لماذا ينظر الى الأدب المحلّي بعينٍ واحدة؟

ثقافة 2023/01/22
...

 علي لفتة سعيد


يكرر الكثير من الأدباء من أن النقاد والأكاديميين لا يقدرون الأدب المحلي في بلدانهم، وأنهم ينظرون بعين واحدة إلى هذا النص، بل يصر البعض على أنهم لا ينظرون بأي عين إلا من كانت لديهم علاقات جيدة معهم، أو أن يلجأ الكثير من النقاد إلى الرواد إذا ما أرادوا الكتابة المنهجيَّة عن النص المحلي. ولذا يكون السؤال: هل يعود هذا للتأثير بما اصطلح عليه بعقدة الخواجة؟ هل هي عملية انتقاص مقصودة أم حقاً أن الأدب المحلي ليس لديه القدرة على أن يكون متميزا؟

الأثر الإعلامي

الناقد الجزائري الدكتور حمام محمد ناقد واكاديمي يقول إن «الأدب المحلي يخرج ليس من عينٍ واحدة أو اثنين، وإنما يخرج من تضعيف  القدرة المحلية الابداعية بسبب المجانبة القهرية للأشخاص، وتداول أسمائهم في  الشأن المحلي عن طريق الإعلام الشفوي».

ويضيف أن «الناس حين ينظرون إلى الأديب المحلي كأنها ضرورة للمكث على القاعدة الأولية (المستوى المحلي) ومن ثم الرؤية تكون على أساس هذه القاعدة شبه القيمة مبدئياً على أنّها غير كاملة، ولن يسمح له بالارتقاء من القاعدة إلى السطح ولو كان مقبولاً على المستوى الدولي من  حيث القواعد الأدبيَّة للنصوص». 

ويشير إلى أنه يبقى دائما ينظر إليه بنظرة القاعدة شبه المتخلفة التي تنطلق منها القواعد الراقية.. ويوضح أنَّ «هذا النص إذا كان محليّاً ويحوز على جميع نصوص التدويل يبقى محليا مشمولاً بنظرة تشبه المتخلف، ونستطيع تسمية هذه النظرة بالهامشية، وكما هو معروف ما يتكلم عنه الإعلام بعدد المرات أو بعدد الترجمات يصير له شأن كبير، ومن ثم يندمج في الحداثة ويصبح نصّاً من التركيز العالي»، وبعكسه كما يقول حمام «لا يحظى بهاته الفرصة ويبقى محلياً إن لم يبقَ في عمومه سوف يكتشف ما يثبت محليته». 

ويشير إلى أن الأمر يتعلق بالأسلوبية أو التداوليات المختلفة للنصوص أو تجنيه هويات الكتاب المحليين.

ويمضي بقوله إنّ “النظرة التصغيريَّة للأديب المحلي تبقى راهنة ما لم ينجز أعماله على مستوى تدويل نصوصه وفق قاعدة المتناص لجوليا كريستيفيا،  وإلا سيبقى يتجرّع  المرارة الى النهاية”.

وعن النقاد يتابع الدكتور أن “بعضهم يواكب على مبدأ تسيد الخواجي للنصوص التي يرون فيها مصلحة، فيجزلون لها العطاء من  تكبير في القيم على طريقة الاعشاب البديلة، التي أصبحت علاجا للأمراض التي عجزت عنها القرون”، مضيفا تبقى النظرة الدونيّة سائدة إذا لم يتخلص الأديب المحلي من عقدة التمحلل في الذاتية الاقليميّة بل عليها وإن ينتفض ضد

الخواجانية.


أربعة عوامل 

الروائي العراقي خضير فليح الزيدي يرى أن ليس الأدباء والأكاديميين فقط من ينظر بنصف عين إلى الأدب المحلي، بل حتى القرّاء أيضا، فهم ينظرون إلى مكانة مرموقة إلى الأدب العالمي والعربي. 

ويضع الزيدي أربعة عوامل عميقة ومركبة. 

