دروس خليجي ٢٥ وعبره

آراء 2023/01/23
...

  سعد العبيدي


انتهت بطولة خليجي (25) بسلام، حقق في نهايتها المنتخب العراقي فوزاً كبيراً، حصل على الكأس بجدارة، واجه فرقاً قوية، لعب طوالها باقتدار عالٍ واخلاص، أثبت الاتحاد العراقي لكرة القدم واللجنة المنظمة في ختامها قدرة جيدة على التنظيم، وأضافوا إلى العراق نقاطاً وتصورات اقتدار ملموسة، ومن جانبهم قدم البصريون ضيافة أظهرت عروبتهم وأصالتهم وكرماً فاق كرم العرب بكثير.

 وفي هذه البطولة كانت الحكومة المحلية للمحافظة حاضرة داعمة أسهمت بالنجاح، ومع هذا يمكن القول إنه من الطبيعي بذل اللاعب جهداً مضافاً من أجل حاضره كلاعب ومن أجل العراق وطناً يستحق الكثير، ومن الطبيعي وقوف المحافظ داعم والجمهور مشجع.

الا أن غير الطبيعي أو المذهل في هذه البطولة المفخرة، 

مقدار المغالاة بالكرم البصري حداً فاق المعقول، وسعة الترحيب والاستضافة الحاتمية للأشقاء العرب من أهل الخليج، ومن غير الطبيعي هذا الفرح الغامر بكسب البطولة لجميع أهل العراق من آخر نقطة في زاخو حتى آخر متر في يابسة الفاو، وهذا الاستنفار لمشاعر الحب دعماً من لدن الشباب وتوافدهم إلى البصرة لغرض التمتع بمشاهدة الفريق، وتشجيعه على الفوز، وهذه الجموع الساعية للمشاركة بالاحتفال عند تحقيق 

الفوز... 

إنها مشاعر عفوية إيجابية غمرت أهل العراق تعني أنهم تواقون إلى إعادة لحمتهم في وطن واحد قوي قادر على تحقيق النجاح، وإنهم راغبون جداً للعودة إلى محيطهم العربي وامتدادهم الخليجي، وإنهم قد حققوا إنجازاً كبيراً للبلد عجزت عن تحقيقه السياسة لعشرين عاماً متصلة، الأمر الذي لا بد وأن تأخذه السياسة بنظر الاعتبار، وتعيد بناء برامجها على وفق تطلعات الجمهور ورغباته، وأن تعطي الرياضة من وقتها والجهد والمال ما تستحقه بعد أن استطاعت استنهاض هذه المشاعر لأهل هذا البلد طوال أيام البطولة، ويمكننا القول أيضاً إنها دروس وعبر لا بد لأهل السياسة من أخذها بنظر الاعتبار.