ترقب لإجراءات جديدة لتطويق «أزمة الدولار»

الأولى 2023/01/28
...

  بغداد: شكران الفتلاوي


تنتظر السوق ومراقبون للشأن الاقتصادي والمالي إجراءات جديدة للبنك المركزي للتخفيف من وطأة الأزمة المتعلقة بتذبذب أسعار صرف الدينار أمام الدولار التي أثرت بشكل سلبي خلال الآونة الأخيرة في ارتفاع معظم السلع والبضائع وتراجع الحركة التجاريَّة.

وتعهَّد محافظ البنك المركزي الجديد علي العلاق، الذي تم تكليفه مؤخراً بهذا المنصب بدلاً من المدير السابق مصطفى غالب، بإعادة سعر صرف الدولار إلى سابق عهده خلال فترة وجيزة.

ولا تزال أسعار صرف الدينار أمام الدولار غير مستقرة في الأسواق، إذ انخفضت بشكل تدريجي بعد تعيين إدارة جديدة للبنك المركزي، ثم عاودت الصعود لتتراوح حالياً بين 160 - 161 ألفاً لكلِّ 100 دولار.

وقال الخبير الاقتصادي الدكتور أحمد الهذال لـ"الصباح": إنَّ سعر صرف الدولار مقابل الدينار وصل إلى مستويات مرتفعة وتعد الأعلى، بسبب تخفيضين، الأول متعلق بحاجة الموازنة العامة للسيولة المالية بعد تدني أسعار النفط في نهاية العام 2021، والثاني جاء بسبب ارتفاع الطلب بشكل كبير على الدولار النقدي الداخلي بعد تفعيل آلية جديدة بمنصة مرتبطة بالبنك الفيدرالي الأميركي والنظام المالي العالمي، لذا ينبغي للبنك المركزي اتخاذ إجراءات جديدة لتخفيف وطأة ذلك.

وأشار إلى أنَّ إدارة البنك المركزي تلقت تبليغات قبل أكثر من عامين بضرورة تفعيل المنصة لمعرفة حقيقة الاعتمادات المستندية ومقدار السلع والخدمات المقابلة للتحويلات المالية، بسبب وجود شبهات بغسيل أموال وتدني مؤشرات العراق في تصنيفات مكافحة الفساد، وهذا يشكل خطراً على الاقتصاد لأنه سينهار إذا لم تطبق آليات الإصلاح بجدية.

وبحسب الهذال، فإنَّ آلية منصة مراقبة التحويلات الخارجية تخدم الاقتصاد وتحمي غطاء العملة المحلية من الانهيار نتيجة ارتفاع حجم التحويلات، لكنَّ الحكومة ينبغي أن تعمل على تفعيل إجراءات أكثر جدية في ما يخص الفساد والإطاحة بالمهربين والمصارف التي تستقبل الفواتير المزورة وغلق الشركات غير المرخصة لأنها تبيع بسعر أعلى من سعر الصرف الرسمي الذي يصل الفارق بينهما إلى 11 %‎، إلى جانب حماية الفئات الاجتماعية من أثر ارتفاع سعر الصرف الموازي، لأنَّ ذلك خلق مشكلات اجتماعية بين الدائن والمدين وكذلك أدى إلى ركود الأسواق. 

وسبق أن تظاهر العشرات من المواطنين أمام مبنى البنك المركزي العراقي في بغداد قبل أيام قليلة، للمطالبة بخفض سعر صرف الدولار مقابل الدينار، ودعوا الحكومة إلى اتخاذ قرارات عاجلة تعيد الدينار إلى سعره الطبيعي.