّة المتشعِّبة هو الحيلة. قد يبدو هذا الرابط هزيلاً نظراً لتنوُّع المواقف والثقافات، وغرابتها… ولكنْ بعد التمحيص والتحليل سوف يتبيَّن عكس ذلك. هذا ما نطمح إليه على الأقلّ… وقد يتبدَّى لنا في آخر المطاف أن أنجع طريق للتجوال بين الثقافات والعصور المختلفة هو سلوك طريق الحيلة. فقد تكون هي الخاصِّية المشتركة بين الشعوب عبر الأزمنة والأمكنة. كلُّ ثقافة أخذت حظَّها الوافر وترجمت حصَّتها في أدبياتها الشفويّة والكتابيّة، السمعيّة والبصريّة؛ وذلك منذ أقدم مراحل تطوُّر البشريّة… ففي البدء كانت الحيلة، هذا على الأقلّ ما سجّلته أساطير الشعوب الأولى التي تحكي عن صانع الكون الشاطر… هذا ما سوف نفصِّله فيما بعد. ومثل الحكمة، فقد تبعثرت الحيلة شتاتات صغيرة في أنحاء المعمور جميعها، عندما ارتطم العدن التي كانت محفوظة فيه مع جذع شجرة بسبب تهاون حاملتها، السلحفاة، كما تحكي أسطورة إفريقية. فمنَّا مَنْ جمع الكثير، ومنَّا مَنْ كان نصيبه الغبن والغفلة. ولا ننسى أن الحيوانات عندما تريد أن تعرِّف الإنسان فيما بينها تقول: «هو ذلك الكائن المحتال»، هذا ما جاء في حكاية «الإنسان والحيوانات»، حكاية الأسد الذي تعلَّم مَنْ هو الإنسان عندما سقط في فخِّه (1).

لم تحظَ الحيلة بمثل الاهتمام (2) في البحث والتحليل الذي حظيت به مثلاً الحكاية العجائبيّة، مع ما لها من بُعد أنتروبولوجي عميق ورغم شيوعها وذيوعها، والتصاقها بالأساطير والخرافات، ورغم أنها تكوِّن القسط الأوفر في الترتيب العالمي الذي قام به «آرن وطومسون». فالحيلة تخترق مجالات عديدة، شاسعة، وإن فصَلتها مسافات سحيقة: الأساطير، الحكايات الشعبيّة، الألغاز، الأحاجي، farces, fabliaux, fables الكوميديا بجُلِّ أنواعها، القصص والأفلام البوليسيّة… فالحيلة ليستْ ظاهرة هامشيّة، عابرة وبسيطة. بل هي ظاهرة بشريّة بعيدة الغور، تطرَّقت لها الآداب العالميّة كلّها، وبلورتها في أنواع السرد المختلفة.

وأدبنا العربي هو كذلك غني في هذا المجال. كثرة النوادر تثير الانتباه، وإن كان قسط كبير لم يصل إلينا، فُقد(3) إلى الأبد أو ما زال صامداً بين المخطوطات. اهتمَّ بها كبار المؤلِّفين والمصنَّفين في اللغة العربية مثل الجاحظ (4) والبيهقي والميداني والتنوخي والجوبري وكُتُب الفقه والمناقب، والليالي (5)، والأغاني(6)، كُتُب التاريخ والموسوعات، شِعْر الصعاليك…


I - المميِّزات:

الحيلة ليستْ هي الغشَّ أو الغَرَرَ. ما يفرق بين الحيلة والغشِّ هو ما يفرق بين المطبوخ والنِّيْء، بين الخشن واللطيف، بين المهذَّب والفظِّ. الحيلة من جهة الظرف والرقَّة واللباقة. الفرق ليس دائماً واضحاً، قد يكون لغويّاً وأدبيّاً، في الأسلوب وفي طريقة عرض الأمور، في مستوى التعبير. يبدو هذا واضحاً في أدب الكُدْيَة. الحيلة أوسع مجالاً. قد تهمُّ العلاقات الإنسانية والاجتماعية جميعها، ليس فقط العلاقات الاقتصادية، الحيلة كالحياة، هي مرونة واختراع متواصل وقدرة على التكييف والارتجال والصبر (7).

