استحقاق منتخبنا

الرياضة 2023/03/29
...

د عدنان لفتة
لم نستثمر الأيام الدولية المقرَّة من الفيفا للأسبوع الحالي كما يجب، اكتفينا بمباراة واحدة فقط مع روسيا ولم نعمل للاستفادة القصوى لمنتخبنا ولاعبينا وتصنيفنا الشهري في إقامة مباراة ثانية داعمة لنا.

السعودية واجهت فنزويلا وبوليفيا ،إيران لعبت مع روسيا وكينيا ،أستراليا أجرت مباراتين مع  الإكوادور وستواجه إنكلترا خلال شهر تشرين الأول المقبل.

أمثلة بسيطة لما تقوم به الاتحادات الآسيوية من مباريات قوية إعدادية تُسهم في تهيئة فرقها ولاعبيها وصناعة منتخبات لها وزنها وهيبتها.

الاتحاد العراقي لكرة القدم مازال ضعيفاً في إقامة المباريات الودية مع المنتخبات الأخرى، مازال يتلقَّى الدعوات فقط ويلعب وفقاً لحاجة الآخرين وليس غاياتنا نحن، لم نجد جهداً مؤثراً في ترتيب المباريات سواء داخل العراق أوخارجه ولايعي أعضاء الاتحاد ولجانه أن تلك المباريات لها قيمتها في الارتقاء بكرتنا وإزالة الرهبة عن لاعبينا وبناء منتخب قوي لكأس آسيا وتصفيات كأس العالم 2026.

مازلنا ننتظر العمل والسعي الدؤوب لتأمين مباريات ودية قوية لأيام التوقف الدولي المقبلة وضرورة التحرك لإشغالها من الآن كي لا نخسر أياماً جديدة بلا خوض عدد كاف من المواجهات ,

نصيحة بسيطة  للاتحاد أن يراقبوا مباريات دولية لاتحادات عربية وخليجية قريبة منا تلاعب منتخبات أوروبية وأميركية جنوبية يمكن التحرُّك نحوها طالما أنهم يتواجدون في المنطقة ومن السهل الاتفاق معهم لخوض مباراة أخرى لحساب منتخبنا الوطني.

تأمين تلك المباريات استحقاق طبيعي لمنتخبنا الذي نتوق جميعاً إلى أن يختصر المراحل الزمنية كي يكون جاهزاً فنياً ومؤهلاً بأعلى الدرجات لمقارعة منتخبات العالم بكل القوة والعنفوان تمهيداً لمنافسة منتخبات آسيا التي ابتعدنا عنها وحان وقت العودة إلى مواقع آسيا المتقدمة بدلاً من الانحدار والهبوط.

خضنا مباراة ودية وحيدة مع روسيا كسبنا فيها مواجهة منتخب قوي، وكشف مستويات لاعبينا ومنح المدرب كاساس الفرصة لمعرفة جودة لاعبيه وأهليتهم واستحقاقهم للانضمام إلى التشكيلة الدولية.

المباراة أرسلت رسائل تحذير للمدرب مفادها ضرورة تدقيق اختيارات اللاعبين وعدم منح الفرصة إلا لمن يستحقها فعلاً، المباراة كمثيلاتها برهنت على الفارق الواضح بين ما تقدمه جواهر الوطن المغتربة و مستويات بعض اللاعبين المحليين الذين لايستحقون ارتداء الفانيلة الوطنية،القاصي والداني أشاد بما قدمه جلال حسن وزيدان ‘قبال وعلي الحمادي وأسامة رشيد من مستويات مبهرة نفخر بها جميعاً، والسواد الأعظم من المتابعين ساءهم الأداء المتواضع لعناصر التشكيلة الأخرى التي لم تشفع لهم مستوياتهم في الحصول على الرضا والاقتناع بما قدموه وكانوا سبباً في الخسارة التي لحقتنا بهدفين بعد شوط أول رفيع كان منتخبنا الأقرب فيه لهزِّ الشباك الروسية.

 كاساس نفسه تعرَّض لنقد لاذع لمجاملته بعض اللاعبين ودعوتهم لمباراة روسيا، وبات عليه أن يكون أكثر حزماً مع المستويات السلبية وأن يبحث دوماً عن الأفضل والأكفأ الأحق بالفرصة والتجريب بدلاً من العودة إلى لاعبين انتهت صلاحيتهم ولم يعد لديهم ما يقدمونه لأنفسهم ومنتخبنا .