ويقول إن “أولها ما هو ينتمي إلى عقدة ذاتية من قدرة المحلي للمواكبة العالمية، بوصف الأدب العالمي في السرديات هو من نتاج غربي محض، وما الأديب المحلي إلّا مُقّلِد أو محاكي لأفكار ورؤى وتجارب فنية عالمية، والطبيعة العامة تفترض الذهاب إلى الأصول في هذا الجانب حسب وجه نظر الأكاديمي أو الدارس، حتى وإن كانت الفكرة باطلة من أصلها.

حتى غابريل غارسيا ماركيز لم يكن مقروءا قبل جائزة نوبل في بلده كولمبيا”، الأمر ينعكس في بلداننا فالأديب المحلي محاصر بمحليته وينظر له كونه محدود الفكر والطاقة للمباهلة العالمية والابتكار الإبداعي، وفقاً لتعبيره. 

ويرى في العامل الآخر إنه يعود أصلها إلى الكاتب المحلي ذاته في الجري الطويل وراء الحداثة أو ما بعدها لاقتناص رؤى عن التقانات والتجارب العالمية كوعاء لصياغة سردياته المحلية، هنا يحدث التناقض من حيث لا يدري، حتى يصبح أدبه الجاد ساخرا بسوداوية قلقة ينفر منها الدارس والناقد، ويتبعهم القارئ المحلي في السياق.

 ويضيف أن “هناك عاملًا ثالثا وهو الدارس الأكاديمي أو الناقد هو أيضا قد تلقّى دروس نظرياته من الغرب أصلاً، فمن السهولة بمكان أن يعالج مادته النقدية من تلك البيئة أفضل بكثير من معالجة العوالم الملتبسة في الأدب المحلي”. وعن العامل الرابع يقول الزيدي: وهي وجود قضية ملتبسة لم يلتفت إليها الكاتب المحلي ذاته، هو إن أقصر الطرق للعالمية والانتشار هي المحلية غير المكتشفة. فزمن السرديات الملحميّة قد انتهى، ولا يمكن بمكان معالجة العالم ومشكلاته كلها بالأفكار المكتوبة. إنَّ طريق النجاح تبدأ من الدخول إلى العوالم الفردية المحلية وحتما سيأتي اليوم الذي سيلتفت الدارس والقارئ إلى الأدب المحلي ويدخل محراب التبجيل.


وزارات وجهد 

الروائي العراقي تحسين كرمياني يضع من جهة عوامل أيضاً ويقول إنّها «ملموسة تدفع بهذا التوجه، الكم المطروح من السرديات حتماً ستسهم في تضيق النظرة عن الأعمال الجادة أيضاً، هناك ملل واضح عند النقّاد، ويمكنني أن أسميه كسل المتابعة، ليس الكل طبعاً، وكذلك الذائقة ممغنطة بالمنجز الغربي، ما زالوا يتقدمون علينا، بطبيعة الحريَّة التي لديهم، والأدب لديهم تجارة ومصدر عيش آمن، فضلاً عن أن هناك من يهتم بالنقد، لكن نجده يستند الى كتب تصله عن طريق الإهداء أو بحكم العلاقات الشخصيَّة أو محاباة للأسماء البارزة». ويشير إلى أن حياتنا تعاش على الهامشيات في جميع الميادين، لا بدَّ أن تخيم الفوضى على الأدب بجميع تفرعاته، لكي نعيد القاطرة على السكة، يجب تحريك الأجواء وتهيئة الحوافز الدافعة، تفعيل المطبوعات الأدبية المعتبرة، المجلات وثقافيات الصحف، كما كانت سابقاً، كالطليعة الأدبية والأقلام والثقافة الأجنبية والمورد والموقف الأدبي وأسفار. ويزيد بقوله إنه لا بدَّ من منح مكافآت توازي إرهاصات الحياة، من أجل تحريك الأقلام والتنافس المشروع نحو الجودة، للمؤسسات الثقافية والأكاديمية الدور البارز في هذا الجانب، ويذهب الى عامل آخر وهو أن أغلب الملتقيات هي عابرة كاسقاط فرض ليس إلّا، لا بدَّ من تأسيس مشاغل نقدية مستدامة لدراسة المنجز المحلي، وتسليط الضوء على الأعمال الجادة والترويج عنها، لا بدَّ من جوائز كبيرة جادة تستهدف الإبداع وتروج له عالمياً، ويؤكد أن العصر الحالي هو عصر موت القراءة، بسبب عدم الاستقرار في حياتنا، وتعسر الحصول على مصدر الرزق. 

