كاظم الطائي 

لم تكن كرة القدم وحدها هي ما يجمعني بالرياضة التي دخلت أبوابها عاشقاً منذ أن اصطحبني والدي لأول مرة خائفاً لدخول أول صف مدرسي بمدينتي عرفت أن للرياضة درساً بين الدروس اليومية مثل العلوم والتاريخ والرياضيات والجغرافية والحياتية والقراءة الخلدونية وغيرها وأنَّ معلم الرياضة الأكثر نشاطاً ومعرفة بهوايات واهتمامات الطلاب وعراب المشاركات الداخلية والخارجية لفرق المدرسة في بطولات المدارس والتربية على مدار العام بمختلف الألعاب 

أكثر من فعالية شغلت الاهتمام منذ البدايات نافست المستديرة شغفها وكان للإعلام دوره في نشر العديد من الألعاب الرياضية التي وجدت لها نصيباً من التداول في أوساط الصغار والكبار آنذاك مثل المصارعة والملاكمة وكرة السلة والطاولة وفعاليات أخرى وشاهدت الكثير من اللقاءات المنقولة تلفزيونياً ومن بينها منافسات لفرق زائرة للعراق،  لتبقى لألعاب القوى أو الساحة والميدان النصيب الأوفر بين تلك الاهتمامات زادتها ألقاً نتائج إيجابية لأبطال وبطلات عروس الألعاب في العقود المنصرمة 

في سباقات المدارس تميزت الكثير من الأسماء المبدعة في منافسات الركض مثل شعوب قحطان وعباس لعيبي وطالب فيصل وفيصل مكي وشوقي أحمد وحسن كاظم وكوكبة من الأسماء الرائعة وزاد تطلعي لهذه اللعبة بداية الثمانينات من القرن المنصرم حينما عملت في مجلة صوت الطلبة التي اتخذت من بناية مجاورة لملعب الكشافة ببغداد مقراً لها وكنت على تواصل بحضور فعاليات الرياضة بهذا الصرح العتيد ومن بينها فعاليات ألعاب القوى 

يوميا كنت أتابع مع الدكتور غانم نجيب تدريبات المنتخب الوطني ونادي الطلبة للنساء والرجال بالساحة والميدان تحت إشراف العديد من المدربين تبعاً لنوع الفعالية بينهم الدكتور شاكر الشيخلي والعداء الفذ خضير زلاطة ومزهر الفتيان ومحمد رضا وكوكبة من نجوم عروس الألعاب وبين المتدربين سامي الشيخلي متسيد سباقات السرعة آنذاك وإيمان نوري وإيمان صبيح وإيمان عبد الأمير وانيتابنيامين ورجاء قاسم المختار وأسماء أخرى 

وفي كلية الآداب بجامعة بغداد تعرفت على أصدقاء كانت لهم صولات وبدايات مثمرة بألعاب القوى مثل الدكتور حسن كاظم الذي أصبح بطلاً لآسيا بركضة 400 متر موانع وأفضل 8 عدائين بالعالم وشوقي أحمد أحد المنافسين في سباقات 100 و200 متر مع أبطال اللعبة وغيرهم وفي عملي الصحفي التقيت أبرز النجوم بمختلف الألعاب واعتز بصداقتي مع نخبة من أجيال مختلفة في سباقات السرعة والمتوسطة والطويلة والقفز والرمي والماراثون وبقية الألعاب 

ومثلت العاب العروس حجر الزاوية في مسيرة الرياضيين وهم ينهلون الكثير من علومها وفنونها وتفاصيلها ويضيفون لرياضتهم ما يطور عملهم ويرفع من درجة الاستعداد وخرج من معطف ألعاب القوى نجوم بحجم عموبابا وعبد كاظم ونوري ذياب وضرغام الحيدري وووو

نتائج العروس تسر عشاقها الذين يرنون لبطل أوبطلة ترتقي منصات التتويج في القارة الآسيوية أو العالمية والأمل قائم بوسام أولمبي وأن طال الزمن .