النجمة السادسة

الرياضة 2023/03/18
...

علي الباوي

 ما حققه منتخبنا الوطني للشباب مدعاة للفخر والمباهاة، فليس من السهل قطع مسافة صعبة باتجاه "الفاينل الآسيوي" مع صاحب الأرض وسط تقارب كبير في مستويات المنتخبات والقوة البدنية العالية للاعبين من مختلف الفرق المشاركة في نهائيات القارة، لكن منتخبنا الشاب أثبت إصراراً وقوة وإرادة للوصول إلى النهائي بأداء مشرف وحنكة تدريبية محترفة.

إنَّ نظرية زج لاعبين مغتربين أثمر كثيراً في الكرة العراقية سواء في المنتخب الوطني الأول أو الفئات السنية، وهذه التجربة كنا لا نلجأ إليها كثيراً ولم يحدث أن اعتمدنا على هذا الكم من المغتربين كما في السنتين الأخيرتين.

نحن الآن نمتلك منتخباً شاباً رديفاً للوطني بني على أسس سليمة ونحن على ثقة كاملة بأنَّ الشباب سيعودون إلى بغداد بالكأس وسيقدمون الكثير من أجل إسعاد الشعب العراقي.

الملفت في الأمر أنَّ اتحاد الكرة ممثلاً بالكابتن عدنان درجال أحدث تغييراً جذرياً في طريقة التفكير وهذا الأمر يجب أن يستثمر مع منتخب الشباب أيضاً لأننا قريبون جداً من خوض غمار نهائيات كأس العالم، وهؤلاء الشباب هم بحاجة إلى معسكرات تدريبية خارجية وخوض عدد من المباريات التجريبية القوية، وكلنا ثقة بأنَّ رئيس الاتحاد العراقي سيبذل مافي وسعه من أجل التعامل مع ليوث الرافدين بالمثل كما مع أسود الرافدين.

من الواضح أننا نمر بمرحلة صحوة كروية فبعد التتويج بكأس الخليج والبرامج الاستعدادية الكثيرة ومنها المدرب الإسباني كاساس وملاكه المساعد، فان الجدية واضحة في العمل على تأسيس بيئة كروية صالحة وطي صفحات الخيبة الماضية وإعادة البريق للكرة العراقية.

لقد فزنا بكأس الخليج ووصلنا إلى نهائيات كأس العالم للشباب وها نحن في النهائي الآسيوي، وهذا الأمر لم يحدث على التوالي في سنواتنا القليلة الماضية، بل على العكس ندخل في تجربة ونحن مكللين بالخيبة والحسرة إذا لم أقل الغضب.

اليوم النتائج جيدة والصورة واضحة خاصة مع كوكبة لامعة من اللاعبين المغتربين الذين لم نسمع يوماً باسمائهم ولم يسلط عليهم الضوء في أنديتهم البعيدة عنا.

نحن اليوم نشعر بالزهو لاننا نملك خامات كروية باهرة موزعة بين دول العالم، والنجاح في جمعهم من شتاتهم أبرز لنا مدى تنوع الكرة العراقية باعتبار أن هؤلاء اللاعبين على احتكاك بأندية كبرى في أوروبا وهذا له فوائد جمة، منها اننا استعدنا الثقة بانفسنا والباقي هو كيفية استثمار هذه الطاقات الشابة لمصلحة الكرة العراقية، وأيضاً التعامل بحنكة مع هذه المواهب وعدم السماح بعودتها خائبة.

النجمة السادسة قريبة جداً من طموحنا ونحن نرى أنَّ ماقام به منتخب الشباب وعلى رأسه المدرب عماد محمد مفخرة كبيرة ونحن على ثقة بالتغلب على أصحاب الأرض وخطف النجمة السادسة كاستحقاق مؤكد.

لاشك أنَّ ماحدث في خليجي 25 كان له الأثر الجيد على معنويات شبابنا في نهائيات آسيا، انهم يتصرفون كناضجين ويلعبون كالكبار وهذا مايفعله الانتصار بالرياضة حينما يتوالى، وحينما تكون الأمور ميسرة بقواعد علمية سليمة، نبارك لشبابنا هذا الجهد المتميز ونترقب تتويجهم أبطالاً لآسيا.