مهند محمد: اللون في اللوحة هو مزاجٌ شخصيّ

ثقافة 2023/02/07
...

 بغداد: نوارة محمد 


ينتمي التشكيلي مهند محمد إلى مدرسة الفن التجريدي ويرى أنّ اللوحة هي تداعيات تُعبّر عن لحظة التجلي التي يعيشها الفنان، وهي أيضا تعبيرات تترجم وتوضح الفكرة. ويعتقد أنَّ للألوان إشارات كما للشكل دلالته، وأن المتلقي يفهم الفن بحسب تكويناته النفسيّة والثقافيّة، وهذا الأمر ينتج التواصل، حتى لو كان هناك افتراق بين الفنان والمتلقي، لأنَّ الرسم في جوهره تخاطر فكري وحسّي وجمالي مفتوح على احتمالات لا نهاية لها.

ولد الفنان مهند محمد في بغداد وحصل على بكالوريوس قسم الفنون التشكيلية في كلية الفنون الجميلة. ويقول: “لستُ صاحب ذاكرة متسعة، لكنني أرسم، وهذا ما يجعل الأشياء حية”، بدأ الرسم منذ أن كان طفلاً، لكن خطواتهُ الأولى ظهرت مع معرض في عام 2007 بالاشتراك مع جمعية الفنون

التشكيليّة.

 ويضيف مهند: اخترت الفن التشكيلي في محاولة مني لإبقاء الأشياء التي أراها حيَّة في الذاكرة، لقد كنت أظن أن الأشياء التي تتجسد في لوحات تشكيلية تبقى حيَّة إلى الأبد، “بدأت بعمر الأربع سنوات، واخترت معهد الفنون الجميلة قسم التشكيل بعد أن أيقنت أنني أملك موهبة بحاجة للصقل الأكاديمي”، وفقاً لتعبيره.

اشترك مهند محمد في معارض عربية وعالمية كثيرة، لكن معرضه الشخصي الأول كان ببغداد عام 2016، ويرى أن تجربته المشتركة في ملتقى الخليج العربي بدولة قطر 2018، ومعرض “خیول” ومعرض “المصغرات” في بغداد كان لها الأثر الكبير في التعرّف إلى طرق فنية جديدة حفزته

إبداعيّاً. 

ويشير إلى أنّ الألوان هي كل وسائل الفنان، وربما تُعبر في كثير من الأحيان عن المزاج الشخصي، لا سيما أنَّ الكثير من الفنانين يستحضرون اللون قبل شكل

اللوحة.

ويتابع: هذا أحد الدوافع التي تجعلني أرسم. الألوان ذات دلالات نفسية ملموسة، واللوحات ليست سوى نتاج المرحلة، ونتاج اللحظة الآنية، ودليل ذلك أنَّ أغلب فناني الجيل الجديد يعبرون بفنّهم عن الحالة السوداويّة، والأفكار العبثيّة الرائجة، والسخط الذي يعيشهُ شُبان هذا الجيل، كما أن استحضار اللون قبل الشكل وسيلة تعبيريّة عن الأمزجة الشخصيّة للفنانين.

اللوحة من وجهة نظره تتقبّل قراءات عدة، وهو مع أن يكون الفن اداة تعبير عن اللحظة المعاشة، لأنَّ الرسم في جوهره انطباع جمالي لحظي تحركه النفس البشريّة المتصلة مع

ذاتها.

مهند حامد الذي اختار الفن التشكيلي مشروعه الثقافي عمل كأستاذ في كلية الفنون الجميلة إلى جانب الرسم، ويعتقد أن الإنسان يولد فناناً بالفطرة، وهو بحاجة للخبرة والمهارة والدراسة الأكاديمية. وأن هذه الأبواب تتيح له التطور وبناء شخصيته الفنية. كما يقول مهند حامد: هذا ما تعلمته من خبرتي وما سأبثه بين شُبان الجيل الجديد ممن اختاروا الفنون أداة تعبيريّة.