بحيرة كراوفورد.. مرجعٌ عالميٌّ لعصرٍ جيولوجي جديد

علوم وتكنلوجيا 2023/07/16
...

 باريس: أ ف ب

اختيرت بحيرة كراوفورد الواقعة قرب تورنتو في كندا لتكون المرجع العالمي لبداية حقبة الأنثروبوسين، العصر الجيولوجي الجديد الذي بدأ عنده التأثير البشري الهائل على الكوكب والذي يدفع العلماء باتجاه انتزاع اعتراف رسمي به.
ورأت مجموعة العمل المعنية بالأنثروبوسين أنّ الترسّبات في قعر هذه البحيرة الصغيرة البالغة مساحتها حوالي كيلومتر مربع واحد تشكّل أبرز مثال على آثار النشاط البشري على الكوكب.
وتتراوح هذه الترسّبات من اللدائن الدقيقة (مايكروبلاستيك) إلى الملوّثات الكيميائية الأبدية، مروراً بالأنواع الغازية وغازات الدفيئة، والرماد الناتج عن احتراق النفط والفحم الحجري وبقايا الانفجارات النووية.
لكنّ التأكيد الرسمي من جانب السلطات الجيولوجية العالمية بأن الأرض قد خرجت من الهولوسين، وهي حقبة بدأت قبل نحو 12 ألف عام في نهاية العصر الجليدي الأخير، ودخلت فعلاً في حقبة التأثير البشري (الأنثروبوسين)، ليس مضموناً البتة.
وقال ستانلي فيني، الأمين العام للجنة الدولية لطبقات الأرض التي لا يزال يتعين على المجموعة أن تقدّم لها خلاصات عملها الذي بدأته عام 2009، إن "هذا التصويت داخل مجموعة العمل خطوة روتينية على أدنى مستوى". وأضاف العالِم إنه عندما ترفع المجموعة خلاصاتها إلى اللجنة الدولية لطبقات الأرض، "يمكن إخضاعها لتحليل من علماء آخرين ما يتيح تقويم الأدلة والحجج بصورة فعلية".
وفيما توافرت أغلبية الثلثين في تصويت اللجنة الدولية لطبقات الأرض، وقبلها في داخل لجنة فرعية، لا يزال يتعين على داعمي الإقرار بحقبة التأثير البشري (الأنثروبوسين)، إقناع الأوصياء في الاتحاد الدولي للعلوم الجيولوجية، المعروف بتصلبه عندما يتعلق الأمر بتعديل الميثاق الدولي لتاريخ طبقات الأرض. ورغم أن الطريق لا يزال طويلاً، لكنّ محطة أساسية جرى بلوغها من خلال اختيار هذه البحيرة الكندية لتكون التجسيد المادي للأنثروبوسين، من بين قائمة نهائية ضمت تسعة مواقع مرشحة، بينها رواسب لخليج في اليابان، وطينٌ من فوهة بركان في الصين، وعيّنة لبّيّة جليدية، وآثار موجودة على شعاب مرجانية.
وأوضحت فرانسين مكارثي، وهي أستاذة كندية قادت البحوث في البحيرة، خلال مؤتمر صحافي عبر الإنترنت، أن رواسب بحيرة كراوفورد، المستقرة بشكل غير عادي بفعل عدم تخالط المياه في العمق والسطح، "تعكس نقطة التحول في تاريخ الأرض، عندما توقّف نظام الكوكب عن التصرف كما كان يحصل على مدى 11700 عام".
ولفتت إلى أن البحيرة تحمل علامة التأثير البشري، قبل عمليات استيطانها وخلالها، ولكن "لم يكن هناك في أي وقت تغير متزامن عالمياً مع تطورات الأرض إلى حين حصول +التسارع الكبير+ في منتصف القرن العشرين".