أطفالنا.. بعد تسلّم نتائج الامتحانات

منصة 2023/05/18
...

موضوع العدد



موقفان لآباء وأمهات أطفالنا أثارهما تسلم تلاميذ المرحلة الابتدائيَّة شهاداتهم الامتحانيَّة، الأول شعور الفرح والتهاني والهدايا للناجحين منهم، والثاني التأنيب والتحقير والضرب الذي وصل الى كسر يد من أكمل في درسٍ أو كان راسباً.

هذان الموقفان نسميهما في علم النفس (التعزيز الإيجابي والتعزيز السلبي).. وعن آثارهما النفسيَّة الآنيَّة والمستقبليَّة في تشكيل شخصيَّة الطفل نتحدث.

يعني التعزيز الإيجابي استراتيجيَّة تأديبيَّة في التربية الإيجابيَّة، يهدفُ إلى زيادة السلوك المرغوب عن طريق إضافة حافزٍ إيجابي بعد حدوث هذا السلوك مباشرة، بأنْ نعطيه مكافأة يستمتع بها وتشجعه على فعل ذلك مرة أخرى، أو نثّمن ما أنجزه بتعزيزات نفسيَّة، أو بكليهما، تعزيز مادي(هدية) أو نفسي (العناق مثلاً).

ومن متابعتنا قبل أيامٍ وجدنا أنَّ الكثير من الآباء والأمهات استخدموا التعزيز الإيجابي مع أبنائهم الذين نجحوا في الامتحانات النهائيَّة، سواء بشراء هديَّة يحبها الطفل أو باحتضانه وتقبيله ومدحه، وكأنهم يدركون ما أثبته علماء النفس بأنَّ التعزيز الإيجابي يحققُ أهم عوامل تكوين الشخصيَّة (ثقة الطفل بنفسه والشعور بقيمة الذات) وأنَّه الوسيلة المضمونة لتحقيق الطموح.

أما التعزيز السلبي بمفهوم علم النفس، فهو استخدام العقوبة البدنيَّة (الضرب، الحبس في البيت..) والعقوبة النفسيَّة (التحقير، السخريَّة، الاستهزاء...) حين يقوم الفرد بسلوكٍ غير صحيحٍ بهدف ألا يرتكبه ثانية.

ومن متابعتنا، أيضاً، حصل أنَّ عدداً من الآباء والأمهات استخدموا العقوبتين مع أطفالهم الذين أكملوا في درسٍ أو أكثر، وكانوا أكثر قسوة مع الأطفال الذين رسبوا. ومع علمهم أنَّ هذا الإجراء لا يغير النتيجة، فإنَّهم لا يدركون أيضاً ما يحدثه تعاملهم هذا من انعكاسات نفسيَّة وسلوكيَّة في شخصيَّة الطفل.. (خوف، كوابيس، انطواء..) وأخطرها فقدان الطفل لثقته بنفسه، تؤدي الى ضعف شخصيته حين يكبر أو تكبر.

تحيَّة للآباء والأمهات الذين استخدموا (التعزيز الإيجابي) مع أطفالهم (باعتدال. لا بكرم حاتمي)، ودعوة للآباء والأمهات الذين استخدموا (التعزيز السلبي) الى أنْ يتصالحوا مع أطفالهم، فبه سوف ينجحون مستقبلاً.