حميد المحل.. فنان الكاريكاتير الساخر

ثقافة 2023/01/29
...

 باسم عبد الحميد حمودي


 حقق حميد محمد المحل الرسام والديكورست الناجح حضوراً كبيراً في ميدان الصحافة الانتقادية الهازلة والوعي الاجتماعي - السياسي البناء منذ فترة الحكم الملكي في العراق ثم قيام النظام الجمهوري.

وحميد المحل من مواليد مدينة الخالص عام 1930 حيث أكمل الابتدائية والمتوسطة هناك ملتحقاً بمعهد الفنون الجميلة الوحيد في العراق متخرجاً فيه عام 1948 في فرع الفنون التشكيلية ليلتحق بالدراسة الاكاديمية في فرنسا مستكملا دراسته الجامعية الأولى، ليعود مدرساً في معهد الفنون صباحاً ورئيساً لقسم الديكور في تلفزيون بغداد مساءً، فضلاً عن عمله في الصحافة الساخرة رسام كاركتير ناجحاً ورئيس تحرير لعدد من الصحف والمجلات الخاصة بالطفولة (صندوق الدنيا 1958 - 1962) والصحافة الساخرة (مجلة الفكاهة 1963 - 1971) و(المتفرج 1965 - 1968) وكذلك اهتمامه النشط في منابر صحفية متعددة مثل مجلات (قرندل) لصادق الأزدي، و(قزموز) لقاسم راجي، وقبلهما صحف الزهراء، والصاعقة، والحصون (هاشم نوري)، والوادي (خالد الدرة).

وإذا كانت رسومه الكاريكاتيرية النقديَّة سياسياً واجتماعياً في مجلات الوادي، وقرندل، وقزموز، أكثر حدة في نقد مظاهر الحكم وسلبياته، فإنّ اهتمامه بالنقد الاجتماعي ظل مصاحباً له وهو يتعرض لبعض العادات الاجتماعية وسلوك الشقاوات عبر كراسة (شوف عندك ياسلام) الكاريكاتيرية المصورة.

مقابل ذلك احتفى الفنان حميد المحل بالفولكلور وقدم كراسة (الأمثال في صور) كأنموذج نقدي ساخر عبر المثل الشعبي.

لم يقتصر نشاط الفنان حميد المحل على الرسم الكاركاتيري الذي تميز فيه بل كان صحفياً نشطاً في مجال صحافة الطفل، إذ أصدر تجربته الصحفيَّة الناجحة (صندوق الدنيا) بين عامي  1965 - 1985 كتجربة ناجحة صحفيّاً حافلة بالحكايات 

والرسوم الكاريكاتيرية الهادفة.

فضلا عن ذلك كان حميد المحل ممثلاً فكاهياً ناجحاً وعضوا في فرقة (الزبانية) التي كان عميدها ناجي الراوي ومن ممثليها الفنان ناظم الغزالي ومحمد القيسي ومحمد الخاصكي وسواهم.

اشتهر المحل بدور (عواد الأخرس) في تمثيليات الفرقة الإذاعيّة والتلفازيّة، فضلاً عن مساهمته في شريطين سينمائيين.

كان الأول فيلم (مشروع زواج) الذي أخرجه مخرج فيلم سعيد أفندي الفنان كاميران حسني، فيما قام بالتصوير نهاد علي، والمونتاج محمد شكري جميل، وأسهم فيه عدد من ممثلي الفكاهة أمثال محمد القيسي، وناجي الراوي، وجماعة فرقة الزبانية، وكان الفيلم الثاني الذي أسهم حميد المحل ببطولته قد أنتج عام 1969 باسم (شايف خير) وقد أخرجه محمد شكري جميل، وكان من أبطاله فاروق فياض، وفخري الزبيدي، ومي جمال وابراهيم جلال، وغيرهم.

قام حميد المحل - فضلاً عن دوره في الفيلم - برسم الصور الكاريكاتيرية الدعائية للشريطين السينمائيين في وقت حافظ فيه على نشاطه الصحفي والاستمرار في انتاج الرسوم الكاركاتيرية الساخرة التي تمتاز بنماذجها الشعبية الانتقادية وقدرتها على اقتناص المفارقة الاجتماعية وتجسيدها كاركاتيريا.