انسحابات بالجملة

الرياضة 2023/06/04
...

كاظم الطائي

في وقت تبذل فيه الجهود لإرساء أرضية صلبة للرياضة العراقية في مختلف الألعاب لاحتضان المزيد من الشباب لممارسة فعالياتهم المفضلة نجد إحجاماً وابتعاداً عن المنافسات الدولية في أكثر من نشاط والمثير أن كرة القدم من بين الفعاليات التي اختارت طريقاً لا يخدم أهلها ولا جمهورها
اعتذار اتحادات فرقية عن المشاركة القارية والعربية مثل الكرة الطائرة والسلة وكرة اليد  وكرة القدم بسبب ظروف الإعداد وصعوبة المنافسة مع منتخبات قوية تشكل هاجساً لعشَّاق تلك الفعاليات الذين ينتظرون الفرصة لمتابعة ما وصلت إليه منتخباتنا من قدرات في خارطة المنافسة الدولية وسبق أن قدمت تلك الألعاب العديد من الأجيال وشقَّت طريقها في الإدارة والتدريب والعلوم الأكاديمية والأمثلة كثيرة
تابعت منذ بداية السبعينيات تفوق ألعابنا الجماعية وحصولها على الألقاب والمراكز المرموقة عربياً في الدورات المدرسية والرياضية العربية والبطولات الأخرى وكان حضور رياضيينا يضيف حلاوة للمنافسات ويرفع من درجة الإثارة
وكانت لكرتنا اليد الطولى في مسابقات العرب وآسيا وغرب القارة والبطولات الخليجية وشهدت مرحلة الستينات سطوة الكرة العراقية في بسط نفوذها على كأس العرب لمرّات وتميزها بكأس فلسطين للشباب والمتقدمين وتواصلت في مراحل لاحقة في السبعينيات والثمانينات ومن نتائجنا ذهبية الدورة العربية في المغرب في العام 1985 وكأس العرب في نفس العام وذهبية الدورة الآسيوية في نيودلهي 1982 بمنتخبات ظل رديفة والفوز بكأس العالم العسكرية لمرات وكأس آسيا للشباب وآخر الإنجازات في غضون عقدين بعد الألفية الثانية رابع أولمبياد أثينا وكأس الأمم الآسيوية وكأس الخليج وشباب آسيا ورابع العالم للشباب فضلاً عن نتائج جيدة أخرى
إنجازات فرقنا الكروية تواصلت من عقد إلى عقد وتباينت ثمارها بالرغم من أن الأغلبية تشير إلى زمن مضى شهد اتساع قاعدة اللعبة وكثرة المواهب والطاقات وارتفاع المهارات الفنية للاعبين المؤثرين
هل جاء عدم المشاركة في الدورة الرياضية العربية والآسيوية بسبب خلل ما في مطبخ الإعداد والتهيؤ لمثل تلك المهمات؟ وهناك 3 منتخبات جاهزة ووضعت برامجها منذ مدة ليست بالقصيرة وأمامها فرصة إضافية للمزيد من التدريبات
العديد من فرقنا في مراحل سابقة دخلت المنافسات الخارجية بأقل فترة إعداد وانعدمت اللقاءات الودية وأحيانا تقام مباريات محلية لترتيب الأوراق وتجريب التشكيلة
الاعتذار غير المسوِّغ عن مشاركة كرتنا في بطولات عربية وقارية لايُجدي نفعاً بل يثلم الكثير من الود مع المدللة وهي تعيش عنفوانها في ظل تنامي أسواقها العامرة وسعي أبناء المهجر على تقديم مواهبهم على طبق من ذهب لمنتخباتنا وفرقنا ومن بين 29 لاعباً اختارهم الملاك الفني بقيادة المدرب خيسوس كاساس لمعسكر إسبانيا 12 لاعباً مغترباً وتم تقليصهم إلى 10 بسبب إصابة اثنين منهم وهناك أضعاف هذا الرقم متاح للأولمبي والشباب والرديف بالإمكان استقطابهم ولاسيما في أيام الفيفا اليس كذلك