خالد جاسم
القرارات الأخيرة التي اتخذتها لجنة الانضباط في اتحاد الكرة على خلفيَّة الأحداث التي شهدتها مباراة ناديي الكهرباء والقوة الجوية التي جرت ضمن الدوري الممتاز على ملعب الشعب، شهدت تبايناً في ردود الأفعال وهو أمر طبيعي ولا سيما عندما وجد أنصار الجوية أنَّ تلك القرارات ظالمة بحقِّ النادي العريق وأنَّ اللجنة قد جاملت أندية أخرى ارتكبت أفعالاً ليست أقل سوءاً مما شاهدناه من جمهور الجوية وبعض أركان الفريق الكروي للنادي الكبير، وهي بكل تأكيد ردود أفعال طبيعية جداً مع أننا نرفض تماماً مبدأ التعصب المتطرف على طريقة انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً، وهو مبدأ لن يجد الترحيب والقبول في قضايا لها مساس مباشر بالقانون والنظام، ومن ثم فإنَّ الخروج على النظام والتمرد على القانون لابد أن يواجه بعقوبات جزائية صارمة وإجراءات انضباطية شديدة لا تخلو من منظور تربوي طالما أنَّ تلك العقوبات سوف تجبر كل فريق وأنصاره على الانضباط والالتزام بالمعايير التي تدخل ضمن نطاق القانون ولو بالحدود الدنيا كي نؤمن بلوغ المباريات سكة السلامة وبر الأمان. 

ومن هنا لا أجد مبرراً للتهجم على لجنة الانضباط وتوجيه الاتهام لها من هذا الطرف أو ذاك بالانحياز لصالح فريق ما على حساب فريق آخر خصوصاً أنَّ العقوبات الأخيرة طالت ناديين عريقين هما الميناء والجوية مع اختلاف صريح في شدة عقوبات كل منهما وهو أمر ليس خاضعاً لمزاجية الإخوة في لجنة الانضباط بقدر ارتكازه على معطيات واقعية وتلخيص موضوعي للأحداث من خلال تقرير مشرف المباراة والطاقم التحكيمي ممثلاً بحكم الساحة.

نعم من حقِّ أي ناد الدفاع عن نفسه في حالة وقوع أي ظلم عليه وهناك قنوات إجرائية يمكن من خلالها إيصال الشكوى، لكن ليس من الإنصاف أن ترمى سهام الاتهامات غير المنصفة ضد لجنة الانضباط بناء على ردود أفعال متشنجة وغير منضبطة ولا أعتقد أنَّ أياً من الإخوة في تلك اللجنة له مصلحة أو غاية ما ضد ناد معين بقدر تأديتهم واجباً مهنياً تمليه عليهم روح الحرص والمسؤولية من أجل تخليص ملاعبنا من الحالات السلبية التي تخرق النظام وتضرب القانون عرض الحائط وتولد مشكلات وإرهاصات نحن في غنى عنها ونريد بكل الطرق التخلص من شراكها وشرورها لأنها مسيئة جداً ومخدشة للذوق وبعيدة بمسافات طويلة عن الروح الرياضية المطلوبة في التنافس الكروي الجميل بين كل أنديتنا التي أكاد أجزم أنها تعامل بمستوى واحد على مسطرة القانون لدى لجنة الانضباط في اتحادنا الكروي.