تعول جماهير الكرة العراقية وأنصار النوارس على فريقها الكروي في تحقيق نتيجة إيجابية بالفوز على النصر السعودي ورد الدين له في مباراة اليوم التي يحتضنها ملعب كربلاء الأولمبي ضمن منافسات المجموعة الاولى من دوري أبطال آسيا للموسم الحالي ، اذا لا تزال الثقة كبيرة بنجوم الزوراء من اجل التعديل والتعويض والفوز على الجار الشقيق باي نتيجة في المسابقة القارية شريطة ان يجد الجهاز التدريبي الحلول الواقعية على أرض الملعب ومعالجة الهفوات السابقة التي ظهرت لنا في المباراتين السابقتين الاخيريتين على غرار مشاكل التنظيم الدفاعي وطرق بناء الهجمات وأساليب التحضير وطريقة الحيازة على الكرة والتحكم بأوقات المباراة عبر الوحدات التدريبية المخصصة، لمعالجة تلك الهفوات (الخططية الجماعية) او التي تتعلق (بشق تكنيك) اللاعب او (العمل الفردي).
التسريبات الصحفية
والاهم من هذا وذاك ان يدخل اللاعبون من اجل تحقيق الانتصار فقط وبكل الطرق الممكنة بعيداً عن التسريبات الصحفية التي اثارها الجانب السعودي عبر وسائل التواصل الاجتماعي لمحاولة التأثير المعنوي والإعلامي في لاعبي الكتيبة البيضاء ومنها على سبيل المثال أن مدرب النصر فيتوريا سيلعب بالعناصر الثانية او المغمورة في هذه المواجهة او على غرار ان ستراتيجية لقاء اليوم ستكون دفاعية ومتحفظة وسيراهن المدرب العالمي فقط على الهجمات المرتدة أو انه يفكر فقط في البطولة المحلية بعدما حقق فوزاً كبيراً على الفتح بخماسية بيضاء او غيرها من المعلومات التي تحاول ان تبعد الضغوط النفسية عن لاعبيهم التي يجب ان لا نتوقف عندها كثيراً لكن الحقيقة تقول خلاف ذلك وان الفريق السعودي سوف يواجه ضغوطاً نفسية كبيرة لحظة اللعب امام الجماهير العراقية بل ان معظم الفرق السعودية تتأثر كثيراً من هذه النقطة لاسيما في المسابقة القارية ويكفي ان النصر السعودي سبق له الهزيمة من الدحيل القطري برباعية بيضاء ومن ذوب اهن القطري بثلاثية نظيفة في ملعب الفريق في النسخة 2016-2017 وان هذه الرهبة الطبيعية يجب ان يوظفها المدرب حكيم شاكر بالشكل الأمثل من اجل تسيير اللقاء لمصلحته وهو يمتلك القدرة والامكانية في شحذ همم اللاعبين ورفع وتيرة التأهب النفسي والاعداد الذهني والتجهيز الفني لهذه المقابلة المصيرية .
