من أجل الأولمبي

الرياضة 2023/06/20
...

خالد جاسم

متأكد جدا أن الكابتن راضي شنيشل لن ينال شهادة الرضا من كثيرين مهما فعل من تغييرات وتبديلات في قائمة لاعبي المنتخب الأولمبي حتى لو كانت تلك التغييرات تناسب مزاجية هذا وتنسجم مع تمنيات ذاك سواء كان أصحاب هذه الأمزجة وتلك الأمنيات هم من صنف الحريص وينشد المصلحة العليا للمنتخب أو ممن لديهم غايات ومصالح خاصة سواء تهدف للترويج لصالح لاعب معين أو اصطناع ضجة لا لزوم لها أو استهداف شخص شنيشل نفسه أو كان نوعا من استعراض المفهومية التي لا مبرر لها , طالما أن العصمة أولا وأخيرا في كل ما يتعلق بمسألة اختيار اللاعبين المؤهلين تبقى بيد شنيشل نفسه الذي يدرك حتما أن رضا الناس غاية لا تدرك .
وعندما نشير إلى تلك الحقائق التي نجدد الإشارة إليها في ضوء ما شاهدناه في منافسات بطولة غرب آسيا الحالية نذكر أن شنيشل وبعد انتهاء هذا المشوار القصير في هذه البطولة لم يحسم أمر القائمة النهائية التي سيواجه بأدواتها الاختبارات العصيبة في رحلة التصفيات الأولمبية ومن ثم فإن الرجل وبغض النظر عن النتائج التي خرج بها في المباريات التجريبية والودية التي لعبها منذ توليه المهمة ليست بذات قيمة مقارنة بجدواها الفنية التي وضعت شنيشل أمام خيارات حاسمة سواء ما يتعلق منها بالتشكيلة المناسبة أو في المعالجات التكتيكية التي وضعها وفقا لقراءاته الفنية الخاصة ومن ثم علينا إدراك وفهم فلسفة الرجل في بناء منتخب جدير بالاحترام وهي مهمة ليست سهلة على الإطلاق , وأعرف جيدا أنها ليست غائبة عن فكر شنيشل الذي بطبعه يعشق التحدي ويمتلك الثقة الكبيرة في النفس في تحقيق هدفه الصعب بما ينسجم وجوهر فلسفته التدريبية , وإلا لما وافق على قبول المهمة في الأساس , كما أن هذا الهدف المتمثل في البناء الجديد كان لابد من أن يصطدم بعقبات وتحديات من هنا وهناك , لكني على ثقة تامة بقدرة شنيشل وزملائه على تجاوزها حتى لو كان عليهم تحمل الكثير من الضغوطات والزوابع التي تثار بين وقت وآخر, وهي بكل تأكيد مصنفة في خانة الأمزجة وأصحابها النشطين في بورصة الكلام لا أكثر. نعم شخصيا أمتلك ملاحظات حول الأسماء سواء التي ثبتت أو التي غيبت , لكن لن أسمح لنفسي بالتدخل في شأن هو ليس من اختصاصي حتى لو كانت تلك الملاحظات موضوعية ومتجردة من الخصوصية والغايات الأخرى طالما أن الكلمة الأولى والأخيرة هي ضمن نطاق تخصص وصلاحيات وسلطة المدير الفني للمنتخب الأولمبي وليس أحدا سواه, وماعلينا سوى تقديم الدعم والإسناد المعنوي للرجل ولاعبيه لأننا ندرك جميعا حجم المهمة الكبيرة التي تنتظر منتخبنا الأولمبي في الاستحقاق الأهم وهو مشوار التصفيات الأولمبية التي تتطلب توظيف كل الجهود والطاقات بما في ذلك الإعلام الرياضي من أجل تجهيز وإعداد المنتخب بالصورة المثلى لتحقيق الهدف الكبير .
أفهم تماما أن الكابتن راضي شنيشل يدرك قيمة الزمن وحساب مسافاته ومحطاته منذ تسلمه المهمة, كما أدرك جيدا أن الرجل قد رسم مفردات دقيقة لكل ما يبتغي تحقيقه في الإعداد المطلوب لاسيما أن اتحاد الكرة ضاعف جهده من أجل تأمين كل مستلزمات وسائل تحقيق هذا الإعداد الذي يحتاج منا جميعا إلى الدعم والمؤازرة والإسناد المعنوي والاعتباري برغم صعوبة المشوار .