ويبدو أنّ الحيلة لا تدخل في مجال القانون. فالضحية المخدوعة لا تذهب أمام القاضي، وإن ذهبت فالمخادع يتخلَّص بحيلة، إن لم يكن القاضي هو نفسه صاحب خدعة. الغرر مصطلح تِقْنِيّ يُعرِّفه الفقهاء تعريفاً دقيقاً، ويذكرون أحواله وحدوده. وكذلك الغشّ، الذي تتطرَّق له كُتُب الحِسْبَة، كالغشِّ في الميزان والكيل وغير ذلك ممَّا قد يتمّ بين البائع والمشتري… هذه الأمور تبقى أشياء عادية، لها أهمِّيَّتها وجدِّيَّتها. أمَّا التحايل، فلا يعترف به. مجال الخفاء والخيال والنوادر. هو الذكاء عندما يتوارى، عندما لا يعلن عن

نفسه.

الحيلة تقع على مستوى الخطاب أكثر (8). هي من الأمور التي تُروى مرَّة وأخرى، وتنسخ… ما يهمّ أن هذا التاجر غشّ هذا المشتري. أشياء تقع كلّ يوم وفي الأسواق كلِّها، وتُنسى لحينها. أمَّا الحيلة، فتخضع للتأليف والتنميق اللغوي؛ وتدخل في خزانة الذاكرة الشعبيّة، ونجدها بين طيَّات الكُتُب.

والمتحايل يكشف دائماً عن قناعه في الأخير. يتلذَّذ بهذا الفضح، في ابتسامة، أو ضحكة استهزاء، أو افتخار، أو حرصاً على إثارة الإعجاب. كما هو الشأن مثلاً في المقامات، وفي الحكايات الشعبيّة، وفي بعض أنواع الروايات البوليسيّة. النوادر التي تعتمد على الحيلة كلّها تعلن عن نفسها. المخدوع يعرف في النهاية أنه سقط في مصيدة. وقد تكمن هناك حلاوة الخدعة. وليس بالضروري أن تكون هناك ضحية معروفة بالضبط. الحِيَل المنسوبة إلى أبي حنيفة هي تحايل مع أحكام دينيّة صارمة. والذين يُبدعونها يتلاعبون بسدِّ الأبواب جميعها، المخارج جميعها، لإظهار براعة الحيلة. وتأخذ النادرة صورة لغز: كيف تخرج من حجرة ليس لها باب ولا نوافذ، سقفها عال، وليس لكَ فأس. وإذا لم تخرج فسوف تطلق زوجتكَ، لأنه سبق لكَ أن حلفتَ. ويسأل الفقيه، ويأتي بأعجوبة سحريّة، ويدلي بحبله من ثقب ما وينقذ الموقف، وتحافظ على زواجكَ (9). تظهر الحيلة كالمخرج الوحيد عندما تُقفَل الأبواب جميعها. فالحيلة متاهة. هي أطول طريق وأنجعها للوصول إلى الغاية، تتجوَّل في الأزقَّة، أزقَّة الفكر والعقل. التواء والتباس يخلق نوعاً من الترقُّب. هل يستطيع المتحايل أن يصل إلى هدفه؟ وكيف؟ وبأيَّة وسيلة، والسبل جميعها غير مؤدِّية؟ ولكنْ للمحتال مقدرات فريدة، له عدَّة أسهم في جَعْبَته. وهذا ما يثير الإعجاب، حتَّى من طرف الضحية. الافتتان بالحيلة قائم في الأدب الشعبي وحتَّى في الأدب «الرسمي»، هو افتتان بسراديب الذكاء. فالمخادع يسلك درباً مختلفاً عن الدروب والمسالك المتوقَّعة من الخصم. فمثلاً عندما يدخل جحا في مباراة في الخداع مع ندٍّ له يريد أن يبرهن على تفوُّقه في المكائد، تنتهي الخدعة والخصم لا يعلم أنها ابتدأت بعد؛ لأن جحا يأتيه من طريق الغفلة؛ لم يواجهه، ولكنْ أتاه من الجانب (10). فالحيلة البارعة هي التي لا يمكن التنبُّؤ بها. هي غير متوقَّعة، كمفاتيح ومغالق المتاهة. مفاجِئة للضحية وللقارئ، وقد تكون مفاجئة حتَّى للمحتال نفسه، لأنه يضع نفسه في موقف حرج، في المحكِّ، إذ يكون هو رهينة خدعة قد تنجح وقد لا تنجح، وإن كان في حذر واحتياط مستمرَّيْن، وإن حسب لكلِّ طارئة حساب. فقد يسقط بدوره في الحيلة، ويصبح الخادع/ المخدوع كابن آوى أو الثعلب (11) الذي يملك مئة حيلة، وليس كالقنفذ(12) الذي لا يملك إلَّا حيلة ونصفاً، ولكنْ هي الصائبة، هي المنفذ من المتاهة.


