14 عاماً على رحيله.. ويبقى عموبابا شيخ المدربين

الرياضة 2023/05/29
...

   إعداد: رحيم عزيز

 يَوم أمس حلت الذكرى السنوية الرابعة عشرة على رحيل شيخ المدربين العراقيين “عمو بابا” الذي توفي في العام 2009 بأحد مستشفيات مدينة دهوك عن عمر يناهز الـ 75 عاما إثر إصابته بعارض صحي، وقد خضع الراحل لأكثر من عملية جراحية لاستئصال عدد من أصابع قدميه بسبب مرض السكري.


ولد بابا في بغداد في السابع والعشرين من تشرين الثاني 1934 واسمه الكامل عمانوئيل بابا داود وأصبح فيما بعد اسم الشهرة “عمو بابا” الذي أطلقه عليه أشهر المعلقين الرياضيين العراقيين إسماعيل محمد.

انتقل إلى مدينة الحبانية التابعة لمحافظة الأنبار بسبب خدمته بإحدى القواعد الجوية العسكرية هناك ومن ثم عاد إلى بغداد في العام 1955 لينضم إلى فريق الحرس الملكي ولينظم لاحقا الى منتخب الجيش العراقي وخاض اول مباراة في حياته أمام منتخب مصر العسكري.

وهو من أشهر لاعبي عصره وُعدّ المهاجم الظاهرة في تاريخ المنتخبات الوطنية الى جانب براعته في تسجيل الأهداف، ومُنح في العام 2000 لقب “مدرب القرن العشرين” كما قاد منتخبنا الكروي إلى لقب بطولة كأس الخليج ثلاث مرات وأحرز معه الميدالية الفضية في دورة الألعاب الآسيوية في الهند العام 1982.

من أبرز إنجازاته: الحصول على لقب بطولة العالم العسكرية في الكويت العام 1979 وقيادة المنتخب الأولمبي العراقي في دورتي لوس أنجلوس 1984 وسيؤول 1988 بالإضافة إلى تدريبه المنتخب المشارك في بطولة كأس العرب في الأردن عام 1988.

أشرف الراحل على تدريب العديد من الأندية العراقية الكبيرة مثل الزوراء والقوة الجوية والطلبة ونادي الرشيد الذي يعرف الآن بنادي الكرخ.

أثارت مسيرة الراحل عمو بابا - الذي عمل في مهنتي الحدادة والنجارة، وتطوع في الجيش العراقي لإعالة أسرته في اربعينيات القرن الماضي - شغف المولعين بالأرشيف الرياضي والمنقبين في صفحات التاريخ على مدى المراحل والعصور، وعدت رحلته الكروية كنزاً ثميناً بسبب إجادته وتفوقه في الكثير من الفعاليات الرياضية على غرار الركض في المسافات القصيرة (100) متر ونيله العديد من الجوائز في هذه اللعبة، كذلك تألق على الأديم الأخضر كلاعب خارق اكتملت فيه العديد من المواصفات البدنية والمهارية والذهنية وبعد اعتزاله تحول الى ايقونة في عالم التدريب ، كما ارتبط اسمه بالكثير من الاسرار الاخرى والمواقف المثيرة التي تخص حياته الاجتماعية.

حزن العراق لوفاة الأسطورة من مختلف طوائفه وأطيافه، وأقيمت له مجالس عزاء في معظم مدن ومحافظات البلد لاسيما في محافظة كربلاء المقدسة التي اعطت درسا وطنيا وإنسانيا وعبرت عن وفاء العراقيين لرموزهم بعيدا عن طوائفهم ومعتقداتهم الدينية ومشاربهم القومية. 

تجلت حكمة شيخ المدربين بعد مماته حينما أوصى بدفنه في أروقة ملعب الشعب وبات قبره اليوم مزاراً لعشاقه ومعلما من معالم بغداد ودافعاً قوياً للأجيال الكروية كلما مروا بجوار قبره ليمنحهم الطاقة المعنوية التي تحثهم على الاصرار والسعي والتأسي بسيرته.

 رحم الله الشيخ عمو بابا المعلم والخبير اللاعب والمدرب ونجم النجوم والإنسان النبيل والعاشق المتيم بمعشوقته الكرة بحب العراق.