ترجمة: نافع الناجي

قبل 121 عاماً، سقطت صخرة فضائية على الأرض في اليابان ولكن لم يتم تصنيفها رسمياً على أنها نيزك حتى قبل بضعة أشهر، وهي معروضة الآن في المتحف الوطني للطبيعة والعلوم في طوكيو.

سقط النيزك في أحد حقول الأرز اليابانية، وقد تمَّ تناقله على مدى أجيال من قبل العائلة التي تمتلك الموقع الذي شهد سقوطه، وظلت محتفظة به طيلة أكثر من قرن من الزمان. وتمَّ مؤخراً تسجيله رسمياً بإسم نيزك (كوشيغايا) من قبل جمعية النيازك اليابانية، وهي منظمة دولية مكرسة لتعزيز البحث والتعليم في علوم الكواكب.

ويزن النيزك 4.05 كيلوغرامات ويبلغ طوله 15 سنتيمتراً وعرضه 17 سنتيمتراً وارتفاعه 10 سنتيمترات، وفقاً للمتحف في تايتو بالعاصمة اليابانية طوكيو.

وهبطت الصخرة الفضائية في ما يعرف حاليا بمنطقة أوزاتو في كوشيغايا في اليابان، بتاريخ 8 آذار 1902، وكان أول نجم ساقط يتم اكتشافه في محافظة سايتاما اليابانية، ومنذ سقوطها استحوذت الصخرة على الكثير من الاهتمام، حيث حفرت مسافة 1.2 متراً تحت الأرض. 

ونشرت صحيفة أساهي شيمبون واسعة الانتشار، تقريراً عن اكتشاف "نيزك في محافظة سايتاما" في مقال نشر في 25 نيسان من ذلك العام الذي شهد سقوط النيزك أو الصخرة الفضائية المذكورة.

يتذكر أحد أفراد الأسرة تسوتومو ناكامورا البالغ حالياً (72 عاماً)، أنه طلب منه الحفاظ على "الحجر الغامض القادم من السماء" للأجيال القادمة، وهو ما فعله بالضبط.

واقترح أحد أعضاء مجموعة من هواة التاريخ في كوشيغايا "تحليلها من قبل الخبراء لأنه من المحتمل أن يكون نيزكاً فعلياً وستتضاعف أهميته، كعيّنة أكاديمية مهمة".

أخذ ناكامورا وعضو المجموعة، الصخرة إلى معهد أبحاث يدرس الشهب في تسوكوبا بمحافظة إيباراكي. وتم تكليف المركز، التابع للمتحف الوطني للطبيعة والعلوم بتحليله وفحصه. لم يشارك في المشروع المتحف فحسب، بل شاركت أيضا كيانات مثل المعهد الوطني للبحوث القطبية. وأثمرت نتائج تحليلهم لتؤكد أن الكائن نيزك، وتبين لاحقاً، أن الصخرة جاءت من كويكب تشكل قبل 4.58 مليار سنة مباشرة بعد ظهور النظام الشمسي، وكان هذا هو النيزك رقم 54 من اليابان الذي تم اعتماده من قبل جمعية النيازك. قال ناكامورا: "أنا مندهش من أنه نيزك ثمين، إن معرفة أن الكثير من الناس سيشاهدونها يمنحني متعة كبيرة".

وسيتم عرض نيزك كوشيغايا حتى 21 آب الحالي، في زاوية عرض دائمة في الطابق الثالث من معرض اليابان بالمتحف الوطني للطبيعة والعلوم، ليقع بين النيازك الأخرى الموجودة في اليابان.

كما سيتم عرض عينة صغيرة تزن 120 غراما مقطوعة منه، ويتم توفير نتائج التحليل وغيرها من المعلومات، على لوحات المعرض. وتتوفر أيضا شريحة 2 غرام للزوار لمشاهدتها عبر المجهر الضوئي المستقطب، حيث أن الشظية رقيقة بما يكفي لتكون منفذة للضوء.