السودانيون يصرون على حكومة مدنية واستقالات تجتاح الجيش

الرياضة 2019/04/13
...

 الخرطوم / وكالات
 

لا يزال الحراك الشعبي في السودان يواصل تمدده ويستمد شدته من تواصل جني ثمار التظاهرات المستمرة منذ اسابيع، التي مازالت مستمرة اذ اكد ابناء البلاد استمرار نهجهم حتى تحقيق المطالب وتسليم السلطة، واثر ذلك  توالت الاستقالات اذ اعلن رئيس المجلس الانتقالي عوض بن عوف استقالته من منصبه حرصا على تماسك المنظومة الأمنية والقوات المسلحة بصفة خاصة، من الشروخ والفتن» حسب بيان له، وتابع مسلسل الاستقالات حلقاته لليوم الثاني على التوالي اذ اعلن مدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني صلاح قوش عن استقالته من منصبه ايضا دون تقديم المزيد من التفاصيل.
وبشأن القرارات الرئاسية التي انصفت الحراك الشعبي أصدر الرئيس الجديد للمجلس الانتقالي بالسودان، الفريق أول عبد الفتاح البرهان قرارات عدة  أطلق بموجبها سراح جميع الضباط الذين حموا المتظاهرين ودعا المحتجين للاجتماع كما اعلن التحفظ على اموال شخصيات النظام السابق ومحاسبتهم.
وكان البرهان قد أدى عصر أمس اليمين الدستورية رئيسا جديدا للمجلس العسكري الانتقالي، الذي قاد الإطاحة بالرئيس عمر حسن البشير في السودان مؤخرا.  
وخلف البرهان الفريق أول عوض بن عوف في رئاسة المجلس العسكري الانتقالي بعد أن تنحى الأخير إثر رفض شعبي واسع لقيادته الجيش خلال المرحلة الانتقالية.
وتردد اسم البرهان المفتش العام للقوات المسلحة السودانية كثيرا خلال الأيام الماضية، إذ كان قائدا للقوات البرية قبل أن يلمع نجمه فجأة بفضل تعديلات أجراها الرئيس المعزول مؤخرا على قيادة الجيش حيث عينه مفتشا عاما للجيش.
وظهر البرهان امس الاول الجمعة في ميدان الاعتصام أمام مقر قيادة القوات المسلحة، وانتشرت صورته على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو يتحدث إلى الرئيس السابق لحزب المؤتمر السوداني المعارض إبراهيم الشيخ، الذي كان يهتف مع المعتصمين بسقوط النظام.
وتقول مصادر سودانية إن البرهان هو ضمن المجموعة التي أبلغت البشير بعزله من رئاسة البلاد، فيما لا يعرف عنه سوى أنه لا يرتبط بأي تنظيم سياسي ولا ينتمي للتيار الإسلامي.  
وجاءت استقالة وزير الدفاع بن عوف، بعد يوم واحد فقط له في المنصب مع مطالبة المحتجين بتغيير سياسي أسرع عقب إطاحة الجيش بالرئيس السابق عمر البشير.
وبعد ساعات من سعي المجلس العسكري لتهدئة الغضب الشعبي بتعهده بأن تكون الحكومة الجديدة مدنية، قال بن عوف في خطاب بثه التلفزيون الرسمي إن استقالته جاءت «حرصا على تماسك المنظومة الأمنية والقوات المسلحة بصفة خاصة، من الشروخ والفتن». 
ولقي تنازل بن عوف عن منصبه ردود فعل إيجابية، حيث خرج السودانيون إلى ساحة الاعتصام أمام مقر القيادة العامة للجيش السوداني للاحتفال بالقرار، مرددين شعارات تثمن استجابة الجيش لمطالب الحراك الشعبي الذي ينادي بتغيير شامل في منظومة الحكم.
من جانبها، رحبت المعارضة السودانية «بحذر» باستقالة بن عوف عن منصبه، مرجعة ذلك إلى «تصميم الشعب السوداني على التغيير».
واعتبر تجمع المهنيين أن تنحي رئيس المجلس «انتصار لإرداة الشعب السوداني».
 
