زيدان يُعاني في سجن الأولد ترافورد

الرياضة 2023/06/05
...

  بغداد : محمود الحمداني

تفاءلت الجماهير العراقية كثيرًا مع بداية الموسم 2022 - 2023 للبطولات الأوروبية، وبالخصوص، بموهبتها الصغيرة المتواجدة في مانشستر يونايتد (زيدان إقبال)، بعد أن قرر النادي الإنكليزي تصعيد اللاعب لصفوف الفريق الأول قبلها بموسم. 


التفاؤل ارتفع كثيرًا مع قُدُوم المُدرب الجديد لليونايتد (الهولندي ايريك تن هاغ) الذي عُرف عَنه تنميته للمواهب الشابة وتقديمها للعالم على أفضل وجه، وهذا ما قام به تمامًا مع فريقه السابق (إياكس امستردام الهولندي). 

تن هاغ رفع كثيرًا من سقف طموحات الجماهير العراقية، بعد أن نقلت أكبر الصُحف الإنكليزية، في الأسابيع الأولى لتوليه مهمة تدريب النادي، انبهاره بمستوى زيدان واستغرابه من عدم منح اللاعب دقائق لعب مُرضية في الموسم السابق، لكونه يتمتع بالجودة اللازمة. 

المُدرِّب الهولندي أكد ما تناقلته الصُحف ومنح زيدان ثقة كبيرة في المُباريات الإعدادية بل أصبح أكثر لاعبي الأكاديمية مُشاركة في المُباريات الودية، إذ نجح إقبال في خوض 7 مُباريات ودية، قبل وأثناء الدوري بواقع 277 دقيقة لعب، وأمام فرق مُهمة كان أبرزها (ليفربول وأستون فيلا الإنكليزيين، بالإضافة إلى ريال بيتيس الإسباني). 

لكن ما إن بدأت المُباريات الرسمية التنافسية للفريق، حتى بدأ اسم الدولي العراقي بالاختفاء من قوائم الفريق. في بادئ الأمر، لم يكُن الوضع مُريبًا وتوقّع الكثير أن المُدرب لا ينوي حرق ورقة اللاعب وزجّه مُباشرة في مُنافسات أقوى بطولة عالمية من دون المرور بمراحل التدرُّج الاعتيادية.  لكن مع ازدياد المُباريات ودخول الفريق في بطولات ومباريات قليلة الأهمية وضعيفة المستوى، بدأ الشك يدخل إلى قلوب المُحبين والتساؤلات تزداد عن سبب غياب اللاعب العراقي. 

ما زاد من غرابة الأمر، هو عدم إعطاء الضوء الأخضر لإقبال بالبحث عن فريق جديد ليذهب إليه بنظام الإعارة، كما حدث مع أربعة من زُملائه الآخرين، كذلك عدم تفريغه للمُشاركة بانتظام مع الفريق الرديف الذي اعتاد اللعب فيه في الموسم الماضي، ليُحافظ على استمراريته في اللعب. 

المسألة تعقّدت بشكل أكبر، حين أهمل (تن هاغ) اللاعب في المُباريات التي غاب فيها أربعة من عناصر الفريق الأساسية والبديلة في عُمق الوسط، أي دخل الفريق المُباريات بلاعبين اثنين فقط لهذا المركز، وهما اللذان خاضا المُباريات بشكل أساسي، من دون وجود بديل، بل إن المُدرّب استعان في إحدى المرّات بلاعب مُدافع ليشركه كلاعب بديل في خط الوسط، لكونه لا يملك بديلًا على الدكّة في هذا المركز.

تن هاغ زاد الطين بلّة بعد قيامه باستدعاء لاعب جديد في عُمق الوسط من أكاديمية النادي، هو الصغير (كوبي مينو)، الذي لم يكُن معه في تحضيرات ما قبل الموسم، ومنحه الفرصة لأكثر من مرَّة، بل أشركه في إحدى المُباريات كلاعب أساسي ومنحه المُشاركة الأولى في الدوري الإنكليزي، من دون أن يمنح زيدان دقيقة لعب واحدة. 

