هل تصدق أنَّ الأبقار التي يُسمِعونَها موسيقى تدرُّ كمياتٍ وفيرة من الحليب وتمتاز بقيمة غذائيَّة؟. وأنَّ حقول البطاطس المزودة بأجهزة صوتيَّة تصدر منها موسيقى كلاسيكيَّة، أعطت محصولاً أكثر جودة من حقول البطاطس التي نمت بدون موسيقى؟
هذا ما تفعله الموسيقى بالحيوانات والنباتات، فما الذي تفعله بالإنسان يا ترى؟
لقد أثبتت البحوث العلمية أنَّ تأثير الموسيقى في الإنسان يبدأ من كونه جنيناً في الشهر الرابع للحمل، وأنَّ الجنين الذي يستمع لموسيقى هادئة تجعل ضربات قلبه هادئة. وأوضحت دراسات أخرى أنَّ الأم الحامل والجنين يتأثران تأثيراً منعشاً بموسيقى موزارت الهادئة ذات الإيقاع الجميل والأنغام الرقيقة، وتؤثر إيجاباً في صحة الطفل ووزنه وصحة الأم وسلامتها. والمدهش أنَّ الجنين الذي يستمع للموسيقى يستطيع بعد سنوات من ولادته إدراك وتمييز الأغاني والألحان التي كان يسمعها وهو داخل الرحم، ولذلك فإنَّ الطفل حينما يبكي فإنَّه يتوقف عن البكاء بمجرد سماعه أغنية من الأغاني التي سمعها وهو جنين.
وكشفت الدراسات عن أنَّ الجنين يتأثر إيجاباً أو سلباً بأصوات الأب والأم وسائر أفراد الأسرة، كما يتأثر بانفعالاتهم وأفكارهم وينزعج وتضطرب وظائف أعضائه إذا شاهدت الأم أفلام العنف والجريمة أو سمعت موسيقى صاخبة أو أصواتاً مزعجة. وأنَّ سماع الجنين للموسيقى يؤدي إلى تغيرات هرمونيَّة من شأنها وقاية الجنين من الأمراض العصبيَّة والنفسيَّة، وحتى وقايته من عيوب النطق والعجز في التعلم.
وما يدهش أيضاً أنَّ سماع الأطفال للموسيقى الهادئة يؤدي إلى رفع مستوى الذكاء والإبداع والتحصيل الذهني لديهم، وهذا ما أكدته الاختبارات التي أجريت على الأطفال الذين يسمعون الموسيقى الكلاسيكيَّة وخصوصاً موسيقى موزارت. وأنَّ لهذه الموسيقى بالتحديد تأثيرات فسيولوجيَّة تساعد على إفراز مواد كيميائيَّة بالمخ تشبه المورفين من حيث فعاليته في تسكين الألم وإحداث النشوة والتغلب على الأرق والقلق.
وتوصلت إحدى الدراسات إلى أنَّ سماع الحوامل للموسيقى الكلاسيكيَّة لمدة أربعة أسابيع في الشهر الثامن، يقلل من مضاعفات الحمل والولادة ويؤدي أيضاً إلى تقليل فترة الولادة. وفي دراسة أخرى أجريت على عددٍ من المرضى الذين يعانون آلاماً شديدة في المفاصل ويشكون صعوبة الحركة والاضطرابات النفسية بسبب المرض، اتضح بعد سماعهم الموسيقى الكلاسيكيَّة لمدة 18 أسبوعاً، أنَّ حدة الألم قد انخفضت لديهم بصورة كبيرة مع تحسنٍ واضحٍ في حالتهم النفسيَّة وقدرتهم على المشي والحركة.
وفي دراسات أجريت في جامعة واشنطن على 90 محرراً من محرري الكتب والصحف اتضح أنَّ الاستماع للموسيقى لمدة ساعة ونصف الساعة تزيد من دقة هؤلاء المحررين في عملهم بمقدار (20 %) مقارنة بالمحررين الذين لا يسمعون الموسيقى.
(أكيد راح يطالب محررو جريدة الصباح بموسيقى تريحهم.. بس خاف هم ما راح يتفقون على نوع الموسيقى).