الذكاء الاصطناعي يقتحم عالم السياسة

علوم وتكنلوجيا 2023/06/04
...

 روما/ كوبنهاغن: أ ف ب
ألقت رئيسة الوزراء الدنماركية ميته فريدريكسن خطاباً في البرلمان، كتب الجزء الأول منه بالكامل بواسطة أداة الذكاء الاصطناعي "تشات جي بي تي"، لتسليط الضوء على الجانب الثوري لهذه التكنولوجيا التي لا تخلو من المخاطر. وفي روما قرأ أحد أعضاء مجلس الشيوخ الإيطالي أمام زملائه خطاباً كتبه برنامج "تشات جي بي تي"، في خطوة ترمي إلى إطلاق "نقاش عام جاد" بعدما كانت سلطات روما حظرت موقتاً هذه الأداة.
وفاجأت فريدريكسن النواب بعد تلاوة مقدمة خطابها، قائلة "ما قرأته للتو ليس صادراً عني، أو عن أي إنسان آخر".
مشاعر متضاربة
وأضافت رئيسة الوزراء الدنماركية "رغم عدم تحقيق الهدف منه على الدوام، سواء في تفاصيل برنامج عمل الحكومة أو علامات الترقيم (...) ما يمكن لـ ("تشات جي بي تي") أنْ يفعله يثير مشاعر متضاربة من الدهشة والرعب في آن".
وفي ختام مداخلة له عن موضوع غير ذي صلة، أعلن عضو مجلس الشيوخ عن حزب الوسط الصغير "أزيوني" ماركو أورلاندو عن رغبته في لفت انتباه زملائه "إلى حدث تاريخي نوعاً ما".
وقال "الخطاب الذي سمعتموه للتو ليس مني. بصراحة، هو ليس أيضاً نتاج ذكاء بشري، بل هو نتاج خوارزمية ذكاء اصطناعي هي (تشات جي بي تي- 4)".
وأوضح السناتور الذي درس الحقوق أنَّ "هذا الخطاب يهدف إلى الاستفزاز لإطلاق نقاش عام جاد في إيطاليا (...) وتحليل الآثار الأخلاقية والاقتصادية والاجتماعية لاستخدام الذكاء الاصطناعي".
وأنهى أورلاندو كلمته وسط تصفيق زملائه بالدعوة إلى "مقاربة متوازنة للابتكار التكنولوجي تأخذ في الاعتبار كلاً من الفرص والمخاطر المرتبطة باستخدام الذكاء الاصطناعي".
ويُعدّ "تشات جي بي تي" أحد أحدث الأمثلة على القدرات المذهلة للذكاء الاصطناعي، والذي يثير أيضاً مخاوف كثيرة بشأن الانتهاكات التي تسمح بها التكنولوجيا، لا سيما في ما يتعلق بالمعلومات الخاطئة أو استبدال الموظفين البشريين على نطاق واسع.
هذا الموضوع مدرج في قائمة اجتماع رفيع المستوى حول التجارة بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في السويد.
وحذرت مجموعة من كبار رجال الأعمال والخبراء، بمن فيهم سام التمان، مبتكر "تشات جي بي تي"، من تهديدات بـ"انقراض" البشرية بسبب تنامي قدرات هذه التكنولوجيا.
في جزء من الخطاب الدنماركي الذي صاغته برمجية "تشات جي بي تي"، وردت عبارات بينها "لقد كان شرفاً وتحدياً لي بأنْ أقود حكومة موسعة خلال العام البرلماني الماضي".
وورد أيضاً في هذا الجزء من الخطاب "لقد عملنا بجد للتعاون بين الأطراف وضمان مستقبل قوي ومستدام في الدنمارك"، وقد "اتخذنا تدابير لمكافحة تغير المناخ ولضمان مجتمع أكثر عدلاً وشمولاً يتمتع فيه جميع المواطنين بفرص متساوية".
ومن بين العبارات الأخرى التي صاغها الذكاء الاصطناعي في الخطاب "لقد عملنا أيضاً على تعزيز نظامنا الصحي والاجتماعي، حتى يتمكن جميع المواطنين من الحصول على المساعدة التي يحتاجون إليها".
وأضاف الخطاب "على الرغم من أننا واجهنا تحديات ومعارضة على طول الطريق، إلا أنني فخورة بما حققناه معاً خلال العام البرلماني الماضي".

تقدم أم خطوة للوراء؟
وفي ايطاليا علّق زعيم حزب "أزيوني" كارلو كاليندا بالقول: "لقد قرأت الخطاب. لا تشوبه شائبة. لا أعرف حتى الآن ما إذا كان تقدماً أم خطوة إلى الوراء".
وكانت هيئة الرقابة الإيطالية منعت "تشات جي بي تي" لمدة شهر في نهاية آذار بسبب مخاوف تتعلق بخصوصية البيانات، لتصبح أول دولة غربية تتخذ إجراءات ضد روبوت الدردشة الشهير المستند إلى الذكاء الاصطناعي.
منعت هيئة حماية البيانات الشخصية الإيطالية ChatGPT لمدة شهر في نهاية آذار، وعللت سلطات روما قرارها بعدم احترام البرنامج التشريعات المتعلقة بالبيانات الشخصية، وبعدم وجود نظام للتحقق من عمر المستخدمين القصّر.
وأبهرت المنصّة التي أُطلقت في تشرين الثاني، المستخدمين بقدرتها على الإجابة بوضوح ودقّة على أسئلة صعبة، لا سيّما كتابة أغان أو شيفرات برمجية، وحتى النجاح في امتحانات.