فلسفة اللعب اولاً
لقد أشرنا في وقفات فنية سابقة، الى أن أندية العالم عندما تتعاقد مع اللاعبين ليس من اجل «كمالة العدد» كما يحصل في انديتنا التي تتأثر كثيراً عندما تتم دعوة لاعبيها الى أحد المنتخبات الوطنية! ولا تقوم بتصنيف لاعبيها بأن هذا أساسي سوبر وذاك احتياط مغمور!، بل يتم اختيارهم وفق خصائص معينة تعكس رغبات المدربين وتجسد فلسفتهم في هكذا أدوات من حيث تطبيق الأدوار والمهام والمسؤوليات ، في وجود تشكيل معين ونظام اللعب وطريقة لعب واضحة وستراتيجية معلومة انتهاء بالتكتيك المراد تطبيقه، وقد نوهنا قبل ان يخوض الزوراء مواجهته الاولى في الرياض بان فريق النصر يلعب بتشكيلة ٤-٢-٣-١ وبنظام لعب يعتمد بشكل مباشر على تحريك أظهرته بالتزامن مع تحركات لاعبي الوسط الذين يبحثون عن المساحة في منطقة المنافس و ان ستراتيجية لعبه ستكون هجومية بحكم ان المباراة اقيمت على ارضه وبين انصاره وان طريقة لعبه تعتمد على التنوع في التمريرات ما بين القصير والطويل وعكس الكروسات من طرفي الملعب ولن يتأُثر تكتيك المدرب فيتوريا الهجومي سواء بتواجد اللاعبين البدلاء او الاصلاء، لأن الجميع يتقنون واجباتهم في التحضير وفق تشكيل متفق عليه ونظام لعب واضح تم تجريبه في الاستحقاقات المحلية وطريقة لعب معينة سبق ان تدربوا عليها وهضموها بشكل كبير ولن تكون هناك أي أهمية في هذا اللقاء سواء لعب المدرب بتشكيل بديل او رديف او أساسي لأن جميع اللاعبين يطبقون فلسفة لعب واحدة لكن مع اختلاف جودة التطبيق بحسب تكنيك اللاعبين والذكاء الخططي الذي يتمتع به وهنا ربما تحدث الفوارق لكن بنسب قليلة لأن الأولوية للنهج الخططي والتحرك في الملعب واتقان الواجبات على حساب نوعية اللاعبين .
انسيابية التمرير
مرة أخرى نؤكد هنا، بأنه لا يمكن للزوراء ان يواصل مسيرته في البطولة الآسيوية وتقديم مباراة مثالية تليق بجماهيره العريقة امام النصر السعودي اليوم ما لم تتم بمعالجة المشاكل الفنية التي رافقت أداء الفريق خلال مسابقتي الدوري والدوري التي تتعلق بإخراج الكرة من مناطقه الدفاعية ومن ثم الشروع بالتحضير المريح المتسلسل الذي يبدأ من الخلف الى وسط الملعب ومن ثم الى الامام و فتح جهتي الملعب عبر الانتشار وتوسيع جبهة التحضير والتدوير بسبب الضغط السعودي المتواصل على حامل الكرة وفي مساحات الزوراء الدفاعية الذي فقد الكثير من الكرات الممكنة والفرص المثالية للتحضير ولجأ الى الكرات الطويلة المرسلة الى طرفي الملعب او في العمق الى مهند عبد الرحيم او علاء عباس والسبب يعود الى عدم قدرة الفريق في الحصول على الكرة وحيازتها .
التحضير المتنوع
المشكلة الثانية وسبق ان اشرنا لها في مناسبة سابقة وتتلخص بعشوائية أساليب النوارس في التحضير وبناء الهجمات اذ شاهدنا ان معظم الكرات التي حصل عليها الفريق لحظة البناء كانت بواسطة الالتحامات المشتركة التحديثات الثنائية في وسط الملعب، أي الكرات المقطوعة وغلب على التحضير الطابع الفردي في الدريبل والدحرجة ومن حالة تخطي مع ضرورة تفعيل وزيادة عدد التمريرات أساسية (خطرة) التي يحصل عليها اللاعب في الوضع الهجومي ولديه فرصة مثالية للتهديف بالتسديد على المرمى من دون ان يحرز أي هدف وهذه تأتي عبر تقارب خطوط اللعب وكثرة الخيارات في التمرير مع الزيادة العددية والتحرك بين خطوط اللعب لاستلام الكرة في الفراغ مع ضرورة التنوع في التحضير او تبادل الكرات القصيرة مع المراكز وتفعيل طرفي الملعب والتفكير دائما بسرعة الحيازة ومتابعة الكرة الثانية ، أخيرا نقول ثقتنا كبيرة بخبرة الطاقم التدريبي في تجاوز هذه السلبيات العابرة، اذ لا تزال الفرصة سانحة في التأهل الى الأدوار المقبلة وسيعود الفريق الى سابق عهده وتحقيق الفوز في المواجهة اليوم ان شاء الله .