متنبي البصرة

آراء 2023/01/17
...

 حسين الذكر 


بجولة لمعالم المدينة على هامش خليجي البصرة زرت مناطق عدة.. فمررت بالعشار وسوقه وشوارعه، ثم اتجهت إلى شط العرب باتساع حدقاته التي تحسدنا عليها بقية البلدان المحرومة من نعم الأنهار السماوية، وأعجبت بتطورات الكورنيش التي كانت مساءاته تنبئ بقادم عراقي أفضل في ظل حضور عربي بهي بكل معنى الكلمة.. 


حيث تزهو لياليه بألق الألفة والمحبة والانفتاح والتواصل، الذي نأمل أن تكون الرياضة هي بوابته لعودة العراق إلى أحضان اخوته الخليجيين والعرب، فضلا عن المحيط الإقليمي والفضاء الدولي. 

ثم اصطحبني الصديق صفاء الضاحي بمعية زميلي جليل العبودي القادم من الدوحة لتغطية وقائع خليجي 25 .. وكانت محطتنا هذه المرة إلى شارع الفراهيدي ومكتباته، التي يطلقون عليها متنبي البصرة تيمنا بمكتبات متنبي بغداد.. وقد بدا شارعا جميلا جدا بني بطراز حديث ينسجم مع روح الحضارة، ولا يبتعد عن أرث الأصالة، حيث تعاونت الحكومة المحلية والمنظمات المدنية مع مثقفين ومهتمين لإحياء الشارع وتنظيمه.. إذ تمَّ فتحه طيلة أيام خليجي البصرة تماشيا ومسايرة لكرنفال العرس الخليجي، وتهيئة الظروف المناسبة والأجواء المثالية والفعاليات المرافقة لإسعاد الحضور وإبراز الوجه الحضاري للمدينة.. وعكس صورة حقيقية عما تحتويه من معالم وآثار وتاريخ زاخر وحاضر مكنون بكل خيرات الارض وحفظ السماء.. 

فقط كل ما نحتاجه إيمان الطبقة السياسية بالدولة المدنية، التي تعد الرياضة والثقافة أحد أهم أدوتها وإعلاء شأنها بعيدا عن التجنيد والتسليح والتحزب.. وما جلبه علينا من خراب ودمار نسأل الله أن تكون نهايته على أيدي الرياضيين من الشباب والخبرة ومعهم كل المتطلعين للدولة المسالمة المستقرة المتطورة،  بكل مدنية على طريقة المدينة الفاضلة.