(CR7)

الرياضة 2023/03/16
...

علي حنون 

لاشك أنَّ الرياضة في فواصل عديدة منها، تكون جنبة سياسية مبنية على ايديولوجية تعتمدها المنظومات المختلفة لتسويق رؤاها ونهجها وفكرها وأيضاً ترويج لسمعة بلد على اعتبار أنَّ الرياضة عموماً وكرة القدم تحديداً - نظير شعبيتها - تعتبر وسيطاً ناقلاً لكل ايجابية، من هنا تأتي الأندية على التعاقد مع اللاعبين النجوم للكسب المالي وكذلك لتحقيق الغايات الأخرى، التي جئنا على ذكرها، ما يعني أنَّ الاحترافية في غايات منها فيها سياسة أي فن التعامل وطرح (البضاعة) وإيصال الرسائل وهذه الموضوعة يقيناً تحتاج الى توفر معايير خاصة وفي بلد يُعتبر النجاح في مؤسساته المختلفة، عبارة عن سلسلة تُعضد كُل حلقة فيها الحلقات الأخرى في البيئة الإيجابية.

ولعلنا وقفنا في المملكة العربية السعودية على صورة مُشرقة في هذا الجانب، حيث أصبحت الخطوات هناك أنموذجاً يُنظر له بإعجاب كبير، وأمست التجربة هناك خير من يجب الاستفادة منها لأنها بريادتها أثبتت حنكة وسياسة إدارية في طرق أبواب جديدة ومُؤثرة ليست لتسويق ناد ومنظومة فحسب وإنما لتسويق رؤية بلد من خلال السير في طريق فلسفة مُغايرة بالتعاقد مع صفوة نجوم كرة القدم بهدف جلب الأضواء أكثر الى الحياة في المملكة، ولاشك أن في هذا الأمر أبعاداً تتعدى الحدود الفنية لفعالية كرة القدم..نعم هناك تعاقدات لأندية خليجية مع أسماء مُحترمة تُؤدي دورها في المباريات وينتهي الحال، أما الذي تعنيه عملية دمج تطوير كرة القدم وجلب المال لها من خلال الرعاية والتسويق، الى جانب الخوض في شؤون البلد ونقل الحياة الايجابية فيه، فانه يلجأ الى التعاقد مع نجوم النجوم بقيمة ومكانة اللاعب كريستيانو.

أن توجه الأندية السعودية الى التعاقد مع البرتغالي رونالدو يُقدم للجميع عديد البراهين التي تدعم الخوض في أحاديث تُفيد بأن عملية التعاقد مع النجم البرتغالي، لا تُمثل مُجرد صفقة بين ناد واسم لامع في كرة القدم العالمية، وإنما تعكس رؤية احترافية لإدارة تمتلك صولجان التفكير بعيد المدى لأنها حققت صفقة مُتكاملة ومُتنوعة ومن خلالها لم تقف الاستفادة عند حدود نادي النصر، بل تعدته لتصل الى مديات إشهار تفاصيل المسابقة السعودية الى أرجاء المعمورة، وبلا ريب فان هناك جنبتين ايجابيتين جراء تواجد كريستيانو في الدوري السعودي ولعل الفائدة الأولى تتعلق بالاستفادة المباشرة للنادي من هذه الصفقة، التي حقق نادي النصر من خلالها عوائد ربحية في جوانب تتعلق بالنقل والتجهيزات الخاصة بالنجم العالمي وغيرها، وأما الإفادة الأكبر فهي تخص جلب الأضواء والمتابعة العالمية للرياضة السعودية عموما ولكرة القدم على وجه الخصوص، وهي بدون شك نافذة تفتح الرغبة أمام نجوم كبار بذات المكانة للقدوم الى الدوري السعودي.

اذن، هكذا توجهات هي من يُطلق عليها تعاقدات كبيرة ومُتعددة الغايات، لأنها تتعلق بمنظومة وفي ذات الوقت ايجابياتها تُسوّق لشؤون بلد، ولا نخالنا أن هذه الفلسفة ستقف عند اسم رونالدو لان الواضح الجلي أن قيادة المنظومة الرياضية في السعودية لها رؤاها بهذا الشأن وتَعده أمراً يعني المملكة لذلك ستعمل على التحفيز سواء المباشر أو غير المباشر للأندية من اجل تحقيق هكذا صفقات، وربما يكون الحديث عن التفاوض مع ميسي هي الخطوة الكبيرة الثانية في هذا الملف وقد تتبعها خطوات أخرى، طالما كانت الايديولوجية واحدة والبيئة مناسبة وجاذبة.