صالح: بطش النظام الدكتاتوري السابق لم يستثن أحداً من مكونات شعبنا

الثانية والثالثة 2019/04/14
...

تعهد خلال زيارته مدينة السماوة برفع الحيف عنها 
بغداد / الصباح

لفت رئيس الجمهورية برهم صالح إلى ان بطش النظام الدكتاتوري السابق لم يستثن احداً من أبناء مكونات شعبنا، مشيراً الى انه اباد الكرد ليس لكونهم كردا فقط، بل لانه كان يرى انهم يمثلون خطراً عليه فأقدم على ايذائهم، وفي حين أشار إلى أن انصاف ذوي الضحايا يتطلب منا محاربة الفساد والظواهر الشاذة، خاطب أبناء محافظة المثنى بالقول: وعدي لكم يا اهل السماوة، اهل النخوة والشهامة، ان اخدمكم كرئيس وكأخ.

وقال صالح، خلال زيارته لإحدى المقابر الجماعية التي تم العثور عليها مؤخراً في بادية السماوة وتضم رفات عشرات من ضحايا ابناء شعبنا الكردي برفقة ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة جينين هينيس بلاسخارت، ومحافظ المثنى أحمد منفي جودة وعدد من عائلات الضحايا وشهود عيان على هذه الجريمة النكراء من اهالي مدينة السلمان: ان جريمة الأنفال تعد حرب ابادة بحق الشعب الكردي، واكتشاف هذه المقبرة هو دليل جديد على جرائم النظام الدكتاتوري المباد.
وأشار، في زيارته التي تتزامن مع ذكرى جريمة حملات الأنفال سيئة الصيت، الى ان “النظام الصدامي اباد الكرد ليس لكونهم كردا فقط، بل لانه كان يرى انهم يمثلون خطراً عليه فأقدم على ايذائهم، كما اقدم على ايذاء اهلنا في الوسط والجنوب لانهم لا يرتضون الظلم والاستبداد وينشدون الحياة الحرة الكريمة”.
وأوضح صالح ان “ذوي الضحايا في جمجمال وبارزان والمحاويل والاهوار حالة واحدة في رفض المظلومية”، مشدداً على ان “الانتصار للمظلومية يتطلب ان نؤكد الثوابت الوطنية بعدم ظهور الاستبداد الصدامي مجدداً، وان انصاف ذوي الضحايا يتطلب منا محاربة الفساد والظواهر الشاذة، هذا وعدنا للعراقيين كردا وعرباً وتركماناً ومسيحيين وايزيديين وكل الطوائف والمذاهب، علينا ان نكون يداً واحدة للانتصار على كل الجرائم التي اقدم عليها صدام وزمرته”.
وذكر رئيس الجمهورية “في هذه اللحظة التاريخية يجب ان نؤكد ان ترسبات البعث والفكر الصدامي من جرائم داعش الا دلالة واضحة على اننا لسنا بمأمن من ارهابهم مما يتطلب منا كعراقيين ان نتعظ”، مؤكداً ان دولة الظلم لا تدوم”.
وادانت كلمات لممثلة الامين العام للامم المتحدة في العراق ومحافظ المثنى الجرائم البشعة التي ارتكبها النظام الصدامي المباد ضد العراقيين والكرد خاصة، داعين الى انصاف ذوي الضحايا بما يستحقون من امتيازات.
وكان رئيس الجمهورية قد شدد، خلال لقائه، في مبنى محافظة المثنى، رئيس واعضاء مجلس المحافظة والمحافظ ومدراء الدوائر الامنية والخدمية فيها، على ان العراق مرت عليه مظلومية متراكمة من العهد السابق وصولاً الى ارهاب داعش وعلينا ان نتكاتف ونكون يداً واحدة لبناء بلدنا ونتخلص من رواسب الماضي ونحقق الحياة الحرة الكريمة التي تليق بتضحيات شعبنا.
