مختبر سري في بريطانيا لوقف أي وباء محدق

علوم وتكنلوجيا 2023/08/13
...

 لندن: وكالات

يهدف بورتون داون، أحد أكثر مراكز البحث العلمي سرية في بريطانيا، إلى وقف الوباء التالي "في مساره". وحتى الوصول إلى علماء تلك المنشأة البعيدة لأول مرة، يجب المرور عبر إجراءات أمنية مشددة لا تصدق. ويوجد مقر هؤلاء العلماء في مركز جديد لامع لتطوير اللقاحات وتقييمها.
ويعتمد عملهم على الاستجابة لكوفيد، ويهدف إلى إنقاذ الأرواح وتقليل الحاجة إلى الإغلاق عند ظهور أي مرض جديد بعد ذلك.
وتقول البروفيسوره دام جيني هاريس، الرئيسة التنفيذية لوكالة الأمن الصحي في بريطانيا وهي التي تدير هذه المختبرات: "كوفيد ليس حدثاً واحداً، بالطبع". وتضيف: "نقول إن [كوفيد] كان أكبر حادث صحة عامة منذ قرن، لكنني لا أعتقد أنَّ أياً منَّا يتوقع حدوث كوفيد جديد قبل قرن من الزمان".
وتقول إنَّ الجمع بين تغير المناخ والحياة في الحضر، وعيش بعض الناس بالقرب من الحيوانات - مصدر العديد من الأمراض الجديدة التي تنتقل إلى الناس - يعني أننا نواجه "موجات متزايدة من المخاطر".
وتعد منشأة بورتون داون - التي تقع في ريف ويلتشير الهادئ بالقرب من سالزبوري - واحدة من الأماكن القليلة في العالم المجهزة للبحث عن بعض الفيروسات والبكتيريا الأكثر شراسة التي يمكن أن تتخيلها. وتحتوي أجهزة التبريد هنا على فيروسات شبيهة بإيبولا.
وتشمل المباني المجاورة مختبر علوم وتكنولوجيا الدفاع الذي تمكن فيه علماء من تأكيد استخدام غاز الأعصاب نوفيتشوك في حادث التسمم الذي وقع في سالزبوري. أما مختبرات اللقاح - الموجودة في مبان خضراء داكنة – فبنيت على عجل كجزء من الاستجابة الطارئة لكوفيد.
لكن تركيز المختبرات اختلف مع تضاؤل شدة الوباء.
وأصبح مركز أبحاث اللقاحات الجديد يركز على ثلاثة أنواع من التهديد:
• الالتهابات المعروفة التي يصعب التعامل معها، مثل الجراثيم المقاومة للمضادات الحيوية
• التهديدات المحتملة التي قد تسبب مشكلة، ومن بينها إنفلونزا الطيور، ومتحورات كوفيد الجديدة
• و"المرض إكس" – وهو أي شيء غير متوقع، مثل كوفيد، يفاجئ العالم تماماً
والهدف هو التعاون مع صناعة الأدوية والعلماء والأطباء لدعم جميع مراحل تطوير اللقاح.
ويعمل علماء بورتون داون على أول لقاح لمكافحة حمى القرم والكونغو النزفية، التي تنتشر عن طريق القراد، وتقتل حوالي ثلث المصابين.
وكان العلماء هنا هم الذين اكتشفوا أن متحور أوميكرون قد لا تفيد معه بعض أنواع الحماية التي توفرها لقاحات كوفيد.
ولا يزال العلماء يراقبون متحورات كوفيد الجديدة من خلال زراعتها في المختبر، وتعريضها للأجسام المضادة المأخوذة من عينات الدم، ومعرفة مدى تأثير المتحورات الجديدة وقدرتها على العدوى.
وتوجد في المركز آلات تعرف بأسماء غير رسمية، وتعد جزءا من خط المواجهة الذي يراقب التهديد الذي يمثله تفشي الإنفلونزا الأكبر في العالم بين الطيور.
ويكمن الفرق في أن فرق العمل قبل الوباء كانت قادرة على اختبار 100 عينة فقط في الأسبوع – أما الآن فتجري الاختبار على أكثر من 3000 عينة.
يهدف العمل هنا فيما يعرف بـ"مهمة 100 يوم" إلى تحقيق رؤية طموحة للغاية لتطوير لقاح لمواجهة أي تهديد جديد في 100 يوم.