انتصــار الشــباب

الرياضة 2023/03/13
...

علي رياح



عشر سنوات عجاف مَرّت على آخر ظهور قوي ومميز ومُشرّف للعراق في نهائيات كاس العالم للشباب أقيمت في مدن تركية شتى، وكان يجب أن تنتهي إلى مركز أفضل من الرابع.. اليوم يستعيد العراق دوره المميز آسيوياً وعربياً في الظهور على مسرح المونديال الشبابي بفضل الفوز الأخير على إيران والانتقال إلى نصف نهائي المنافسة الآسيوية في رحلة كانت لنا عليها ملاحظات مفتوحة سبقت البطولة ورافقت المنتخب خلال مبارياته الثلاث أمام إندونيسيا وأوزباكستان وسوريا وامتدت إلى المواجهة التي كنا نحسبها صعبة أمام إيران نظراً لتلك الملاحظات الفنية والبدنية التي تجمعت لدينا على منتخبنا، وإذا بالأخير يتفوّق على نفسه ويحسم اللقاء ويسترد نغمة التفاؤل والأمل والفوز وسط خطوط متقاطعة رسمها الكثير منا، حملت النقد الصريح الذي بلغ القسوة على الطاقم التدريبي وعلى اللاعبين وامتدت – بالطبع – إلى رأس الاتحاد الكروي. 

الحقيقة الأهم هنا أن المنتخب الشبابي العراقي لم يغادر البطولة مع انقضاء دور المجموعات، ولم يغادرها لدى الدور ربع النهائي، والعنوان الأبرز هنا أن العراق يضع نفسه بين الدول الأربع التي بلغت المرحلة قبل الأخيرة من القارة كلها، وهذا العنوان يجسد الرغبة في المزيد، لم لا؟ بعد أن كان اجتياز المنتخب الإيراني أمراً مستحيلاً في أذهان قطاع واسع من جمهورنا، وهذا هو جوهر ما تدور عليه مباريات الكرة، فهي تعطيك بالقدر الذي تقدمه لها في الملعب وليس على وقع التكهنات.

بعد غد الأربعاء سيكون الموعد الجديد الذي سننتظر فيه المزيد من لاعبينا الصاعدين، فهم الذين كادوا يغلقون أمام الكثيرين أبواب الأمل في دور المجموعات، وهم فتحوا هذه الأبواب بالفوز على إيران، ففتحوا بذلك شهيتنا إلى المزيد، إذ تتبقى خطوتان على اللقب الذي غاب عن الخزانة العراقية ثلاثاً وعشرين سنة، ولن ينسى عماد محمد بصمته التاريخية في ذلك الختام على حساب اليابان.

على بُعد يومين من مواجهة نصف النهائي، نتحدث عن المنتخب الشبابي بلغة متفائلة، غير أن السؤال يبقى قائماً: هل سيتمكن المنتخب وطاقمه من تفادي أخطائه وهفواته التي لا يمكن انكارها أبداً وكانت مصدراً لقلقنا جميعاً؟

نتمنى أن تكون لدى الطاقم التدريبي القدرة هذه المرة على المعالجة بعد أن اجتاز تحقيق الهدف الأول ممثلاً بتذكرة المونديال، وباق عليه أن يحقق تطلعاتنا في الوصول إلى لقب البطولة.. سيكون الرد على فكرتي هذه أن الوصول إلى منصة التتويج صعب جداً، وقد يبدو مستحيلا لدى كثيرين.. وسأرد على الجميع بسؤال: من كان بين صفوف المتشائمين من يتوقع الفوز على إيران؟!

لنؤمن بأن للكرة تفصيلات قد لا تخطر في البال، ولندعم منتخبنا الشبابي أحد ممثلي القارة الآسيوية في الخطوتين اللاحقتين، شريطة أن تبدأ المراجعة والتقييم على نحو شامل بعد انتهاء الاستحقاق الاسيوي وقبل الدخول في أجواء التحضير للاستحقاق العالمي.