حلب الجميلة تنفض ركام الحرب وتحتفل بالشعانين والفصح

قضايا عربية ودولية 2019/04/23
...

حلب / وكالات 
 
 
بعد سنوات عجاف حرم فيها أطفال حلب من فرحة الأعياد، وبالرغم من ان هناك سبعة أيام تفصل بين مواعيد احتفالات عيد القيامة لدى الكنائس الشرقية والغربية حول العالم، الا ان احياء سوريا غصت بالمحتفلين بعيد الفصح وبعيد الشعانين في اليوم نفسه بسبب الاختلاف بين التقويمين الغربي والشرقي.
وفي جولة لها في أحياء حلب وكنائسها، رصدت وكالة «سبوتنيك» الروسية احتفالات المسيحيين، وبالرغم من انقسام جموع المؤمنين بين محتفلين بأحد الشعانين وآخرين محتفلين بعيد الفصح، إلا أن فرحة العيد هذه السنة كانت واضحة على وجوه الجميع بعد سنوات عجاف حرم فيها أطفال حلب من فرحة الأعياد، وتعرضت فيها عشرات الكنائس والمساجد للقصف والتدمير على أيدي الجماعات الإرهابية المسلحة.ويتميز موسم الأعياد في حلب هذه السنة بعودة جميع الكنائس لقرع نواقيسها وفتح أبوابها أمام المؤمنين، تلك الأبواب التي أوصدها الإرهاب لسنوات في بعض الكنائس الواقعة على خطوط التماس خلال الحرب، إضافة إلى الكنائس التي دمرت قذائف الإرهابيين أجزاء منها.
وأقيم يوم السبت 30  من آذار الماضي أول قداس في كاتدرائية «الأربعين شهيد» للأرمن الأرثوذوكس في حي الصليبية بحلب القديمة بعد ترميم آثار الدمار التي لحقت بها.
وبحسب تقرير لمنظمة (يونسكو) أعدته عام 2017 فمن بين 175 موقعا دينيا في مدينة حلب دمر 17 موقعا بشكل كلي خلال سنوات الحرب، وتضرر21 موقعا بشكل بالغ، وتضرر 121 موقعا بشكل معتدل، و11 موقعا بشكل جزئي، بينما نجت خمسة مواقع دينية من أي أذى مرئي.واحتفل ملايين المسيحيين حول العالم بعيد القيامة المجيد، وذلك وفقا للتقويم الغربي، وفي اليوم نفسه احتفلت الكنائس الشرقية بعيد الشعانين المبارك مستعدة للاحتفال بعيد قيامة المسيح الأحد القادم، حيث صلّت الكنائس الكاثوليكية قداس العيد ، وكانت قد استقبلت منذ أسبوع مضى أحد الشعانين الذي افتتح ذكرى أسبوع الآلام مرورا بخميس العهد والجمعة العظيمة وسبت النور وحتى الوصول لأحد العيد، وفي السياق نفسه تحتفل الكنائس التي تتبع التقويم الشرقي حول العالم بعيد القيامة المجيد في الـ28 من نيسان الجاري، حيث ترفع قداديس العيد مساء السبت القادم.
وبحسب المراجع الكنسية، يعود اختلاف مواعيد الاحتفال بعيد القيامة بين الشرق والغرب إلى اختلاف التقويم المتبع فى كل كنيسة وهى قضية تعود للقرن الرابع الميلادي، حين اتفق المسيحيون أن يعيّدوا للفصح المجيد أو عيد القيامة بعد اكتمال القمر والاعتدال الربيعي والذي هو اليوم الذي يكون فيه طول النهار مساويا لطول الليل تماماً. ولكن الإنجيل يؤكد أن قيامة المسيح كانت قريبة من عيد الفصح اليهودي، وتم الاحتفال بالفصح اليهودي في اليوم الأول لاكتمال القمر بعد الاعتدال الربيعي، وبالتالي كان عيداً متحركاً أي غير ثابت. 
ففي القرن السادس عشر حلّ التقويم الغريغوري محل التقويم اليولياني في العالم، واحتاج هذا الأمر إلى زمن لتتبناه البلدان فى العالم ومع ذلك، فلا تزال الكنائس الأرثوذكسية في العالم تستخدم التقويم اليولياني حتى اليوم في حساباتها للاعتدال الربيعي، ولاكتمال القمرالذي يتبع ذلك ولهذا السبب يتم حساب يوم عيد الفصح بأيام مختلفة.
ومنذ هذا التاريخ تحاول الكنائس المختلفة توحيد الاحتفال بعيد القيامة بين الشرق والغرب كبداية للوحدة بين المسيحيين.
وتحتل فكرة «القيامة» مكانة بارزة فى الفكر المسيحي إذ يعد الإيمان بقيامة المسيح أساسا للإيمان بالعقيدة كلها، ومن ثم فإن كل ما ارتبط بهذا المعنى من طقوس وعبادات وممارسات له طبيعة خاصة، فصوم القيامة هو الصوم الكبير لمدة 55 يوما، وعيد القيامة أيضا من الأعياد الكبرى أما الأسابيع التي تسبق العيد فلكل يوم فيها معنى ومكانة تقرأ فيها صلوات خاصة ترمز لقصص أساسية في العقيدة المسيحية، تروى من خلالها الكنائس تعاليم مقدسة تحفظ بها الإيمان. أما عيد الشعانين فهو عيد دخول السيد المسيح إلى أورشليم القدس على ظهر حمار ابن أتان حيث استقبلته الجموع فارشة أمامه سعف النخيل.