بغداد: محمد الأنصاري
افتتح رئيس الوزراء، محمد شياع السوداني، أمس السبت، مصفى كربلاء الستراتيجي بطاقة استيعابية تصل إلى 140 ألف برميل يومياً، وفق المعايير الدولية المعتمدة، ويعد المصفى الأول من نوعه في البلاد منذ 4 عقود.
وقال السوداني في كلمته خلال افتتاح المصفى: إن "مصفى كربلاء يمثل مشروعاً ستراتيجياً ينفذ لأول مرة منذ الثمانينيات"، وبيّن أن "قيمة هذا المشروع أنه نفذ وفق المعايير الدولية وبأحدث التكنولوجيا".
وأضاف، أن "المصفى سيوفر من 60 إلى 70 % من حاجة العراق للمنتجات النفطية"، مبيناً، أن "المصفى منجز كبير ومهم للاقتصاد الوطني ويضع العراق على الطريق الصحيح في الاستثمار الأمثل للثروة الوطنية"، مؤكدا، أن "المصفى سوف يشغل من كوادر عراقية 100 " %.
وتابع: "لقد وضعنا في أعلى سلم أولويات الحكومة العمل على رفع الطاقة الإنتاجية للمصافي القائمة من خلال دعم واستكمال الوحدات الإنتاجية التكميلية قيد الإنشاء وتشجيع الاستثمار في قطاع التكرير لإنشاء المصافي الحديثة ذات المواصفات الفنية المتطورة، وصولاً إلى الاستغناء عن الاستيراد والتحول إلى مرحلة التصدير لتحقيق أعلى قيمة مضافة للبرميل المصدر".
وأجرى رئيس الوزراء جولة ميدانية على مفاصل المصفى واستمع إلى شرح مفصّل عن مراحل الإنتاج، والخطط المستقبلية للتطوير، وشهد الافتتاح نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة وزير النفط حيان عبد الغني ومحافظ كربلاء نصيف جاسم الخطابي، وعدد من المسؤولين.
من جانبه، أعلن وزير النفط حيان عبد الغني، البدء بمرحلة الإنتاج التجاري في مصفى كربلاء الستراتيجي.
وقال عبد الغني، في كلمته خلال افتتاح المصفى: "إنه ليوم فخر أن نبدأ بمرحلة الإنتاج التجاري في مصفى كربلاء الستراتيجي"، وأضاف أن "نقاوة البنزين في المصفى تصل إلى 95 أوكتان"، لافتاً إلى أن "المصفى ينتج 200 ميغا واط من الكهرباء، ويسهم بـ 60 ميغا واط لرفد الشبكة الوطنية".
إلى ذلك، قالت عضو لجنة النفط والغاز والثروات الطبيعية البرلمانية، زينب جمعة الموسوي: إن "المشاريع الستراتيجية في قطاع الذهب الأسود ومنها مصفى كربلاء، ستحقق ثلاثة عوامل ذات أهمية كبرى في العراق".
وأضافت، أن "مصفى كربلاء سيعمل على تغطية حاجة البلاد من المشتقات النفطية (البنزين) بنسبة 60 %، كونه ينتج 9 ملايين لتر يومياً وبالتالي ستقل الحاجة للاستيراد ما يوفر مبالغ طائلة".
ولفتت إلى أن "فاتورة استيراد العراق من المشتقات النفطية التي تزيد على 3 مليارات دولار سنوياً، ستنخفض بشكل كبير نتيجة دخول مصفى كربلاء والمصافي الجديدة التي تعمل على افتتاحها الحكومة الحالية".
وتابعت الموسوي: "أما العامل الثالث من المكاسب بافتتاح مصفى كربلاء فيتمثل بتشغيل المئات من المواطنين العراقيين العاطلين عن العمل"، مؤكدة أن "المصافي الجديدة في العراق ستقلل تبعية البلاد للسوق العالمية وتعالج ريعية الاقتصاد العراقي".
ويعدّ مصفى كربلاء، الذي نفذته شركة "هونداي" الكورية، من المشاريع الستراتيجية، وهو أول مصفى في العراق يعمل بتقنيات حديثة، ومنتجاته البيضاء تُنتج وفق أحدث المواصفات الأوروبية المصنفة صديقةً للبيئة، إذ تصل نسبة نقاوة البنزين المنتج إلى درجة 95 أوكتان، ويلتزم المشروع بقانون البيئة العراقي.
ويشتمل المصفى على 33 وحدة تشغيلية وخدمية وخزنية بطاقات إنتاجية كبيرة، كما يتضمن مستودعاً متكاملاً ومحطة ضخ المنتجات إلى المستودعات الخارجية ومعامل لتعبئة الغاز، ومحطة كهرباء بطاقة 200 ميغاواط، بـ 4 وحدات كل منها يعمل بطاقة50 ميغاواط لتزويد المصفى باحتياجاته، وسيجهز من خلالها 60 ميغاواط للشبكة الوطنية.
وجرى في شهر تشرين الأول من العام 2022، المباشرة بفعاليات التشغيل التجريبي لمصفى كربلاء النفطي، ويعد إنشاء المصفى أكبر إنجاز في الصناعة التكريرية العراقية منذ أكثر من أربعين عاماً، وسيؤمن المصفى المنتجات النفطية الخفيفة مما يخفض نسبة 60 % من الاستيراد ويوفر العملة الصعبة، إذ سينتج 9 ملايين لتر من البنزين عالي الأوكتاين و3 ملايين لتر من مادة النفط الأبيض ومنتجات أخرى.