إلى أين يا قمر؟

ثقافة 2023/04/25
...




إلى أين يا قمر؟ تسأل الغيمة والنجمة والشهاب المستعجل والبومة قمر الأقمار الزعلان لإن أحدا لم يقل له سنة حلوة . لا يجيب يضعها في حقيبته ويجلس على شجرة الكرز حزيناً وضجراً.

لكن الأصدقاء لم ينسوه. فحين وقع في جحر الثعلب ساعدوه على الخروج ثم تجمعوا وغنوا له: سنة حلوة يا قمر.

تعالج أمل ناصر موضوع "زعل" الأطفال وتهديدهم بالهروب من المنزل بطريقة ظريفة . فالطفل/ القمر يريد الرحيل والعائلة/ الاصدقاء يحاولون إيقافه. وحين يحتفلون بعيد ميلاده لا يستسلمون لمطالبه بل يظهرون حبهم فقط.

يهدد الأطفال أحيانا بالرحيل عن البيت لأسباب مختلفة (رفضاً للقوانين، شعور بالغيرة من أخ أو أخت، شعور بالإهمال….) ينصح علماء النفس بالتعامل مع الأمر بهدوء من دون شخصنة أو غضب. يكفي أن تخبر الطفل أنك ستحزن لفراقه لأنك تحبه وانك لا تريده أن يرحل (وهو ما فعلته البومة حين سألت "من سيكون في الليل صديقي؟"). هذا التصرف سيجعله يشعر انه يملك زمام الأمور وصاحب القرار في البقاء جزءاً من العائلة. من المهم عدم الرضوخ "لمطالب" الطفل والخضوع لابتزازه لكن إظهار الحب (وهو ما فعله الأصدقاء حين احتفوا بعيد القمر) والنقاش معه حول أفضل طريقة لتطبيق القوانين المنزلية.

استخدمت الكاتبة التكرار فالقمر لا يجيب الأصدقاء. "لكن القمر يفتح الحقيبة ويضع…. فيها". وهذا التكرار أمر مستحب في الفئة العمرية التي يتوجه إليها الكتاب. وفعل وضع النجمة أو الغيمة … في الحقيبة أضفى ظرفاً على النص.

رسومات سالي سمير قد تبدو للوهلة الأولى بسيطة وأقرب لرسم الأطفال لكنها مليئة بالتفاصيل. وتعكس الرسوم مشاعر الشخصيات بوضوح . وتضفي بعداً طفولياً محبباً. واقتصدت في استخدام الألوان واكتفت بعدد محدد منه، فخلقت تناغماً بين كل رسوم الكتاب.