طوال الموسم، تساءل الكثير من مُشجعي النادي عما يقوم به المُدرب تجاه لاعبه العراقي، وتطرق المُحللون والإعلامون الإنكليز لغرابة ما يحدث بهذا الخصوص، وظلت التقارير الصحفية الإنكليزية تخرج بين فترة وأخرى، متوقعة منح اللاعب الفرصة، وكذلك إمكانية الاستثمار في موهبته التي ستكون من طراز عالمي، في حال تم منحه الفرصة.  لكنها لم تجد آذانًا صاغية، واستمرت عنجهية المُدرب بعدم منح اللاعب الضوء الأخضر للانضمام لمنتخب العراق في بطولة كأس الخليج في البصرة، معللًا السبب بحاجته للاعب، الذي لم يستخدمه ولو دقيقة واحدة خلال ذلك، بل لم يستدعه لقائمة جميع مُباريات الفريق التي جرت خلال البطولة، سوى مرّة واحدة. 

لتأتِ بعد ذلك الصدمة الأخيرة، التي حدثت قبل أمتار أخيرة من ختام الدوري الإنكليزي.

المُدرب الهولندي رفض تفريغ اللاعب لمنتخب شباب العراق المُشارك في كأس العالم للشباب، برغم تدخل رئيس الاتحاد العراقي شخصيًا في الأمر، لكونه يحتاج إلى جميع لاعبيه نظرًا لأهمية المُباريات المُتبقية للشياطين الحُمر في البطولة الإنكليزية التي صارع فيها الفريق من أجل البطاقة الأخيرة المؤهلة لدوري أبطال أوروبا. 

لكن المُدرب لم يستدعِ اللاعب حتى لقائمة الاحتياط في جميع المُباريات التي أعلن حاجته له فيها، بل إن المُفاجأة الكُبرى حدثت في المُباراة الختامية للدوري، التي ضَمن قبلها الفريق حصوله على البطاقة الأوروبية، ودخل المُباراة كتحصيل حاصل، من دون أي أهمية أو رغبة. 

ماذا حدث في هذه المُباراة؟.

زيدان لم يكُن مُتواجدًا حتى على قائمة البدلاء، بل إن المُدرب أجاب على سؤال الصحفية التي ذكرت اسم الدولي العراقي بالتحديد، في لقاء مصوَّر سبق المُباراة، وسألته عن مدى إمكانية حصول إقبال على فرصة المُشاركة في المُباراة الختامية لكونها ستكون بلا فائدة، ولن تغيَّر نتيجتها الترتيب النهائي للفريق، 

أجاب المُدرب: “لا، الأمر لن يكون كذلك، اللاعبون الشباب يحتاجون لإثبات أحقيتهم بالحصول على فرصة اللعب.» 

تن هاغ أكد ذلك، بدخوله للمُباراة النهائية في الدوري من دون استدعاء إقبال لقائمة الفريق، وبالتأكيد حصل ذات الأمر في نهائي كأس الاتحاد الذي خاضه الفريق أمام مانشستر سيتي في ختام الموسم الإنكليزي، ليُصبح الدولي العراقي هو اللاعب الوحيد من الفريق الأول، الذي لم يحصل على أي دقيقة في جميع البطولات، في حال لو استثنينا الحارس الرابع للفريق الذي جاء في منتصف الموسم. 

لقد استخدم المُدرب ثلاثين لاعبًا على مدار الموسم، من مجموع 32 تواجدوا مع الفريق الأول، ولم يستخدم سوى لاعبين اثنين فقط، هما، زيدان إقبال، والحارس البديل للحارس الثالث (بوتلاند)، الذي جاء مُعارًا في مُنتصف الموسم لتعويض انتقال الحارس الثالث. 

أي أن المُدرب لم يستخدم لاعبًا واحدًا (طوال الموسم) من الفريق بأكمله، هو زيدان إقبال. 

زيدان كذلك هو أكثر لاعب تم استدعاؤه لمُباريات الفريق (17 مرّة)، إذا ما استثنينا الحارس بوتلاند، من دون أن يُمنح دقيقة واحدة.  لينهي لاعبنا موسمه، بخطوة إلى الوراء، بعد أن فشل في تسجيل الظهور في جميع المُباريات الرسمية للفريق، برغم نجاحه في الموسم السابق، مع المُدرب الألماني (رالف رانغنيك) بتسجيل ظهوره الذي ظل وحيدًا لغاية الآن، مع الفريق الأول في بطولة رسمية، وهي دوري أبطال أوروبا.