نؤاس أموري: تعرفتُ على الأسرار اللحنيَّة لوالدي

ثقافة 2023/01/25
...

 حوار: نورا خالد

يفضل الفنان نؤاس أموري أن يقيم الجمهور مسيرته الفنية خاصة الذين يمتلكون خلفية ثقافية فنية، أو كما يطلق عليهم أموري الجمهور النخبوي، الذين يتواجدون في حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي وقناته على اليوتيوب التي يعتبرها متنفسه الوحيد وصلته المباشرة بالجمهور.   يؤكد أموري لجريدة "الصباح" أن "ما قدمته سابقاً يختلف عن أعمالي الحديثة، لأن أغلب الأغاني القديمة هي إعادة لأغاني الوالد التي أحبها الجمهور ورددها على مدى سنوات طويلة.

لذلك لا يمكن مقارنتها بالحديث"، مستدركاً "ورغم ذلك لم أقدم طوال مسيرتي الفنية أغاني هابطة سواء في الكلمة أو اللحن أو التوزيع".

كانت انطلاقة نؤاس أموري لعالم النجومية في تسعينيات القرن الماضي، وبعدها قام بإعادة الكثير من ألحان والده الغنائية المعروفة لدى كل الجمهور العراقي مثل "مرينه بيكم حمد، يا حريمة، مالي شغل بالسوق، داده مو راحت علينه، رديت، فرح يهل الفرح، ارد اعوفن كل هلي" وغيرها الكثير.

يقول أموري إن "الأغنية العراقية لم تأخذ انتشارها الحالي عربياً إلا بعد الانفتاح الذي حصل بعد 2003بفعل السوشيال ميديا، فأصبح وصول الفن سهلا ً إلى كل بيت ولم يعد يقتصر على التلفزيون الذي يعرض أغاني عدد قليل من المطربين، كما أصبح الفنان يقدم محتواه سواء كان هابطاً أو جيداً والحكم يبقى للجمهور وبما أن الأغنية العراقية عريقة وإيقاعاتها جميلة ومتنوعة جذبت انتباه أغلب المطربين العرب الذين أصبحوا يتسابقون من أجل غنائها والحصول على ملايين المشاهدات".

ظهر العديد من الأصوات في فترة التسعينيات ونالت شهرة واسعة في ذلك الوقت، إلا أن نجمها أفل ويرجع أموري ذلك إلى أن "هناك من ترك الفن وآخر أهمل نفسه ولم يواكب التطور فمن غير المعقول أن يبقى المطرب يغني الأغاني القديمة نفسها أو يستمر على الألحان نفسها والفن يتطور باستمرار".

مبيناً "ما زلنا نغني الأغاني القديمة في الحفلات حسب طلب الجمهور لكن لا بد للفنان من تقديم 

الجديد ليواكب تطور الفن".

يصف أموري الأغنية العراقية، بأن لها هوية معروفة ومتجذرة وراسخة وإن كانت بعض الأغاني بلحن حديث، إلا أنها تبقى تحمل الهوية نفسها لمن يعرف أن يوظف ذلك اللحن بصورة صحيحة.

تأثر نؤاس بشخصية والده الفنية، إذ كان كما يوضح "أكثر أولاده معاصرة له، تعرفت على أسراره اللحنية واختياره للكلمات وتحويل المقامات، حتى أني سجلت له أكثر من ألبوم توزيعاً وعزفاً على العود، واعتبر ذلك مكسباً كبيراً لي".

انطلق عربياً عندما غنى تتر مسلسل "سنوات الضياع" التركي المدبلج بأغنية "طفاج القدر يا شمعتي" التي لاقت شهرة واسعة وعرّفت الجمهور العربي بصوت الفنان نؤاس أموري، كما أن أغنية  "أني وذكرياتي" من ألحانه وكلمات الشاعر أحمد هندي لاقت أيضاً صدى واسعاً ولها بصمة جميلة في حياته حسب نؤاس.

أما عن تعاونه مع الفنانين العراقيين والعرب على صعيد الألحان والتوزيع، فهي كثيرة إذ قام بتوزيع وتسجيل الكثير من الأغاني لأغلب الفنانين العراقيين أمثال ياس خضر وحسام الرسام ومحمد عبد الجبار وقاسم السلطان والقائمة تطول، ويعزو أموري قلة تعامله مع الفنانين الشباب إلى تواجده شبه الدائم في أربيل، وهذا كان له الأثر الكبير في قلة التواصل معهم.

لم يغن نؤاس يوماً في أي من النوادي الليلية، مبيناً "أقدم حفلاتي في الأماكن العامة وفنادق الخمس نجوم والنوادي الاجتماعية بغض النظر عن الأجور، وإن كانت في النوادي الليلة أعلى بكثير إلا أن المادة

 لا تهمني".