تواصل المبادرات الدولية الداعية للتهدئة في ليبيا

قضايا عربية ودولية 2019/04/08
...

طرابلس / وكالات
 
 
ليبيا لا تزال واجهة ومسرحا للصراعات المسلحة التي ادت الى موجة نزوح جديدة اثر رفض طرفي الصراع هدنة اممية لفتح ممرات آمنة لخروج المدنيين وسط عجز الاسعاف الفوري ولجان حقوق الانسان عن الوصول الى داخل بؤر الصراع واجلاء المدنيين المحاصرين، ووسط مبادرات روسية اوروبية للتهدئة وعودة طرفي النزاع للحوار وعدم الانجرار للعنف استقبل أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية، امس، المستشار عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب الليبي.
 وبحث أبو الغيط مع صالح آخر المستجدات الأمنية والسياسية على الساحة الليبية، وسبل إنهاء الأزمة التي تمر بها ليبيا عبر إتمام وإنجاح عملية الانتقال الديمقراطي في البلاد.
وبحسب بيان صحفي، قال السفير محمود عفيفي، المتحدث الرسمي باسم الأمين العام، إن أبو الغيط جدد خلال المقابلة، التزام الجامعة العربية الكامل، بمرافقة الأشقاء الليبيين في كل ما من شأنه أن يفضي إلى تسوية متكاملة للأزمة الليبية، ويفتح المجال أمام توحيد مؤسسات الدولة وإتمام الاستحقاقات الدستورية والانتخابية التي يتطلع إليها الشعب الليبي.
ودعا أبو الغيط جميع الأطراف الليبية، لضبط النفس في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها البلاد وتجنب أي تصعيد للموقف في الميدان بما يكفل العودة إلى الحوار للتوصل إلى حل سياسي سلمي لاستكمال المرحلة الانتقالية. 
 
موقف أممي
 بدورها أعلنت الأمم المتحدة عدم التزام الطرفين بالهدنة الإنسانية التي دعت إليها من أجل إجلاء الجرحى جراء الاشتباكات المستمرة.
وكانت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا دعت في «نداء عاجل» إلى هدنة لمدة ساعتين في الضواحي الجنوبية للعاصمة من أجل السماح بإجلاء الجرحى والمدنيين، بعد تصعيد عسكري يثير مخاوف من اندلاع حرب أهلية واسعة.
وأعلنت الأمم المتحدة   أنه لم يتم التقيد بهذه الهدنة الإنسانية، فيما قالت فرق الإسعاف وبعثة الأمم المتحدة في ليبيا ان المعارك تواصلت  في جنوب العاصمة الليبية طرابلس، رغم الدعوة إلى هذه «الهدنة الإنسانية».
وقال جان علم المتحدث باسم البعثة: «لم تحصل هدنة. لكننا لا نزال نأمل بموقف إيجابي» من جانب المعسكرين. من جهته، صرح المتحدث باسم جهاز الإسعاف والطوارئ أسامة علي: «حتى الآن، لم تتمكن فرقنا من الدخول إلى مناطق المواجهات».
 
موجة نزوح
 في السياق نفسه قالت الأمم المتحدة إن أكثر من 2200 شخص نزحوا من مناطق الاشتباكات بمحيط العاصمة الليبية طرابلس، مع وجود أعداد كبيرة محاصرة في بعض المناطق وعدم تمكنها من الخروج لاشتداد الاشتباكات. 
وجاء في تقرير الأمم المتحدة ، «ان ما لا يقل عن 2200 شخص فروا من القتال جنوب العاصمة الليبية طرابلس منذ 4 نيسان الجاري، وأن العديد من المدنيين حوصروا ولم تتمكن خدمات الطوارئ من الوصول إليهم».
وأضاف التقرير، أن انتشار المزيد من القوات حول العاصمة وتزايد العمليات القتالية سيتسبب في نزوح أعداد كبيرة من السكان.
وتابع التقرير أن وكالات تقديم المساعدة والإغاثة المتواجدة في المنطقة لديها ما يكفي من الإمدادات الطبية اللازمة لأكثر من 210 آلاف شخص، وكافية لمدة ثلاثة أشهر.
ونشرت وسائل إعلام محلية نداءات استغاثة لكثير من الأسر الليبية العالقة في مناطق الاشتباكات، عدم قدرتها على الخروج. 
من جانب آخر أعلنت وزارة الصحة التابعة لحكومة الوفاق الليبية ليل الأحد الاثنين أن 32 شخصا قتلوا في المعارك الدائرة بين قواتها وقوات «الجيش الوطني الليبي» بقيادة المشير خليفة حفتر قرب العاصمة طرابلس، وأكدت الوزارة وجود ضحايا مدنيين لم تذكر عددهم.  
 
 تواصل المبادرات الدولية
الى ذلك أعلن نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، أن روسيا على تواصل مع جميع أطراف النزاع في ليبيا كما أنها تتواصل مع الأمم المتحدة. 
وقال بوغدانوف للصحفيين في جلسة مجلس الأعمال الروسي العربي، امس الاثنين: «إننا نعمل مع الأمم المتحدة ومع غسان سلامة (المبعوث الأممي الخاص إلى ليبيا)، وهو التقى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش. والتقيت سلامة وتحدثت معه ومع الوفد الليبي. ونتحاور عبر الهاتف مع الجميع –  مع الغرب والشرق والجنوب، وندعو الجميع لحل المشاكل الموجودة بطرق سياسية».  
بدورها طالبت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، بإقرار هدنة إنسانية في ليبيا، وعودة أطراف النزاع إلى الحوار.
وأكدت موغيريني ضرورة تجنب أي تصعيد عسكري والحفاظ على المدنيين وإجراء الحوار.
ولفتت موغيريني إلى أن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي سيجتمعون  في لوكسمبورغ وسيبحثون تداعيات الأزمة الليبية. 
من جانبه أعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أن بلاده تشعر «بقلق عميق» من المعارك الدائرة قرب العاصمة الليبية وتطالب قوات المشير خليفة حفتر بأن «توقف فورا» هجومها على طرابلس. 
وقال بومبيو في بيان: «لقد قلنا بكل وضوح إننا نعارض الهجوم العسكري الذي تشنه قوات خليفة حفتر، ونحض على الوقف الفوري لهذه العمليات العسكرية ضد العاصمة الليبية».
وأضاف بومبيو أن «الولايات المتحدة تواصل مع شركائنا الدوليين، الضغط على القادة الليبيين لكي يعودوا إلى المفاوضات السياسية بوساطة الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة غسان سلامة».
وشدد بومبيو على أنه «لا يوجد حل عسكري للصراع في ليبيا»، مطالبا جميع الأطراف بأن «يكفوا بصورة عاجلة عن تصعيد الوضع». 
بدورها اعتبرت تركيا أن عملية «الجيش الوطني الليبي» بقيادة المشير حفتر للسيطرة على طرابلس تزيد من زعزعة الاستقرار في ليبيا وتقوض جهود التسوية السياسية في البلاد. 
وأعربت تركيا عن دعمها لجهود الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، والمبعوث الأممي الخاص إلى ليبيا، غسان سلامة، من أجل التسوية السياسية للنزاع الليبي، داعية المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف موحد لتأييد هذا النهج والتمسك 
به.