بغداد: علي موفق
الموصل: شروق ماهر
في ظل تفاقم الأحداث الزلزالية خلال الآونة الأخيرة وتأثر البلاد بها بسبب شدتها، طالبت نقابة الجيولوجيين بإجراء فحص شامل للسدود والبنى التحتية الستراتيجية والمباني العالية للتأكد من سلامتها، وحذرت من الاستهانة بمخاطر الهزات الأرضية.
ومنذ يوم أمس شهدت مدن أربيل والموصل هزات أرضية متعددة كانت إحداها بقوة 4.6 والأخرى بقوة 4.3 على مقياس رختر، مما أثار فزع الأهالي ودفعهم للجوء إلى الشوارع بعد مغادرة بناياتهم العالية مع حدوث تشققات في منازل قسم منهم.
وقال نقيب الجيولوجيين سعد عبيد في تصريح لـ"الصباح": إن العراق يحتل موقعاً متاخماً لحزامي زاكروس وطوروس الزلزاليين، حيث تصطدم الصفيحتان العربية والأوراسية، وتكون لنشاطهما الزلزالي مخاطر لا يستهان بها على البلاد. وأوضح أن النقابة عقدت مؤخرا حلقة نقاشية عن الأنشطة والعلوم الزلزالية بمشاركة ممثلي الوزارات والهيئات المعنية، أسفرت عن اتخاذ توصيات في محاور عديدة شملت البنى التحتية والرصد الزلزالي والبناء والتشييد والتوعية والإعلام والدفاع المدني.
وشملت أبرز التوصيات بحسب عبيد، عمل فحص شامل للسدود والبنى التحتية الستراتيجية للتأكد من سلامتها من الزلازل والهزات الأرضية الأخيرة وكذلك مراجعة احتياج السدود من الأجهزة الزلزالية لتقييم حالتها وتحديث خرائط التنطق الزلزالي وخرائط احتمالية حدوث الزلازل في البلاد والمناطق المجاورة التي تعطي فكرة عن إمكانية تكرارها خلال الأعوام المقبلة لاسيما الشديدة منها، مع استخدام تقنيات تحليل صور الرادار الفضائي في مجال معرفة حركة الفوالق واستخدام تقنيات الذكاء الصناعي في مجال تحليل المعلومات الزلزالية، وكذلك زيادة عدد المحطات الزلزالية لتغطية مساحة العراق بالكامل خصوصاً المناطق القريبة من نشاطها ومناطق السدود.
وأضاف أن التوصيات تضمنت أيضا ضرورة تشكيل لجان متخصصة من ذوي الخبرة والتخصص لإحصاء وفحص الأبنية والمشاريع الهندسية من النواحي الإنشائية والتصميمية والتنفيذية ومواد البناء، واتخاذ تدابير وتعليمات صارمة عند منح إجازات البناء للمشاريع التي تمتاز بكثافة سكانية عالية كالمستشفيات والملاعب والمولات وغيرها، واستخدام معايير البناء الإنشائية والزلزالية العراقية والاهتمام بالإشراف الهندسي للمشاريع واستخدام مواد البناء المناسبة، إلى جانب رصد وإحصاء الأبنية والمشيدات القديمة والآثارية لصيانتها وتقويتها.