وتساءل: لم لا تشكل وزارات الثقافة والتربية والتعليم العالي خلية تحريك المجتمع من خلال مشاريع تشجع على القراءة، تكون مهمتها طباعة المنجز المحلي بكميّات تغطي المكتبات وتشجيع التلاميذ عبر مسابقات أدبية في جميع تفرعات الأدب والثقافة والفنون؟ حينها تتحرك العيون التي تتغاضى عن محليته نحوها، ويشير الى أن أسباب أخرى منها كثرة طرح الروايات مثلاً يولد النفور لدى المتلقي والناقد، لذا على الأديب أن يكون حازماً وصارماً وجاداً في ما يكتب وأن يُغلب النوع على الكم، كي يلفت الأنظار نحو منجزه والرواج له، ما زال الكثير يتخذ من الورق نهراً لغسيل ذاته، وهناك من يتصور أن مناطحة الظواهر والمتغيرات السياسية أصل الإبداع، العمل الأدبي صرَّح لا بدَّ أن يُشاد بعلمية وبتقنية متماسكة كي يعيش طويلاً، لا بدَّ أن تكون الكتابة بقلم الحنين والضمير والإحساس الصادق، لا نزف أمراض نفسيّة ورغبات. عندها يمكننا أن نحصل على أدب موازٍ لآداب العالم.


الكشف عن الأسباب

الكاتب والقاص المصري سمير حكيم يشير إلى أن الأمر أصبح عقدة قديمة استقرت في وعي المواطن في البلدان العربية بدءًا من  تفضيله المنتج المستورد من الخارج وأن الرغبة في الحصول على المنتج الوارد من الخارج انسحبت إلى المنتج الأدبي بكافة صنوفه، من قصة - شعر - رواية - ونصوص مسرحية لتضع علامة استفهام دائمة الحضور في كل مناسبة تدعو للمقارنة، أو المفاضلة بين الاثنين: المحلي والعالمي وينتهي القرار بالانحياز للآخر.. ويتساءل عن السبب، كما يقول: لا بد من المصارحة فغالبًا في سياق الحديث عن الإبداع الأفضل، تميل وجهة النظر للأعمال الأدبية المترجمة لكتّاب غير عرب، وتجد لها تفسيرًا لدى البعض بأنها محاولة للانتقاص المتعمد للأدب المحلي، وأن هدف المسيئين الحط من قدرنا. ويتساءل مرة أخرى: هل يكمن سر العقدة  في الإيمان المطلق بتفوق هذا الآخر مع الإحساس بالضآلة وعدم التكافؤ لدينا؟، ويمضي حكيم بالإجابة من أنّها الأكثر ديناميكية ومرونة تكون صحيحة مقولة أن الأدب المحلي له نقاط قوة، ونواحي ضعف لأسباب تاريخيّة، وثقافة روافدها سياسية وأيديولوجية. 

وبحسب رأيه فإنّ الأمر يتطلب الكشف عن أسباب عقدة الخواجة توسعة الرؤية، والوقوف على مسافة متساوية يخفف من درجة الاحساس بها، بحيث نتجاوز فكرة سوء النية والانتقاص، إلى بحث الأسباب، وجعلها نقاط ارتكاز، يمكن الانطلاق منها والبناء عليها، أول الأسباب: أن معظم المسابقات التي ارتبطت بجوائز مالية كبيرة بدأت خارج البلدان العربية، في دول أوروبا وأمريكا، ثم تمت محاكاتها، أو “نمذجتها” لاحقًا، داخل محيطنا العربي، كما ترجع لعامل ثانٍ هو ظهور حركة نقدية للسائد في الأدب، خاصة في فرنسا وإنجلترا وأمريكا وإسبانيا خلال سبعينات وثمانينيات القرن المنصرم، رافقتها عدة مصطلحات للنقد معززة، من أمثلة “التماهي” المقاربة و”التناص” وأيضًا نظريات كالحداثة، أسس لها أعلام أدباء في هذه البلاد “انتقلت إلى العالم العربي، ووجدت لها أصداء كبيرة في كتابات نقدية ذات طابع أكاديمي أسهمت بدورها في “توثيق” مصداقية كبيرة للآداب الغربية خلال الفترة المشار إليها سلفًا.

