الدعم أولاً.. والبقية ستأتي

الرياضة 2023/04/25
...

علي رياح


 طبقاً للبرنامج المرسوم لمنتخبنا الشبابي في معسكره (الإسباني)، ستكون لديه اليوم مواجهة وديَّة على جانب كبير من الأهمية مع نظيره البرازيلي، مواجهة ستحمل الكثير من المؤشرات الجدية والحقيقية على قدرة منتخبنا على الانتقال من مناخ الإنجاز الآسيوي إلى التهيؤ على نحو مقبول قبل دخول المونديال. 

وفي قراءتي المسبقة لهذه المباراة- وإن كانت ودية- أنها موضع ترقـّب ليس لدى عماد محمد ولاعبيه والقائمين على المنتخب فحسب، وإنما أيضاً لدى جمهورنا الذي أسعده أن نتغلب على شباب دومينيكان الذي سيتواجد هو الآخر في نهائيات الأرجنتين، ولكنه جمهور يحسب حساباً مختلفاً للمباراة مع البرازيل ويرى فيها (الترمومتر) لمسار التحضير للنهائيات والمدى الذي قطعه المدرب عماد محمد وطاقمه المساعد في التجهير فنياً وبدنياً وبالطبع نفسياً لمثل هذه المواجهات!

وحتى نتبيّن حدود الإجادة لدى منتخبنا في مباراة اليوم، وحتى بعد أن تسفر عن اتجاهاتها ومضمونها، لا أجد أيَّ مبرر للإحجام عن دعم المنتخب على الصعيدين الإعلامي والجماهيري وهو يُقبل على مهمة شائكة وهو يلعب أمام ثلاثة منتخبات يمثل كل منها لوناً في القارة التي ينتمي إليها.. قيمة الدعم لمنتخبنا الشبابي تتجسد في وجوده قبل المشاركة وخلال المباريات وليس في أي موعد آخر.. هناك كلام لم ينته عن توليفة المنتخب واستقدام هذا اللاعب واستبعاد ذاك، وأنا أضعه دوماً في إطار الإنصاف لأيِّ لاعب يتمّ تهميشه.. هذا كلام أقرؤه كثيراً وقد ألتمس لأصحابه بعضاً من العذر أو كله، إنما لا يجب أن يكون هذا مبرراً لحجب الدعم عن المنتخب في الإطارين الإعلامي والجماهيري.. ففي المقام الأول وفي خاتمة المطاف هذا منتخب يمثل العراق وعلينا ألا نتردد في الوقوف خلفه في هذه المرحلة التحضيرية المهمة ولاحقاً خلال مبارياته في البطولة.. هذا هو الرأي عندي قبل أن ندفع إلى البطولة فريقاً منزوع الدعم لمجرد أنَّ لدينا وجهة نظر بشأن المدرب أو اختياراته.. حتى لو كان الحق معنا!

في الاتجاه الموازي، يجري الحديث عمّا يمكن أن يحققه منتخبنا الشبابي في مونديال الأرجنتين.. ومن حيث المبدأ وتأكيداً لما طرحناه مراراً، فإنَّ المهمة ليست يسيرة أو هيّـنة، قيمة البطولة ومستواها وعقباتها تختلف عمّا كان عليه الوضع في النهائيات الآسيوية في أوزبكستان.. هذا أمر لا جدال حوله، ولكن لا بديل أمامنا سوى خوض البطولة تحت رغبة أن نكون في الموعد وأن نؤدي مباريات إيجابية وأن نـُظهر الصورة المقبولة للكرة العراقية وأيضاً للكرة الآسيوية في الإطار العام!

أن تلعب أمام الأوروغواي وإنكلترا، وحتى أمام تونس، أمر يحتمل مصاعب لا تخفى، ولكن الحقيقة الأبقى أنك طرف في هذه المجموعة وعليك أن تدخل ساحة النزال ولديك الحافز لأن تكون مميزاً.. مُجدداً أتساءل: هل تنطوي هذه المهمة على مشقـّة شديدة؟! بالتأكيد، ولكن أمامك خيار السعي والاجتهاد واستحضار أفضل ما لديك.. وهذا هو المهم، بل الأهم!