خلخلة التوازن الجمالي للجسد

ثقافة 2023/02/01
...

  د.  قيس عمر



صدر حديثا عن منشورات الاتحاد العام للأدباء والكتّاب في العراق كتاب «العاهة في الرواية العربية - نقد ثقافي» للقاص الدكتور قيس عمر.

نقرأ من الكتاب: إنَّ التشوّهات الجسديَّة سواء كانت بالزيادة أو النقص، تعمل على تكوين هوية معنويَّة سلبيَّة، ثم تتحول هذه الهوية، لصورة داخلية/ خارجية قبائحيَّة ذات كثافة عالية، وتعمل الهوية القبائحيَّة على إنشاء وعي خاص بالجسد، وعي يستهدف إعاقة الجسد، وتسكين حركته بشكل تصاعدي، حتى يدخل في حالة من العزلة والسكون على المستوى الجمالي، فالتشوّه يتضخّم ويتعمّق في وجوده النفسي، حتى يطغى على بقية الجسد، فثمّة مصادرة غريبة للجزء السليم، على حساب الجزء القبائحي المشوّه والمنبوذ، فغياب عضو جسدي يعمل على خلخلة التوازن الجمالي للجسد، فينهض بدلا عن العضو، الذي تشوّه أو الذي تمت إزالته، تشوه قبائحي ينمو في مخيلة صاحب الجسد المشوه، فيتحول التشوه لسرديَّة قبائحيَّة داخليَّة، وقد حاول بعض كتاب الرواية الإمساك بسرديَّة التشوه، وحاول البعض الآخر، أن يسترد التشوّهات المرئية والجوانية السرية بشكل فني وقصدي، كاشفين عن فاعلية إزاحة الجزء المشوه من الجسد للجسد بكليته.