وأشار صالح الى انه يرتبط بذكريات خاصة مع اهل السماوة الطيبين وسيكون عوناً لهم، موضحاً ان السماوة من المحافظات التي تميزت بتماسكها الاجتماعي وصبرها على الحيف والمظلومية التي مازالت تعاني منها.
ودعا الرئيس صالح المسؤولين فيها الى بذل أقصى الجهود لتقديم الخدمات بما يحقق الاستقرار والازدهار للمحافظة والسعي الى جذب المستثمرين ورؤوس الأموال لتنشيط الزراعة والصناعة وبقية القطاعات فيها، وأهمية ايلاء السياحة الاهتمام المطلوب لما تضمه المثنى من مواقع تأريخية وأثرية وطبيعية.
واستمع رئيس الجمهورية الى شرح موسع قدمه المحافظ ورئيس المجلس ورؤساء الدوائر عن المشاكل والمعوقات التي تعترض النهوض بواقع المحافظة، كما استعرضوا ابرز الانجازات التي شهدتها المثنى على مختلف الصعد.
وخلال لقائه في قاعة الغدير بمحافظة المثنى، النخب الاجتماعية والثقافية وشيوخ العشائر والوجهاء، قال الرئيس صالح: لقد “اتيتكم في ذكرى أليمة، وفاجعة أقدم عليها النظام البائد، الذي استباح المدنيين العزل وقتل الالاف بدون ذنب، الا لبطشه وجرمه وظلمه للعراقيين كرداً وعرباً وتركماناً ومسلمين ومسيحيين”.
واضاف رئيس الجمهورية ان “النظام الصدامي ألقى بآلاف الكرد العزل شيوخاً واطفالاً ونساءً في بادية السماوة، ورغم مرور ثلاثين سنة على الفاجعة المأساوية نكتشف مقابر جديدةً ليس للكرد فقط بل للعراقيين جميعاً”، مبينا ان “اسقاط النظام المباد تطلب التضحيات الجسام لانه كان ظالما فأهل كردستان والوسط والجنوب يشتركون بالمظلومية والحيف”.
واشار صالح الى ان اهلنا في السماوة احتضنوا اخوانهم الكرد في مأثرة كبيرة تحسب للمحافظة، مضيفاً اننا نشترك ببلد آمن مزدهر يجب ان يتمتع أهله بخيراته وثرواته وكي لا تتكرر فيه المآسي يتطلب وقفة ضد الفاسدين الذين يمنعون الخير.
وأكد رئيس الجمهورية ان المحافظة العزيزة والحبيبة على قلبي تستحق منا في بغداد دعماً ومساندة اكبر، لدينا حكومة تمتلك برنامجاً طموحاً لتحقيق الخدمات، وهناك اصرار شعبي على تنفيذه، وهذا يتطلب تماسكاً بين مكوناته لتكريس النصر واسترجاع البلد من الفاسدين.
وقال صالح “وعدي لكم يا اهل السماوة، اهل النخوة والشهامة، وانا اعرف طيبكم وكرمكم وتسامحكم حيث كان والدي ضمن آلاف الذين هجروا وعاش بينكم وكنتم له وللضحايا خير نصير وانتم تعانون ظلماً، ان اخدمكم كرئيس وكأخ وسألتقيكم انا ورئيس الوزراء في بغداد وقد طلبت ملفاً خاصاً قابلا للتطبيق، فقد قالوا لي ان ليس هناك من اهل السماوة في الرئاسة فاقول احسبوني منكم ولكم واخوكم”.
 واضاف صالح ان انتصارنا لاهلنا من ذوي ضحايا الأنفال والشهداء والمقابر الجماعية يتطلب تحقيق العدالة المطلوبة، فقبل ثلاثين سنة أمر صدام بإعدام المدنيين العزل ووجه السلاح لقصف القرى والمدنيين بالقنابل الكيمياوية في كردستان والوسط والجنوب، لا لشيء بل لأنهم لا يرتضون حاكماً مستبداً ظالماً.