بغداد: سرور العلي
يعدُّ شهر رمضان المبارك فرصة للشباب، سواء كانوا بناتٍ أو فتياناً لتطهير قلوبهم، واستثمار أوقاتهم بالعمل الصالح، وضبط الملذات، وكبح الشهوات والتوبة، والقيام بالعبادات وأركانها، وتجنب المحرمات وترويض النفس وتزكيتها، والشعور بالطاقة الروحانية والإيجابية، بهذه الكلمات عبرت الطالبة الجامعية نور حسن عن دور هذا الشهر المبارك في تهذيب سلوك الشباب.
مضيفة "كما يجب على الشاب الصائم أن يمسك نفسه عن مشاعر الانفعال والغضب، وقول الزور وكل ما يبطل تلك العبادة، وليس فقط الامتناع عن الطعام والشراب، لتحقيق غاية الصيام وثمرته، وبذلك فهو سلوك تربوي مهم لبناء شخصيته، والحفاظ عليه من الانحراف والفساد والضياع، والابتعاد عن العادات السيئة، كالتدخين الذي يسبب أضراراً جسيمة، كتلف الرئتين والإصابة بالسرطان، لأن اغلب تاكيدات خبراء الصحة تشير إلى أن الصيام يساعد على تخليص الجسم من السموم المتراكمة، ويحد من التوتر والضغوط النفسية، ويخفف من اضطراب الجهاز الهضمي، ويسهم بتنظيم حركة الأمعاء والمعدة".
ويشاركها الحديث زميلها أحمد رعد بالقول:
"في هذا الشهر الكريم نتعلم معنى الصبر والانضباط، لا سيما أن مرحلة الشباب تتمتع بالنشاط والقوة والحماس ودورها للنهضة بالمجتمع وإصلاحه، كما لم ننس أن الصيام يعمل على تقوية الإرادة، ويعلم الصبر والعزيمة، وتنظيم الأمور الحياتية، ومجاهدة النفس وأهوائها".
ولفت إلى أنه من الضروري الإشارة إلى أن بعض الشباب ينظر إلى رمضان الكريم على أنه شهر للترفيه، وإقامة المسابقات والتجمعات المختلفة، والسهرات والحفلات بعد الإفطار، والتنوع في الأطعمة والأفراط في الأكل والتبذير، وإظهار التباهي والترف في عرض الموائد واللذات، وهذا يبعدنا عن المعنى الحقيقي والهدف السامي من الصيام، ويبعد الشباب عن العودة إلى الله وإصلاح النفوس.
وترى زينب منتظر أن لشهر رمضان آثارًا تربويَّة وروحانية للشباب، بتنمية القيم الإنسانية، وتحقيق الاستقرار النفسي، والشعور بالسعادة، والثبات على العبادات والطاعة، والسمو بالروح والضمير.
التربوي حسين علي الحمداني أوضح أن شهر رمضان المبارك من الأشهر، التي تتجلى فيها القيم العليا، التي تظهر في سلوكيات الناس بصورة عامة، والشباب بشكل خاص، في ظل أجواء إيمانية من جانب، ومن جانب آخر ينفرد هذا الشهر بخصوصية اجتماع جميع أفراد الأسرة على مائدة الإفطار، وهذا بحد ذاته حالة إيجابية ربما تغيب بعد رمضان، وهذا ما يجعلنا نقول إن سلوكنا في شهر رمضان يجب أن يكون حاضرا طوال العام، لأننا نحتاج إلى المحبة والتعاون، والتسامح في حياتنا اليومية دائما.
وتمتاز فئة الشباب بالحيوية والنشاط وقوة التحمل، ولكن ينقصهم التقوى والإيمان والتعفف والورع، لذلك ينبغي أن يستثمروا هذا الشهر للتوجه وترك الشهوات، وفتح أبواب الخير والعمل الصالح، لا سيما أنه شهر أنزل فيه القرآن الكريم، كما يمكن للشاب أن يشاركوا في المناسبات الدينية المهمة، وحضورهم للحلقات الدينية التي تقام، إذ بيّن الناشط في مجال الشباب لطيف الحسناوي أن لشهر رمضان دورا بتعديل سلوك الشباب، وهو ليس بالأمر الهيّن في الوقت الحالي، بخاصة مع كثرة المؤثرات ومنها، الغزو الثقافي والاقتصادي، واليوم تتعرض شريحة الشباب إلى كم هائل من الضغوطات والإغراءات، التي لم تكن موجودة في السنوات السابقة، بسبب الانفتاح وانتشار التكنولوجيا، وفي أجواء رمضان فرصة لتغيير أنماط شخصياتهم، وآلية سلوكهم نحو الأفضل، ويخرج الشاب من هذا الشهر، وهو محملٌ بتغيير بعض السلوكيات، وتعديل الأخرى والاحتفاظ بها، وفي تلك الأيام المباركة هي وقت ملائم جدا لتنشيط الجانب الروحي، الذي يمنح الجميع ارادة قوية للتحول الايجابي ببعض العادات والصفات.