الحيلة والحكمة:

كثيراً ما يقع التباس بين الحيلة والحكمة. الفرق بينهما ليس واضحاً. تبدو الحكمة أكثر سُمُوَّاً، وقد تكون الاسم الآخر للحيلة، مثلاً عند صاحب «الرقائق»(13). وممَّا يزيد في الالتباس أن كثيراً من سمات الحكمة تميِّز بعض الشخصيات المشهورة بتحايلها كلقمان (14) وجحا وشخصيات بيدبا(15) وبعض أبطال التراث الإغريقي(16). الحيلة لا تتكلَّم منطق الحقِّ، ولكنْ منطق الفعالية من دون احتراز العدالة

دائماً. 

وإذا استهدفت الحقَّ فبطُرُق ملتوية، تنطوي على خدعة. أمام الاستبداد قد لا تنفع الحكمة. للحيلة جانب ترفيهي مبني على السخرية، تلك السخرية الخفية التي تضع مسافة نقدية ضرورية لمقاربة الأمور والعلاقات السلطوية. هي نظرة لاهية مستهزئة من العالم ومن النفس أوَّلاً. وقد يبدو الحكيم جادَّاً أكثر من اللازم، فيضع نفسه في محلِّ الفكاهة بإفراطه هذا. ويعنى واضعو الحكايات بإدماج الحكماء في مجال التحايل كما يبيّن الإطار الفسيح الذي يتضمّن حكايات أبي حنيفة وإياس بن معاوية، وشريح القاضي، ولقمان الحكيم، وغيرهم من فقهاء وخلفاء وأطبَّاء، خصوصاً في الأدب المكتوب، أمَّا الدهاء الشعبي، فهو يتلاعب بالحكماء والعلماء، وينسج قصصاً عن غباوتهم وطمعهم، حيث نجدهم الضحية الوديعة للمخادعين لثقتهم بنفسهم وبعلمهم (17). وقد يبدو الماكر متعدّد الوجوه، متغيّر المعتقدات، مغامراً. في حين يقف الحكيم في ميدان الاستقامة، والطريق السوي، والإدماج والإجماع والموروث والمؤسَّسي، نجد المحتال يلج المنعرجات والتموّجات والالتواءات، والتغيير والابتكار، والنقد، والهامش، والفوضوية. الحيلة ثائرة عاصية. الحكمة فلسفية مبدئية. الحيلة طريقة إجرائية للخروج من مأزق، مبنية على التبصّر والاستنتاج. تبدو مقترنة أكثر بالعامَّة، بالنساء (18)، بالممارسة اليومية، أمَّا الحكمة، فهي مرتبطة بالخاصَّة. والحكيم معروف ومقصود، ويسعى للسمعة والجاه والاعتراف، أمَّا المحتال، فنكرة، يعمل في الخفاء ويتجنَّب الشهرة، ويخشى السمعة لما قد تسبِّبه من مشكلات (19). وخوفه من ذيوع الصيت يجعله دائم الترحال كشخصيات الحريري والجوبري وكجحا…

قد يقول قائل ليست هناك حيلة بريئة. مسألة التحايل لا تُوضَع في هذا الجانب، جانب الذنب والبراءة. قد تكون الحيلة تحدِّياً لإشكالية الأخلاق. قد تفتننا بمهارتها وتأنُّقها، وننسى أن نُصدر أحكام قيمة عليها. مَنْ يستنكر منَّا حِيَلَ الطفيلي والثعلب؟ مَنْ يدين جحا أو اللصَّ الظريف؟ مَنْ ينتقد أبا الفتح وأبا زيد؟ في الحكايات الشعبية يبدو القاضي والفقيه هو السارق الأكبر (20). والمخادع عديم الذمَّة، مرتاح الضمير، يتهادى في تيهه ويختال في تحدِّياته، في تجواله على عكس التيَّار. الحيلة ليست واعظة، بل هي مشاكسة، لا يمكن أن تؤدِّي إلى الطريق الصالح، لأنها تفتح طُرُقاً متشعِّبة، فهي مبنية على المفارقات، على الشيء وضدِّه، على قلب الأمور (21) وتخطِّي  الواضح. 

أدب الاحتيال لا يدَّعي التربية أو تقويم اعوجاج المجتمع. هذا بالضبط ما يفسده، لأنه مبني على الضحك من المظلوم والتصفيق لنجاح الخدعة. الهدف التنويري والتوجيهي يخرجنا من مجال الحيلة. ليس المكر من جهة الخير أو الشرِّ، هو ينزلق بينهما ويطوف حولهما. وإن أردنا مع ذلك أن نستخلص درساً ما، فهو انتصار الحيلة على العنف (22). سياسة «الحيلة كَتَغْلَبْ العار»، كما يقول المَثَل الشعبي. لا حسن ولا قبيح، اليد العليا للبارع في الحيل، سيِّد العالم مَنْ له عدَّة أسهم في جَعْبته (23). قانون الأقوى هو الذي يسود. ولكنها قوَّة الذكاء والحُنْكَة. وقد يقوم التهكُّم والسخرية مقام الأخلاق بطريقة غير مباشرة.

