إقصاء جوي

الرياضة 2023/04/12
...

د عدنان لفتة
تشابكت الخيوط وتغيرت الألوان في الساعات الماضية في عرين القوة الجوية قبل أيام قلائل من خوض الفريق مباراته الحاسمة في بطولة الأندية العربية أمام الشباب السعودي.

الإدارة أطاحت بالمدرب قحطان جثير في أعقاب فقدان صدارة الدوري إثر الخسارة أمام الكهرباء بهدفين لثلاثة وهي الهزيمة التي لم يتقبلها الصقور المدججون بالنجوم بمواجهة فريق شاب خاض الشوط الثاني بأكمله بعشرة لاعبين! .

إبعاد المدرب جثير وملاكه التدريبي المساعد بدا غريبا ومفاجئا وليس في وقته لأن الجوية ما زال الطرف الأقوى في المنافسة على لقب الدوري وأمامه فرصة استعادة الصدارة من ملاحقه الشرطة لأنه سيخوض مبارياته الست المقبلة جميعا في بغداد مما يجعله الأقرب إلى نقاطها، لكن الإدارة تسرعت في قرارها وانساقت إلى رغبات بعض المشجعين من دون التفكير بمستقبل الموسم الحالي وفريقها الذي قد يدفع الثمن غاليا في بطولتي الدوري والكأس وهما على مقربة منه.

ليس معقولا أن يصار إلى إبعاد المدرب في فريق يحتل القمة، وما هي مبررات ذلك؟ ولماذا إرباكه والتأثير سلبا في معنوياته في عز أيام المنافسة؟ فالخسارة أمر طبيعي ويمكن أن يتعرض لها أي فريق مهما كان وزنه وثقله الفني والجماهيري .

إداراتنا بدأت ترتدي عباءة إدارات الأندية الخليجية التي تسارع إلى إقصاء مدربيها والتلاعب بهم بمجرد حصول أي هزة أو انتكاسة في بطولاتها، ماذا سيكسب الجويون الآن؟ وبدلا من تقديم الدعم للمدرب وطاقمه ومواصلة رعاية الفريق والاهتمام به تلجأ إلى اتخاذ قرارات ملغومة قد تنقلب عليها وتزيد المتاعب في طريقها، وهي الإدارة التي لم يمض عليها الكثير بعد انتخابها قبل أقل من شهر واحد .

كنا نتوقع أن تتصرف إدارات الأندية الكبيرة بحكمة، لكنهم للأسف يتصرفون بلا قراءة معمقة ولا سياسة واعية تنشد المستقبل، ولا استثناء في القرارات المتسرعة،  فقبل أسبوعين فقط أطاحت إدارة الشرطة بمدربها المصري مؤمن سليمان بعد خسارة فريقها أمام الزوراء، وهكذا تتصاعد أرقام الإقالات في دورينا الذي صارت فيه المفاجأة هي الإبقاء على المدرب لأطول مدة ممكنة! . 

لا ينفع الكلام ولا اللوم والعتاب، فنحن نتحدث عن قرارات تتكرر كثيرا في أروقة أنديتنا ولا نلتمس منها عملا إداريا محنكا، أو رؤية واثقة من نفسها، القرارات هي ردود أفعال يلعب فيها المشجعون الغاضبون دورا محوريا ويعود فيها النادي خطوات إلى الوراء في اتجاه بناء الإدارة العصرية المواكبة للتطورات والحداثة.

الجويون الحالمون بإحراز لقب الدوري والكأس لن يجدوا الطريق مفروشا بالزهور وربما لن يحصدوا النتائج المتوخاة بعد أن أحرجوا أنفسهم بقرار إبعاد مدربهم وكان عليهم التأني والانتظار حتى نهاية الموسم وانجلاء المواقف فهناك يتضح كل شيء ولن ينتقدهم أحد لأن الأمور تكون قد حسمت سلبا أو إيجابا، وفيها يفصل الصيف عن الشتاء.