مدربة الفروسية فوزية رشدي: الشارة الذهبية على مرمى حجر

الرياضة 2023/03/07
...

  بغداد: حيدر كاظم

 

تحدثت مدربة الفروسية فوزية رشدي عن طموحاتها بنيل الشارة الذهبية من خلال الاشتراك بالدورات التدريبية والتحكيمية الدولية، مؤكدة سعيها لتشكيل فريق نسوي يمثل رياضتنا خارجياً في البطولات المقبلة.


وتحدثت رشدي لـ(الصباح الرياضي) عن مسيرتها الرياضية وأبرز طموحاتها قائلة: إنَّ بداياتها كانت في ربيعها الرابع عشر، إذ تعلمت ركوب الخيل في محافظة الديوانية من خلال الذهاب إلى مزرعة صديق والدها الشيخ غازي، الذي اكتشف موهبتها مبكراً، وبعدها انضمت لفريق الجيش عام 2015 عن طريق جارها النقيب محمد العزي، حيث تدربت تحت إشراف اللواء محمد عبود (كتيبة الفروسية) في الكلية العسكرية الأولى التي مقرها الرستمية، واستمرت تقريباً لمدة عام واحد ثم انتقلت لنادي العامرية، واستمرت في تطوير إمكاناتها بالمشاركات المستمرة والتدريبات المكثفة، قبل أن تتجه إلى عالم التدريب.  

وكشفت رشدي عن إن طرق التدريب مختلفة جداً ما بين الكلية العسكرية ومدرسة تعليم الفروسية في نادي العامرية من ناحية التوقيت والفقرات وغيرها من الجوانب، إذ تعتمد الأولى على السياق العسكري في أساليب التدريب من خلال الانضباط والالتزام بالمواعيد، بينما في الثانية يشكل الأسلوب المدني العامل الأساس في التدريب والتعليم، مضيفة أنَّ الفائدة الفنية التي حصلت عليها في الفترتين كانت كبيرة جداً، كما دخلت بعدها في معايشة لمدة شهر واحد في نادي الجادرية لتعزيز خبرتها واكتشاف ماهو جديد في اللعبة.

عالم التدريب

أولى خطواتها التدريبية كانت عبر تحفيز صديقاتها وقريباتها لركوب الخيل، وممارسة الرياضة كهواية في البداية، ثم اقترحت عليها المدرسة المركزية لتعليم الفروسية في نادي العامرية تدريب المشتركات الجدد، معلنة طموحاتها بالاستمرار في هذا المجال الرياضي لاعبة، وذلك بالتدرب على فعالية القفز تمهيداً للمشاركة في بطولات عربية وعالمية مستقبلاً، إضافة الى هدفها في تنمية قدراتها التدريبية والتحكيمية بالاشتراك في الدورات التطويرية الدولية، بما يسهم في نيلها الشارة الذهبية.

وأكملت أنَّ أبواب المدرسة التعليمية لرياضة الفروسية مفتوحة للجميع من عمر 6 سنوات لكلا الجنسين فما فوق، إذ أنَّ هناك عدة أساليب متبعة لاعداد المبتدئين، وتكون مختلفة من شخص لآخر حسب العمر، لكي يكتسبوا مهارات خاصة ومزيداً من النضج، وذلك عبر تعليمهم أساسيات ومستلزمات ركوب الخيل، وتقديم الارشادات لهم لتجنب الإصابات، مؤكدة سعيها لتشكيل فريق للنساء يكون تحت إشراف الاتحاد العراقي للفروسية، بغية إعداده بصورة مثالية وتجهيزه للمشاركات الخارجية المقبلة.


مشاركات خارجية

وبينت أنَّ أبرز مشاركاتها الخارجية كانت في سلطنة عمان ضمن بطولة ودورة تدريبية نظمها الاتحاد العماني للفروسية، إذ نالت شهادة تدريبية بفعالية التقاط الأوتاد، بعد حصولها على درجات تقييمية عالية لمحاضرين معترف بهم من قبل الاتحاد الدولي، كما تواجدت ضمن الطواقم التحكيمية في المناسبة ذاتها، من أجل اكتساب الخبرة في هذا المجال والتعرف على قوانين اللعبة، وبعدها شاركت في مسابقة الجائزة الكبرى لفئة النساء التي ضيفتها الأردن، وتضمنت أيضاً دورة لاعداد المدربين والحكام، وحازت فيها على شهادة دولية. 


 معالجة مرض التوحد 

وأوضحت أنَّ هناك العديد من العوائل لديها فكرة ورؤية غير صحيحة بشأن ركوب الخيل بالنسبة للنساء، في حين أكدت تقارير ومعلومات طبية أنَّ رياضة الفروسية ليس لها أي تأثير على جسم الفتاة، إضافة إلى فوائدها الصحية للجنسين، الذكور والإناث، للأعمار كافة وحتى صغار السن، إذ أنها تسهم في معالجة مرض التوحد، حيث أنَّ هناك برامج خاصة صممت خصيصاً للأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد، ومن خلالها يتم تقييم مدى تطور قدرات الطفل من عدة نواح كالتفاعل مع الآخرين والمهارات الحركية والتعبير عن المشاعر بشكل إيجابي والسيطرة على التوتر والعصبية.


واقع اللعبة

ولفتت رشدي إلى أن واقع اللعبة سيكون له صدى كبير وتقدم مستمر، لا سيما أن الفروسية أخذت بالانتشار بشكل واسع في محافظات العراق، وأصبحت لها شعبية كبيرة بحكم ممارستها بين فرسان وملاك الخيل والأندية المعترفة فيها.

وافصحت أنَّ بلدنا يعد زاخراً بالمواهب الرياضية بمختلف الألعاب ومنها الفروسية، علماً أنَّ الفريق الوطني يعد من أبرز المنتخبات عربياً ودولياً من خلال مشاركاته السابقة، اذ حقق أوسمة ملونة وكان منافساً بقوة على المراكز المتقدمة، في حين تنتظره مشاركة مهمة في الشهر المقبل متمثلة بالتصفيات المؤهلة لبطولة العالم.

وناشدت رشدي الحكومة ووزارة الشباب واللجنة الاولمبية بتوفير الدعم المادي، وأن يكون الاهتمام برياضة الفروسية وبقية الألعاب الأخرى بما يوازي فعالية كرة القدم التي تأخذ النصيب الأكبر من الدعم والاهتمام.

وأشارت غلى أنَّ توفير البيئة الخصبة من ملاعب وتجهيزات وأماكن أكثر للتدريب وإقامة البطولات، وتسليط الأضواء عليها من قبل وسائل الإعلام، سيسهم كثيراً في تحفيز الطاقات الشابة من كلا الجنسين لممارسة الرياضة، وهو ما يعني الارتقاء بمستوى اللعبة وتقدمها محلياً، ومن ثم ضمان تحقيق أوسمة ملونة في المشاركات العربية والدولية.