بغداد: علي عبد الخالق
وصل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى بغداد في زيارة رسميَّة، في سياق دعم دولي واضح للعراق الذي بات يمضي على طريق أداء دور محوري عربياً ودولياً. غوتيريش جاء إلى العراق من أجل دفعة معنوية لحكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني في مجالات تنويع الاقتصاد وانتزاع حقوقه المائية من جيرانه ودول منبع دجلة والفرات.
وركز رئيس الجمهورية عبد اللطيف جمال رشيد، خلال استقباله غوتيريش على موضوع التغيرات المناخية، مؤكداً أنَّ العراق يعد من أكثر البلدان تأثراً بها.
وبحث رئيس الجمهورية مع غوتيريش الجهود المتحققة لترسيخ الأمن والاستقرار في البلاد، وآليات عمل بعثة الأمم المتحدة في العراق، والدور الذي تضطلع به إلى جنب الجهود الوطنية ودور المنظمات والدول الصديقة في دعم النازحين والمهجرين.
وأكد رشيد تطلّع العراق لدعم المجتمع الدولي والتعاون والعمل المشترك للاستجابة إلى الاحتياجات الإنسانية للعائلات النازحة، مبيناً أنَّ "هناك آلاف الأسر النازحة تعيش أوضاعاً مأساوية ومعقدة جداً ونأمل التعاون مع الأمم المتحدة لحسم هذا الملف الإنساني بعودة النازحين إلى مناطق سكناهم وإعادة إعمار مدينة سنجار طبقاً لاتفاقية سنجار".
وفي جانب آخر أشار رشيد إلى أنَّ العراق يعد من أكثر البلدان تأثراً بالتغيرات المناخية، إذ يعاني من شح المياه والجفاف والتصحر مما انعكس سلباً على أوجه الحياة المختلفة، لافتاً إلى أنَّ "العراق يسعى للحصول على حصة مائية عادلة".
وتطرق إلى "البرنامج الحكومي الطموح الذي يشمل ترسيخ الأمن والاستقرار، وكبح الفساد وإعادة إعمار البنى التحتية وتقديم أفضل الخدمات الضرورية للعراقيين، وخلق فرص استثمارية جيدة لتشغيل المعامل والمصانع وإيجاد فرص عمل جديدة"، كما بين أنَّ "هناك جهوداً مستمرة لإدامة الحوار بين الإقليم والحكومة الاتحادية، من أجل التفاهم ووضع الحلول الناجعة، وكذلك العمل على الاتفاق لإقرار قانون النفط والغاز".
من جهته، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة عن سعادته لزيارة العراق التي وصفها بالزيارة الأفضل، كما عبّر عن سروره بلقاء فخامة رئيس الجمهورية، مشيداً بما لمسه من حالة الاستقرار الأمني في البلاد والجهود التي يبذلها السيد الرئيس لتخفيف معاناة النازحين.
وعبّر غوتيريش عن سعادته لـ"مشاركة العراق في مؤتمر المياه في نيويورك"، لافتاً إلى أنَّ "الظروف في العراق قد تغيرت الآن نحو الأفضل"، مشيراً إلى أنَّ "العراقيين متحدون وبوحدتهم وتعاونهم يحولون دون التدخلات الأجنبية".
بدوره بحث رئيس الوزراء محمد شياع السوداني مع الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش العلاقات الثنائية بين العراق والمنظمة الدولية، واستعرض آفاق التعاون في ملفات النازحين والدور الدولي المطلوب، ومواجهة تحديات المناخ والحاجة للمساعدة الدولية في هذا الملف، وكذلك جهود العراق في ترسيخ ثقافة حقوق الإنسان وتعزيز التنمية المستدامة، ودوره الريادي في خفض التوترات بالمنطقة وضمان استقراره".
وقال السوداني، في بيان: إنَّ "العراق تجاوز أزمته السياسية، وتركزت جهوده على التحديات الاقتصادية والبيئية، وقد وضعت الحكومة عدة أولويات لمواجهة تلك التحديات".
وبيّن السوداني أنَّ "انتصار العراق على عصابات داعش، حصل لتلاحم العراقيين وإيمانهم بالتعايش السلمي، ليصبح العراق اليوم مفتاحاً لحل الكثير من أزمات المنطقة، والقيام بدور إيجابي في تسوية الأزمات الإقليمية".