{ميتا}: 30 مليون مشترك مع إطلاق خدمة {ثريدز}

علوم وتكنلوجيا 2023/07/08
...

 نيويورك: أ ف ب
تواصل شبكة التواصل الاجتماعي الجديدة التي أطلقتها مجموعة ميتا الأميركية العملاقة لمنافسة تويتر، انطلاقتها القوية مع انضمام ثلاثين مليون مشترك إليها في أقل من يومين من إطلاقها في حين أرجئ وضعها في الخدمة في أوروبا لأسباب إجرائيَّة.
وأطلقت الخدمة الأربعاء الفائت عند الساعة 23,00 بتوقيت غرينتش في مئة بلدٍ وهي تعمل من دون إعلانات وتشكل أكبر تحدٍ لتويتر التي تتخبط في سلسلة من المشكلات.
وكتب مارك زاكربيرغ رئيس ميتا في أول منشورٍ له على التطبيق الجديد "لنبدأ الآن. أهلا بكم في ثريدز" وحاز في دقائق معدودة آلاف علامات الإعجاب.
وقال زاكربيرغ الخميس الفائت: "واو. إنشاء 30 مليون حساب اعتباراً من هذا الصباح. يبدو أنَّه بداية لشيء مميز، لكنَّ أمامنا الكثير من العمل لبناء هذا التطبيق". وكان قبل ذلك رد عبر حسابه على مستخدمين عدة. وأرسل للمرة الأولى في أكثر من عشر سنوات رسالة عبر تويتر تظهر شخصية "سبايدرمان". وباتت "ثريدز" تضم حسابات ناشطة لمشاهير مثل شاكيرا وجنيفر لوبيز وهيو جاكمان، فضلاً عن وسائل إعلام مثل واشنطن بوست ورويترز وذي إيكونوميست ومنصات مثل هوليوود ريبورتر وفايس ونتفليكس.

أكبر تحدٍ لتويتر
ويعدُّ "ثريدز" أكبر تحدٍ لتويتر وصاحبها إيلون ماسك الذي نجح حتى الآن في صد أي منافسٍ محتملٍ من التطبيقات والمواقع المشابهة التي ظهرت مثل "بلو سكاي" و"ماستودون".
ولم يصدر أي تعليق علني من ايلون ماسك حول ثريدز.
وقال آدم موسيري المدير التنفيذي لتطبيق إنستغرام "آمل أن يكون ثريدز منصة مفتوحة ترحب بالجميع لإجراء مناقشات".
وأوضح مصدر قريب من الشركة أن مخاوف تنظيمية سترجئ إطلاق التطبيق في دول الاتحاد الأوروبي، حيث تخضع ميتا لقانون الأسواق الرقمية الجديد الذي يفرض قواعد مشددة على شركات الانترنت الكبرى.
وتقيّد إحدى هذه القواعد نقل البيانات الشخصية بين المنتجات المختلفة، كما سيكون الحال عليه بين انستغرام وثريدز، وسبق أن ضُبط زاكربيرغ من قبل الهيئات الناظمة الأوروبية وهو يقوم بذلك عندما اشترى واتساب.
وأسف موسيري لإرجاء إطلاق "ثريدز" في أوروبا، موضحاً أنَّ ميتا كانت لتؤخر إطلاق الخدمة لأشهر عدة، بانتظار الحصول على موافقة المفوضية الأوروبية.
ومن الواضح أنَّ زاكربيرغ يستغل تخبط تويتر لإطلاق هذا المنتج المنافس الذي تأمل ميتا أنْ يصبح قناة التواصل المفضلة للمشاهير والشركات والسياسيين.
وأتى إطلاق الخدمة بعد أربعة أشهر فقط على تسريب معلومات حول هذا المشروع وبعد أيام قليلة على تخبط جديد لتويتر أضعف هذه الخدمة أكثر.
وأتى هذا القرار بعد إجراءات أخرى لم تلق ترحيباً أيضاً منذ شراء المليادرير لتويتر ولا سيما تحويل تأكيد الحساب إلى خدمة مدفوعة أو صرف غالبية الموظفين في مجال ضبط المحتويات.

منصة انطلاق
لا تخفي ميتا نيتها الاعتماد على منتجات أخرى لها ليسجل آخر تطبيقاتها نمواً سريعاً، مؤكدة منذ البداية أنَّ ثريدز منبثقٌ عن "إنستغرام".
وأشارت بينار يلديريم أستاذة التسويق في كلية وارتون في جامعة بنسيلفانيا إلى أنَّ إنستغرام "هي منتج من ميتا يحقق أكبر نجاح. ولم يكونوا قادرين على ربط هذا المنتج الجديد مع فيسبوك لأنَّ هذا الاسم لم يعد يدفع إلى الحلم".
فمع أكثر من ملياري مستخدم نشط، يوفر إنستغرام للخدمة الجديدة منصة انطلاق لم تكن متوافرة لمنافسي تويتر الآخرين مثل "بلوسكاي" أو "ماستودون" مرورا بمواقع مفضلة لدى المحافظين جدا مثل "تروث سوشال" و"بارلر" و"غيتر" و"غاب".
ويسمح "ثريدز" لمستخدمي إنستغرام بتأكيد الدخول من خلال كلمات السر التي يستخدمونها، لنشر محتويات على المنصة الجديدة.
وكتب المحلل براين فيسير "المعادلة بسيطة في حال أقدم مستخدم لانستغرام له عددٌ كبيرٌ من المتابعين مثل كيم كارداشيان وجاستن بيبر وليونيل ميسي على نشر محتويات عبر ثريدز بانتظام فإنَّ هذه المنصة الجديدة قد تتطور بسرعة وأظن أنَّ الموازنات الإعلانيَّة ستتبع في فترة قصيرة". وقد يزيد هذا الاحتمال من الضغط على تويتر التي تراجعت إيراداتها من الإعلانات منذ اشتراها ماسك.

حرب القانون
من جانبها تخطط تويتر لاتخاذ إجراء قانوني ضد شركة ميتا بعد إطلاق تطبيق ثريدز "Threads" المنافس، وفقًا لخطاب رسمي نشره موقع "سيمافور" الإخباري.
وردًا على إطلاق تطبيق Threads، أرسل محامي تويتر أليكس سبيرو رسالة إلى الرئيس التنفيذي لشركة ميتا مارك زوكربيرغ يتهم فيها شركته "بالاختلاس المنظم والمتعمد وغير القانوني لأسرار تويتر التجارية وحقوق الملكية الفكرية لها لإنشاء تطبيق ثريدز" وفقًا لما جاء في الخطاب.
وزعم "سبيرو" أن ميتا وظفت عشرات الموظفين السابقين في تويتر الذين لديهم إمكانية الوصول إلى أسرار تويتر التجارية وغيرها من المعلومات السرية" التي ساعدت ميتا في نهاية الأمر في تطوير تطبيق ثريدز، الذي وصفه بأنه "نسخة مقلدة" من تويتر.
وأضاف سبيرو في خطابه أن ميتا كلفت موظفي تويتر السابقين باستخدام المعلومات السرية المتوفرة لديهم من أجل تسريع وتيرة تطوير تطبيق Threads مما يُعد – على حد وصفه – انتهاكًا للقوانين الفيدرالية المنظمة. وطالب محامي تويتر شركة ميتا بالتوقف عن استخدام الأسرار الخاصة بتويتر في تطبيق Threads مهددًا باللجوء إلى القضاء.