السماوة: أحمد الفرطوسي
ما أن يدور في مخيلتك اسم السلمان الحدودي مع المملكة العربية السعودية، حتى ينتابك شعور مخيف عن سجن نقرة السلمان، الذي يعتبر منفى للعديد من الناس، ابتداء من جرائم الانفال وحلبجة والشيوعيين والعديد من الشعراء والادباء والمثقفين، ومنهم مظفر النواب وناظم السماوي وأسماء كثيرة.
ويقول قائم مقام السلمان علي مخلف الزيادي لـ(الصباح) معتقل السلمان، معلم تاريخي يؤرشف لحقبة تاريخية من الظلم والاستبداد، وهو عبارة عن قلعة من ثلاثة طوابق، ويعتبر الأشهر بعد سجن (أبوغريب) في عهد النظام السابق، وهو يتألف من عشر قاعات وعدد غير قليل من الغرف، تتوسطها باحة كبيرة، بالإمكان استغلال هذا السجن، كمتحف تاريخي يوثق استبداد مرحلة تاريخية معينة، كما يمكن الاستفادة منه كسجن مركزي بديلاً عن (سجن الخناق)، الذي يغص بالمحكومين، وما زال يستقبل أعدادا غفيرة وبلا هواده.. واليوم يتعرض هذا الموقع لحملة من التخريب والتهديم، لعدم وجود حراسة على هذا الموقع .
ويضيف مخلف تنظم بين الحين والاخر سفرات علمية من جامعة المثنى، ومدارسها الى قضاء السلمان وسجنها، لكن لا توجد هنالك أماكن قريبة من السجن، لغرض استراحة الوافدين او مطاعم ومقاهٍ يمكنها ان تنعش الحركة الاقتصادية للمدينة، ونطالب بدورنا الحكومة المركزية بتشكيل لجنة مختصة لبحث امكانية تحويل هذا المكان التاريخي الى متحف حضاري، يمكن الاستفادة منه في العديد من المجالات الترفيهية، حيث إن ممتلكات وبنايات الدولة، ليست لها علاقة بنظام سياسي معين أو حقبة زمنية معينة، وإنما هي ملك للدولة دون غيرها، وإن موضوع تدميرها بهذه الطريقة، يشّكل سابقة خطيرة وتهميشا صريحا لكيان
الدولة.