سرور العلي
استغرق البحث تقريباً عاماً كاملا، ولكن بجهدٍ مستمر
تدريسية في كلية العلوم بجامعة ذي قار، تحمل لقب الأستاذية (بروفسور) بتخصص الطفيليات، ولديها أكثر من 60 بحثاً علمياً منشوراً في مجلات علميَّة عالميَّة ومحليَّة، وشاركت في العديد من المؤتمرات داخل وخارج العراق، وأشرفت على 13 طالب ماجستير، وشاركت بعددٍ من لجان المناقشات، وقيمت عدداً كبيراً من البحوث المحلية والعالمية، إنَّها الدكتورة بسعاد عقرب.
تشخيص وتسجيل طفيلي هدبي
وخلال دراستها في الدكتوراه، تمكنت من تشخيص وعزل وتسجيل طفيلي هدبي، ولأول مرة عالمياً من سائل النخاع الشوكي CSF، لمرضى السحايا في محافظة ذي قار، إذ تم تسجيله في بنك الجينات العالمي، ونشره ضمن بحث علمي في مجلة (السفير لمستوعبات سكوبس)، وهذا الاكتشاف هو جزءٌ من أطروحتها في الدكتوراه، بالاشتراك مع كلٍ من الأستاذ الدكتور مسلم عبد الرحمن محمد، والأستاذ الدكتور عدنان عيسى البدران من جامعة البصرة، وهم مشرفاها في الدكتوراه.
وعن الفائدة من هذا الاكتشاف العلمي لفتت إلى أنه "يعدُّ الأول من نوعه على مستوى العالم، وتأتي أهميته كون هذا الطفيلي لم يسجل من قبل كطفيلي يصيب الإنسان، حيث يعيش حراً في المياه المالحة والعذبة، وقد أثبتت ذلك من خلال الدراسة التجريبيَّة في الحيوانات المختبريَّة التي قامت بها، كما أنه يصيب الإنسان عن طريق التلوث من خلال الجروح".
وبشأن الوقت الذي استغرقه هذا الإكتشاف أشارت إلى أنه "ما بين العزل والتشخيص، وإجراء الدراسة التجريبيَّة في الحيوانات المختبريَّة، ونشر البحث والتسجيل في بنك الجينات، استغرق تقريباً عاماً كاملاً، ولكنْ بجهدٍ مستمر، وتأتي أهمية هذا الموضوع، كون أنَّ التهاب السحايا في الإنسان لا يكون سببه بكتيرياً أو فيروسياً فقط، وإنما ممكن أنْ يكون طفيلياً أيضاً".
الأولى على دفعتها
أكملت الدكتورة بسعاد دراستها في كلية العلوم بقسم علوم الحياة بجامعة بغداد، وتخرجت فيها عام 1994، وكانت الأولى على دفعتها، وفي سنة التخرج ذاتها تعينت معيدة في القسم عينه، ثم التحقت بدراسة الماجستير، وأكملتها عام 2001، وأيضاً كانت الأولى على دفعتها، وعام 2019 التحقت بدراسة الدكتوراه في جامعة البصرة كلية العلوم، من دون كورسات كونها تحمل لقب الأستاذية.
واجهت الدكتورة بسعاد أثناء بحثها الظروف التي مرَّ بها العراق بشكلٍ عام، ومحافظة ذي قار بوجهٍ خاص، إذ كان العمل عليه وقت التظاهرات، وانتشار وباء كورونا معاً، الأمر الذي جعل الحصول على العينات من المستشفيات صعباً جداً، ولكنْ ناضلت من أجل الحصول عليها، واستطاعت جمعها، وإنهاء البحث والحصول على النتائج.
وبالنسبة للاكتشافات الأخرى، فأكدت "ما زلتُ مستمرة في بحوثي حول هذا الطفيلي، وستكون هناك نتائج جديدة تخصه، كما أطمح أنْ استمرَ في البحث عن مسببات السحايا، واكتشاف طفيليات أخرى ممكن أنْ تكون مسببة للسحايا، كما أسعى لإيجاد العلاج المناسب والفعال له".
الإصرار والعزيمة
نتيجة لهذا الإنجاز العلمي تم تكريمها من قبل رئيس جامعة ذي قار الأستاذ الدكتور يحيى الخفاجي، بشهادة تقديرية ودرع الإبداع، وأيضاً تمَّ منحها كتاب شكر وتقدير من قبل محافظ ذي قار الدكتور أحمد غني الخفاجي، وتكريمها بدرع الإبداع من قبل عميد كلية العلوم الدكتور هيثم ميناس.
وتعدُّ الدكتورة بسعاد أول باحثة عراقية تكتشف هذا المرض الطفيلي المسبب للسحايا، والذي ساندها وكان عوناً لها في السراء والضراء هو زوجها، الذي يعجز لسانها عن شكره. وفي الختام وجهت كلمة للنساء، إذ يجب أنْ يكون لديهنَّ الإصرار والعزيمة على تحقيق أحلامهنَّ، مهما واجهن من قسوة الحياة، كما ينبغي أنْ يستغلن الفرص المناسبة لتحقيق أهدافهنَّ.