المرأة الخمسينية... وموعد مع الأمل

اسرة ومجتمع 2019/04/26
...

فؤاد العبودي
في مشوار العمرعموماً، هناك محطات قد لا تلتفت اليها المرأة خاصة في مجتمعاتنا الشرقية والعربية بالذات وذلك نتيجة انغماسها في شؤون المنزل والاحتياجات اليومية الاخرى. حيث تصغي في الغالب ودون وعي منها الى مايحبطها نفسياً وجمالياً بسبب خضوعها لنداء اليأس الذي بالتأكيد يعد عاملاً مقوضاً لراحتها النفسية وتطلعها نحو كل مايعزز ثقتها بنفسها وهي على هذا العمرالذي لم ولن يكن معولاً لتحطيم ارادتها المشرقة وذات الابعاد النفسية البعيدة عن عوامل الاحباط، اذا هي التفتت الى داخل ذاتها وعرفت ان هذا العمر هو عمر النضوج والاكثر رصانة في اتخاذ المواقف الثابتة والنظر الى الحياة بمنظار التفاؤل دون التقوقع في اطر الكلام الذي ينطلق من منظار التشاؤم وان عمرها الخمسيني قد حدد خطوات المضي في مشوارها الحياتي والانساني الذي يؤكد فيه علماء النفس اصغاء المرأة الى عبارات مثل (لم يعد في العمر بقية) او الاتجاه الى وضع نفسها في عزلة مقيتة.
ان اكثر مايقوض احلام المرأة الخمسينية باستمرار الحياة العذبة هو ما تسمعه من كلام موجع من اقرب الناس اليها ان كان  من زوجها او اخيها او حتى  شخص صديق لها حتى لو كان بقصد او دون قصد فقد يصبح سلاحاً مدمراً لمعنوياتها.
فمن قال ان احلام المرأة الخمسينية قد نضبت واصبحت في خبر كان..كما يجب ان لا تصبح معلقة بين الانشداد الى حياة روتينية ورتيبة ولا تنصت اطلاقاً الى من يقول عنها (متصابية) فمن حقها كانسانة وكائن له فعل الديمومة بأن تتمتع بحياتها بالقدر المستساغ لها من احترام الاخرين لها ولا بأس من التوازن بين الحياة الاعتيادية وطموحها بالابقاء على نضارتها دون التفريط بما يمكن استعماله من مواد التجميل دون ان تنحدر قدر الامكان الى عالم البدايات الاولى ذلك لان للعمر حدوده وقياساته الجمالية  بل تستطيع ان تمارس دوراً اجتماعياً وحياتياً يجبر الاخرين للنظر اليها نظرة التبجيل والاعجاب والتقدير، كما لابأس من ممارسة المرأة الخمسينية لهواية تناسب مرحلة عمرها وهي بالفعل مؤهلة لهذا الدور الريادي في عالم المرأة الناضجة. 
فهناك الكثيرمن الهوايات المعقولة التي تناسب دورها فقطار الاحتفاظ بديمومة ماتصبو اليه لم يفت اطلاقاً..
كلما فكرت ان الحياة مازالت ملك يديها وطوع ارادتها...حيث يبقى على المحيطين بها مهمة رفع معنوياتها وتشجيعها على الاحساس بأنها مازالت تلك المرأة القوية والجميلة والقادرة على اثبات ذاتها  وان يقوموا بتذليل الصعوبات امامها وتهيئة أجواء استمرار حياتها بالشكل الذي يضمن لها وجودها كامرأة وانسانة فاعلة في محيطها الاسري والاجتماعي.