ويشير إلى أن هذا تم على حساب ما كان مأمولاً فيه من اتساع وازدهار الأدب العربي، بل تمثّل سلبًا في تقليص دوره  للتثقيف والتنوير، وبات الكاتب المحلي في هذا المحيط واقعًا تحت ضغط وتأثير محاذير دينية وسياسية، التحمت بمنطقة “لا وعيه” وتسببت بكبح آفاق فكره، حتى بات أسيرًا لما يمليه عليه اللا شعور من إبداع مُقيَّد وملتزم وهو بحسب ما يقول حال من دون التعبير بصدق وحرية عن واقعه، وطموحه، وأحلامه، ثم ثالثًا الخطوات المتباطئة لحركة الترجمة العربية للأدب إلى اللغات الأجنبية في الماضي وإلى الآن، وتعثرها في مراحل عامل إضافي كان له أثر غير هيّن في عدم مراوحة هذه الآداب مكانها، واستغراقها في المحلية .

ويستدرك حكيم وهو يضيف أن “هناك إبداعات لكتّاب عرب معاصرين، تتسم بالتجديد في الشكل والمضمون؛ لا تزال راكدة تحت ركام الإهمال والتقصير، ينبغي نفض عنها هذا  الركام، ووضعها في الميزان للتقييم بحيادية وموضوعية”. 


رجولة وصفاء

الأديبة السورية ليندا عبد الباقي تقول وبشدة إن العين الناقدة يجب أن تحمل الكثير من الصفاء ووضوح الرؤية وأن يكون الناقد ذا رجولة نقدية حيث لا يفصل الطربوش ويوضع على مقاس الرأس المناسب.

وتشير الى أن بعضهم من حفظ جملا رنانة أكاديمية ونثرها على أي نص وبعضهم جملهم النقدية الرنانة تعانق أي تنورة تمشي على رجلين ويصنعون منها آيات الشعر المقدسة لإرضاء نزعات مريضة لديهم ومنهم العكس يهاجمون الإناث أدبيا ليبقين في الصف الثاني بالنسبة للرجال وذلك لمعتقدات عفا عليها الزمن وتكمن الخطورة القصوى في عالم النقد.. وتضيف أنّ “مسألة التسلق على الأسماء الرنانة لإثبات ثقافة الناقد والنهوض مع الاسم بمعنى أن هناك استعراض ثقافات إذا ما كتب الأديب عن أليوت ورامبو، وإذا استعرضنا الأسماء الذين تناولهم النقاد كانوا ضمن ثالوثنا العربي المقدس “جنس دين سياسة” وبحالة ببغاوية من وسائل الإعلام والنقاد حيث كلّما لمع أحدهم بتلك الاتجاهات يهرعون خلفه لتشكيل حدث”.

وتؤكد أنّ “الشعر ديوان العرب كان وسيبقى لذا تمت محاربته وتسخيفه لتسخيف هذه الحالة وصعدت الرواية لتأخذ مكانه رغم أن أول من كتب الرواية زينب فواز المصرية العربية قبل نجيب محفوظ”. 

وتعتقد عبد الباقي أن كل هذا التاريخ العربي مهمل أمام بعض الأسماء الغربية بدافع التقليد الأعمى وحالة التزييف الحضاري والعرب يتفاخرون بالجينز والسيكار والموضة كما يتفاخرون بالاطلاع على أدب الغرب مع تسخيف كل الأسماء العربية الساطعة التي يتفاخر بها الغرب بحد ذات.

وتسخيف كل موهبة جديدة والعمل على إخمادها وعدم تحفيزها والأخذ بيدها. 