استقالة مدير جهاز الأمن
في السياق نفسه افاد التلفزيون السوداني باستقالة الفريق أول صلاح قوش من منصب رئيس جهاز الأمن والاستخبارات الوطني.
وصادق رئيس المجلس العسكري الانتقالي عبد الفتاح البرهان على استقالة قوش حسب بيان صادر عن إعلام المجلس العسكري.
ويعتبر قوش من أبرز وجوه النظام السابق، لكن اسمه لم يرد في قائمة الاعتقالات التي بدأت السلطات العسكرية الجديدة بتنفيذها بحق قيادات في الحزب الحاكم وعسكريين مقربين من الرئيس المخلوع عمر البشير.
وكان قوش يشغل منصب رئيس الأمن القومي السوداني، ومستشارا للرئيس السوداني حتى آب 2009.
وفي 2012 حكم على قوش بالسجن بعد إدانته بالتخطيط للانقلاب، لكن أفرج عنه لاحقا بموجب عفو رئاسي، وفي شباط 2018 عينه البشير مديرا للمخابرات مرة أخرى.  
 
مصادرة أملاك
 وفي سياق القرارات الجديدة تماشيا مع الحراك الشعبي اعلن الفريق أول عبد الفتاح البرهان رئيس المجلس الانتقالي قرارا تجري بموجبه مصادرة أملاك شخصيات في نظام الرئيس السابق عمر البشير ومحاسبتهم.
وجاء في تعميم صحفي صدر عن مكتب البرهان: «صدرت أحكام عسكرية بمصادرة أملاك وأموال أفراد النظام السابق ومحاسبة جميع من كان مشاركا معهم في تبديد المال العام ووضع هذا القرار موضع التنفيذ من تاريخ صدوره». 
 
اعتصام مفتوح 
الى ذلك أعلن تجمع المهنيين السودانيين، أن الاعتصام أمام مقر قوات الجيش في العاصمة الخرطوم، لن ينفض إلا برحيل كل وجوه النظام الحالي، وتسليم السلطة إلى حكومة مدنية.
وقال التجمع، الذي يقود الاحتجاجات في البلاد منذ أكثر من 4 أشهر، إن «الاعتصام لن ينفض حتى الإسقاط الكامل للنظام.
وأضاف في تغريدات على حسابه في تويتر أن الاعتصام سيستمر حتى يتم «تسليم السلطة إلى حكومة مدنية انتقالية وفقا لإعلان الحرية والتغيير، الذي ارتضته جماهير شعبنا العظيم ميثاقا لثورتنا المباركة».
وطالبت قوى الحرية والتغيير بنقل السلطة إلى حكومة مدنية انتقالية عبر المجلس القيادي لقوى إعلان الحرية والتغيير، وإلغاء أي قرارات تعسفية من قيادات لا تمثلها ولا تمثل الشعب.
وأكدت في بيان على ضرورة التحفظ على كافة رموز السلطة الماضية من المتورطين في جرائم ضد الشعب إلى حين عرضهم على محاكمات عادلة. 
ودعا التجمع السودانيين في العاصمة وضواحيها للاحتشاد في ساحة الاعتصام أمام مقر القيادة العامة للجيش، كما دعا التجمع السودانيين في كافة الأقاليم والمدن والأحياء للخروج للشوارع والاعتصام أمام مقرات الجيش. 
وبهذا الشأن انضم عروسان إلى المتظاهرين أمام مقر القوات المسلحة في السودان، وشاركا المحتجين في الاعتصام هناك لبضعة دقائق، وسط تبريكات انهالت عليهما من الموجودين في المكان. 
وترجل العروسان من سيارة مزينة كانت تقلهما، وتقدما باتجاه المعتصمين وهما يرفعان شارات النصر، وسط صيحات من حولهم تقول: «أبشر يا عريس.. أبشر يا عريس». 
وبينما كان العريس يرتدي جلابية بيضاء ويعتمر طاقية بيضاء، كانت العروس ترتدي زيا تقليديا سودانيا أحمر اللون، وتضع على رأسها سلسلة تتدلى منها قطع مذهبة. 
 
استهداف مدنيين
الى ذلك أعلنت الشرطة السودانية، أنّ 16 شخصاً قتلوا وأصيب 20 آخرون بجروح في الخرطوم من جراء إصابتهم بأعيرة نارية خلال «تفلتات» أمنية و»اعتداءات» استهدفت ممتلكات حكومية وخاصة.
وقال الناطق باسم الشرطة السودانية اللواء هاشم على عبد الرحيم أنّ «تحقيقات الشرطة الجنائية أشارت لوفاة ستة عشر وإصابة عشرين بأعيرة نارية طائشة».
وأضاف أنّ «الاعتداءات شملت بعض المقار والممتلكات الحكومية والخاصة». 
ولفت المتحدّث إلى «استمرار الاعتصام بشارع النيل والجامعة وتقاطع المنديل وسط الخرطوم»، مشيراً إلى أنّ «الاعتصامات والتجمهرات أثّرت في حركة السير وتسبّبت في ازدحام كثيف وسط الخرطوم».