ترجمة: ثريا جواد

تتزايد الضجة عن الرسامة والروائية المصورة المصرية دينا محمد (27) عاما عندما بدأت وهي في سن الـ 18 عاما في نشر فيديو كوميدي جريء ومضحك على الإنترنت بعنوان «قاهرة» في العام 2013 عن «بطلة خارقة محجبة» تصطدم مع الجميع يعبر عن الكثير من القضايا والمشكلات الاجتماعية التي تتعرض لها النساء في المجتمع العربي وانتقدت فيه كبار المنافقين، قضايا التحرّش والفاسدين من رجال الشرطة وحتى النسوية الغربية وارتفعت فيه أسهم دينا الطموحة لاستقطابها الآلاف من المشاهدات على الانترنت.

تجلب الرواية الطويلة المصورة الأولى (شبيك لبيك) Your Wish Is My Command للمؤلفة الشابة دينا محمد السحر إلى القاهرة الحديثة في قصة خياليّة من الحزن والإيمان والحياة الحضريّة، نُشرت في مصر في ثلاثة مجلدات بين عامي 2017 و 2021 وقد ترجمته بنفسها وجمعتها في غلاف مقوى مكتنز باللغة الإنجليزية والقراءة تكون فيه من اليمين إلى اليسار مثل النص العربي الأصلي تماما، ويروى هذا الخيال الحضري الجذاب عن طريق ثلاثة موظفين عاديين يتصارعون مع الآثار المترتبة على تحقيق رغباتهم في كشك (شكري) ورحلة بطلة الرواية (عزيزة) في مصر الحديثة المتخيلة.. 

تنقسم الأمنيات في عالم (شبيك لبيك) إلى ثلاث درجات؛ الدرجة الاولى معلبة في الزجاجات الثلاث الموضوعة في صندوق مبطن خلف المعكرونة سريعة التحضير والمشروبات الباردة المعروضة في كشك شكري/ القاهرة ويشير إلى شيء مميز وأفضل ما يمكن شراؤه بالمال القادر على علاج المرض وخلق ثروات كبيرة أو إعادة الحياة للديناصورات.. فلماذا لم يشترها أحد بعد؟ هي متوافرة لمن يمتلك المال الكافي لشرائها والزجاجة الاخرى هي أمنيات الدرجة الثانية والاخرى هي أمنيات الدرجة الثالثة التي تمثل عامة الشعب وعادة ما تكون رخيصة وغير قادرة على تحقيق الأحلام.

يتمنى شاب يُدعى عبده مرارًا وتكرارًا في الصفحات الافتتاحية من الرواية المصورة الملونة (شبيك لبيك) الحصول على سيارة مرسيدس  لكنه لا ينجح إلا في استحضار أجزاء من السيارات والموديلات الصغيرة قبل أن تتركه سيارة كبيرة الحجم متدفقة الموت في الشارع، و (عزيزة) أرملة (عبده) تتساءل عما إذا كانت أمنية واحدة بإمكانها أن تشفي جراحها، وهناك أيضا الطالب نور المصاب بالاكتئاب الذي يبحث عن طريقة للهروب من “الوزن الذي لا يطاق” لكل يوم لكنه يشك في أنه يمكن العثور على أمنيته في زجاجة ويعتبر شكري عملًا صالحًا قد يخلصه من رغباته المزعجة ويساعد شخصًا آخر في هذه العملية.

كانت الرغبات السحرية موجودة منذ قرون ومن المنطقي أن الروائية دينا محمد في عالم (شبيك لبيك) لا تتعمق كثيرًا في أعمالهم بل تستكشف بدلاً من ذلك التحولات التي يقدمونها والتاريخ الذي كتبه الأقوياء كما كان متوقعًا بدرجة كافيةن ففي البداية حتى في المناطق “الغنية بالرغبات” مثل شمال أفريقيا والشرق الأوسط كان استخدام الرغبات محدودًا ثم توصلت إمبراطوريات أوروبا إلى طريقة لاستخراجها وإدارتها وتخزينها في زجاجات واليوم تحتكر الشركات والحكومات والمواطنون الأثرياء أفضل التمنيات لكل شيء من المشاريع الدفاعية إلى طائرات بورش الطائرة، تاركين رغبات “الدرجة الثالثة” لعامة الناس.

تركز معظم القصص في رواية (شبيك لبيك) حول الأمنيات وتقدم كلاً من الدراما والاستبطان وتتفجر أعمال دينا محمد الفنية بالحيوية في جميع الأنحاء: صور السجن أحادية اللون الصارخة تتناثر مع زوايا الشوارع المضيئة والشوارع الخلفية الضيقة والضواحي الثرية في القاهرة مليئة بالحب والحب حيث يبدو كشك شكري لامعا كجوهرة تحت أضواء الشوارع، بينما تنبثق الأمنيات من زجاجاتهم في تشابك مجردة من الأشرطة والطباعة وتعطي دينا إيماءات مؤثرة لحياة المدينة أثناء تقدمها  حيث قدمت المعجنات المحلية وآداب السلوك واللغة العامية في الشوارع في كتاب يمزج بين العالمية الشبيهة بالحكايات والمواقع الحية

عن الغارديان