وبحسب رأيها فإن النقد العربي تلاشى لعدم إيماننا بمقوماته الحقيقيّة الشفافة لحساب الأدب والإبداع فقط هي عقدة الخواجة فعلا، فالشاعر الحقيقي يصنعه ناقد حقيقي ومتلقٍ مثقف. 

وتشير إلى أن إيمانه المطلق بالإبداع العربي لإيماني أن منشأ الإبداع المعاناة وتاريخنا يغص بكلّ أنواع الألم ليس تاريخا مترفا، كالغرب حين نكتب عن الرغيف يكتبون عن الضياع في غابات العشق حين نكتب عن العتمة يكتبون عن انبهارهم بشدة تحملنا وحين نكتب عن الظلم والفقر يكتبون عن حالة اكتئابهم لعدم حاجتهم لأي شيء. وأحيانا نظلم الأدب الغربي بما يصلنا من ترجمة محنّطة فاقدة لأي صورة مبتكرة لضعف المترجم وعدم قدرته عن ترجمة الشعر شعرا. ويبقى الإبداع إبداع في كل بقاع الكون ويعلن عن ذاته بقوة الحرف وصياغته ومتانة المعنى وألق الفكر.


النقد عدو نفسه 

الشاعرة والقاصة المصرية عبير العطار تقول هي الأخرى إن الحديث عن النقد والنصّ المحلي قصّة طويلة، ولكن بادئ ذي بدء فإن النقد لغة هو تمييز الجيّد عن الرديء في شيءٍ ما، وللدخول في صميم الموضوع فإنّني أجد بعض النقاد في تعاملهم مع النصوص الأدبيّة المحليّة تفتقد إلى المهنيّة، فمهما التزم بنظريات في النقد فهي في النهاية غربية لا تناسب مجتمعاتنا العربية. وتعد العطار الأدب المحلي متميزا، وربما متميّزا جداً، ولكنها تشبّه علاقة الناقد هنا بالنص المحلي مثل المرض المناعي الذاتي الذي يصيب جسم الإنسان، أي أن الجهاز المناعي في الجسم يرى كل جزء فيه عدو نفسه فيبدأ بمهاجمته والقضاء عليه، وهكذا حال النقد الذي نسي أن البيئة والأخلاقيات والمجتمعات الغربية تختلف تماما عن مجتمعاتنا العربية فيبدأ بمهاجمة العمل والبحث عن كل السبل للقضاء عليه أو تحطيمه بناء على نظريات غربية بحتة، ثم البحث عن نواقص العمل الأدبي وكأنه انتصار مع أنّه من المفترض أن يولِّد كل نص زاوية الرؤية التي يجري التعامل معها نقدياً بطريقة بناءة. وتشير إلى أن الناقد وخاصة الأكاديمي الملتزم بما درسه من  فرضيات ونظريات أجنبية تجده لا تجديد عنده في الفكر، الوعي بالمستجدات أو حتى منح نفسه فرصة للتخلص من عقدة الخواجة، لذا فلن يُسمح باجتياز الحاجز النفسي لهذا الأمر وستظل النظرة للأدب المحلي قاصرة. وبحسب قولها فإن العين الناقدة الحقيقية المفترض أن ترتقي بالأدب، تغوص في أعماق النص وتقتنص درره، ثم تضع معايير متعددة لفحص النص الأدبي المطروح وأهمها ثيمة العمل، اللغة، الرسائل التي يطرحها،الأفكار وغيرها ليكون النقد فنا آخر مجاورا للنص الأدبي المطروح للنقد وتؤكد أن الناقد  سواء الأكاديمي أو غيره فموقفه صعب للغاية فهو ليس مجبرا للاعتماد فقط على النظريات الغربية بل عليه أن يكون وافر العلم والثقافة، متفتحة آفاقه على الجديد، واعٍ  بما بين يديه من قيمة فنية لأنَّ عليه أن يلتزم في النهاية بالحيادية بعيدا عن معرفته الشخصية بالكاتب أو عدمها ويدرس النص الأدبي دراسة شاملة حتى يمنحه حقه

الكامل.