في سماء «هوميروس» لم يكن هناك حسٌّ قوي بما يفرِّق بين الخير والشرِّ. في الديانات البدائية كانت قوى الخير ممزوجة بقوى الشرِّ. وقد تكون الحكايات الشعبية انعكاساً لهذه الظاهرة، إذا نحن سلَّمنا بمقولة سانتيف (24) بأن هذه الحكايات منحدرة من معتقدات وطقوس دينية.

في أدب الكُدْيَة تبرز حرِّيَّة أخلاقية كبيرة تظهر حتَّى في المصطلحات. ففي القصيدة الساسانية (25) مثلاً نجد إباحيَّة قد يشفع فيها الفنُّ. وكأنّ المنعدم البائس لا تنطبق عليه قيود الأغنياء. فقره يحرِّره من سجن التابوهات. فهو الملك الذي يتهادى في بحر المحرَّمات، ويتباهى بين كلماته الفاحشة.

في الليالي أيضاً تتخطَّى الحيلة حدود الأخلاق بكلِّ سهولة، حِيَل للقتل، للغصب، للسطو، للخيانة الزوجيَّة. الحيلة يحكمها قانون الرغبة والشهوة والعشق، في طلاقة ووقاحة.

وحتَّى في الروايات البوليسيّة المبنيّة على اللغز وانتصار الذكاء لا يظهر هذا الصراع المانوي، كما هو الشأن في الأنواع الأخرى من الروايات البوليسيّة التي يصبح البطل فيها هو المنصف، هو واضع الحدود بين العدل وقوَّة الطاغوت.

في حكايات «كليلة ودمنة» وما يشاكلها من قصص على ألسنة الحيوانات، تلك القصص التي تُدعى أخلاقية (26)، لا تكمن الحكمة في التفرقة بين الحسن والقبيح بقدر ما تكمن في القدرة على الخروج من المآزق والتخلُّص من الخصم، في الكفاءة على تفادي الضرر وإن اقتضى الأمر الدوس على الآخرين. هذه الحكايات تدور على كيفية الانزلاق من الطريق المسدود بمناورة تجنُّب المصيدة، أو تسقط الآخر فيها. الدرس هو الحذر والاحتياط، وليس هو العدل والاستقامة. والبقاء للأكثر مكراً. هذه هي لغة القنَّاص والطريدة، لغة الإنسان في البدء.

يقول الجوبري في كتابه «المختار في كشف الأسرار» إنه يريد أن يفضح أعمال وحِيَل هذه الطوائف لتحذير الناس. يعلن منذ المقدِّمة أن هدفه تربوي وليس ترفيهياً. «فافهم ذلك ونبِّه فكركَ»(27)؛ «فافهمْ ذلك ترشد»(27)؛ «كنْ على حذر منهم»(28)؛ «كنْ خبيراً بالأمور لا يدخل عليكَ شيء من ذلك»(29). وينتقدهم ولا يتعاطف أو يتسامح معهم: «وكلّ ذلك حيلة على أموال الناس والفسق بأولادهم …»30). 

ولكنْ يبدو الجوبري رغم تعفّفه ونكرانه الصريح أنه أوَّل معجب، وأوَّل مفتتن بأعمال شخصياته، وهذه بعض أمثلة استهوائه: «حديث يُكتَب بماء الذهب»(31)؛ «ومن أعظم ما وقفتُ عليه وأظرف.. «(32)؛ و»لهم فيها أفعال لا يقع عليها حدٌّ ولا قياس»(33)؛ «هذه الطائفة لهم أمور عجيبة، وأحوال غريبة لا تُعدُّ ولا تُحَدُّ»(34)؛ «يُذهِلون عقل مَنْ يحضر» فهو أوَّل مَنْ يتلذَّذ بألاعيبهم. الإغواء يعبث أوَّلاً بالشخص الحذر الذي يقف على الأسرار ويعرف خبائر الاحتيال. وقد يكون هو المحتال الأوَّل، يمكن أن نخصِّص له أوَّل باب في كتابه. فهو يفوز في حلبة السباق ويخدع القارئ بتقديمه لحيل «واقعيَّة» قد تكمن واقعيَّتها في اختراع خياله وخيال مَنْ يماثله من الرواة، فهو المنمّق الأوَّل

للمكائد …