تعويض أولمبي

الرياضة 2023/06/14
...

د عدنان لفتة

غاب الفوز عن منتخبنا الأولمبي في إطلالته الأولى ببطولة غرب آسيا الرابعة في بغداد وكربلاء بعد تعادله مع المنتخب الأردني في المباراة الأفضل من بين المواجهات الثلاث التي جرت، واطمأن فيها المتابعون لأحوال فريقنا الهجومية مقابل قلقهم من تواصل الأخطاء الدفاعية والضعف البدني في الشوط الثاني.
التعادل في مباراة الافتتاح ليس بالأمر السيئ، ذلك أن منتخباتنا اعتادت الانطلاق في أغلب البطولات من الاختبار الثاني لها مع إصرار أكبر على التعويض وعدم تفويت الفرصة السانحة لهم في التأكيد على أرجحيتنا وفرض أسلوبنا الجميل أفرادا ومجموعة.
الصور الرائعة لمواهب العراق: بلند حسن، علي الموسوي، نهاد محمد، حسين لاوندي، منتظر محمد، تذكي الأمل فينا ببناء فريق واعد قادر على مقارعة أكبر المنتخبات الآسيوية، متطلعين إلى خامات كفوءة أخرى تعزز أداء منتخبنا وتمنحه السيادة الفنية لكسب مبارياتنا مهما كان عطاء الفرق الأخرى وبراعة لاعبيها.
المدرب راضي شنيشل المعتمد لتشكيلة هجومية مناسبة مطالب بتصحيح الهفوات قبل اللقاء الثاني الحاسم أمام الإمارات يوم الجمعة المقبل مستفيدا من القرعة الخادمة لمنتخبنا الذي سيحدد هدفه والمطلوب منه بمعرفة حجم طموحات منتخبي الأردن والإمارات بعد انتهاء مباراتهما الثلاثاء.
الفوز لاشك هو المبتغى الوحيد لصدارة المجموعة الأولى والتخلص من عبء حساباتها في حال الوقوف عند المركز الثاني الذي لا يؤهل سوى فريق واحد من المجموعات الثلاث، وهذا ما يفرض وصايا خاصة ومعالجات عملية تخفف الضغط عن اللاعبين أمام المشجعين الذين سيحضرون بأعداد أكبر تفوق تلك التي تواجدت في اليوم الافتتاحي.
العراق لا يرغب فقط بنجاح المنتخب الأولمبي في تأكيد هويته وقدراته وبناء تشكيلة قوية قادرة على كسب بطاقة العبور لأولمبياد باريس، بل يحتل النجاح التنظيمي الأولوية للتعبير عن إمكانيات بلدنا المتعافي الذي يقدم نفسه كواجهة جديدة محببة لاحتضان البطولات العربية والإقليمية والآسيوية .
الثقة كبيرة في تجاوز الثغرات الظاهرة في مباراة الأردن عبر التقليل من الأخطاء خاصة في دفاعات منتخبنا وفي توزيع جهود اللاعبين وعدم استهلاك المخزون البدني بوقت وجيز، والعمل على تحجيم عدد الكرات المغلوطة واعتماد التنظيم المتماسك كفريق متجانس دفاعا وهجوما لزيادة الفاعلية على أرض الميدان وانتزاع السيطرة من المنافسين وتناغم الأداء الممتع مع النتائج السارة لنا.
اليوم الافتتاحي جاء مخيبا للآمال على مستوى الحضور الجماهيري في ملعبي المدينة وكربلاء وأغلب المدرجات كانت خالية. المشجعون انتقدوا رفع أسعار التذاكر إلى 7  آلاف دينار لجمهور يشكل الطلبة والشباب النسبة الغالبة منه، وكنا نتمنى أن يعي المسؤولون العراقيون أهمية  حضور المشجعين وتقديم التسهيلات المشجعة على تواجدهم لأن علامات النجاح الكبرى يرسمها جمال المدرجات الممتلئة في جميع مباريات البطولة.
 الإحراج لم يشمل الحضور الضئيل للمشجعين بل في انطفاء الكهرباء بملعب المدينة وتأخير انطلاق مباراة منتخبنا مع الأردن وسط تأكيدات بعدم وجود أي خلل فني في تجهيز وزارة الكهرباء، مما يستدعي التحقيق في الموضوع ومعرفة المتسبب والمقصر فيه كي لا تتكرر مثل هذه المشاهد المؤثرة سلبا في جهود العراق المتنامية في تنظيم كل الأحداث المهمة رياضيا وثقافيا وفنيا واقتصاديا.