لندن: بي بي سي
الليالي تمر، والمدارس تفتح أبوابها ومتحور جديد من كوفيد آخذ في الانتشار. كل هذا يبدو مألوفاً جداً. لكننا ما زلنا بعيدين عمَّا حدث في خريف العام 2020 عندما سيطر فيروس كورونا على حياتنا، وكانت هناك "مستويات" مختلفة من القيود والإغلاق في جميع أنحاء العالم.
إذن، ونحن نتجه نحو الخريف ما الذي يجب أن نتوقعه؟
أولاً، المتحور الجديد
يطلق على هذا المتحور "EG.5"، ويُطلق عليه تسمية غير رسمية هي "إيريس" Eris، وهو فرع من أوميكرون. وتصنفه منظمة الصحة العالمية حاليا على أنه مثيرللاهتمام. وقد أدى مركز أبحاث الفيروسات التابع لجامعة غلاسكو دوراً رئيسياً في مراقبة المتحورات الجديدة للمرض في جميع مراحل الوباء.
ويقول البروفيسور ماسيمو بالماريني، رئيس المركز، إنه ليس قلقاً للغاية بشأن ما يراه، لكنَّ من المهم أن تستمر المراقبة. ويقول: "لا يبدو أنَّ المتحور الجديد يحتوي على اختلافات كبيرة عن السابق، لكن هذا لا يعني أنه ليس مهماً".
"مرحلة أكثر هدوءاً"
ويقول إنَّ هناك قلقاً من أنه إذا قلصت المراقبة كثيراً، فسيكون من الصعب التنبؤ بالمتحورات التي قد تظهر وأيها ستكون أكثر إثارة للقلق من غيرها.
وتقول الهيئة الوطنية للصحة العامة في اسكتلندا إنَّ الوباء الآن في "مرحلة أكثر هدوءاً".
وهذا يعني أنه اعتباراً من نهاية هذا الشهر، ستقلص الاختبارات. ولن يكون هناك المزيد من الاختبارات الروتينية في المستشفيات أو السجون أو دور الرعاية. وإذا كانت لديك أعراض، فسوف تختبر بنفس طريقة مراقبة الأمراض المعدية الأخرى.
وتشير النصائح الجديدة الصادرة عن اللجنة المشتركة للتطعيم والتحصين، في الوقت نفسه، إلى أن برنامج تعزيز لقاح كوفيد سيقلص هو الآخر. وسوف يقدم هذا العام للأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 65 عاماً، وكذلك الأشخاص الأصغر سنا الذين يعانون من ظروف صحية أساسية، والعاملين في مجموعات مثل العاملين في مجال الصحة، والرعاية الاجتماعية، أو الأشخاص الذين يعيشون مع من يعانون من نقص المناعة.
ما مدى انتشار كوفيد الآن؟
أصبح من الصعب الآن الحصول على بيانات دقيقة عن حالات كوفيد.
وتقيس هيئة الصحة العامة في اسكتلندا أعداد المرضى في المستشفيات فقط في تقاريرها الأسبوعية. وتشير تلك الأعداد إلى اتجاه طفيف صاعد منذ بداية شهر تموز. لكن هذه البيانات وحدها لا تخبرنا عن مدى انتشار كوفيد في المجتمع.
ويقلق هذا الدكتورة أنتونيا هو، استشارية الأمراض المعدية والمحاضرة الإكلينيكية في دائرة البحوث الطبية بمركز أبحاث الفيروسات.
وتقول: "ليس لدينا فعلاً إحساس جيد بما يحدث في المجتمع، لأننا لا نملك الكثير في مجال المراقبة المجتمعية، والاختبارات لم تعد تحدث إلى حد كبير.
وتضيف: "هذا مصدر قلق من وجهة نظر البحوث، والقدرة على البحث عن متحورات يحتمل أن تكون أكثر تهديداً. وتقول: "نحن بحاجة إلى صورة أكثر اكتمالاً من أجل تحديد المتحورات الجديدة المحتملة التي قد تسبب لنا مشكلات".
هل نتعامل مع الأنفلونزا؟
تقول الدكتورة هو إنَّ الأمر السار هو أنه نظرا لأن معظم السكان لديهم مناعة هجينة، إما من التطعيم وإما من العدوى الطبيعية، فإن غالبية الحالات هي أكثر اعتدالاً. لكنها تقول إن بعض الناس ما زالوا يعانون من مضاعفات. وكان هناك أيضاً كثيرٌ من النقاش بشأن اعتبار كوفيد فيروساً نعيش معه بنفس طريقة الإنفلونزا.
ولكن الدكتورة هو تبدو حذرة قليلاً من ذلك. وتقول: "من حيث الأعراض، هما متشابهان إلى حد كبير". وتضيف: "من الصعب جداً التمييز بينك بوصفك طبيباً، وشخص يقدم للمستشفى مصابا بالأنفلونزا، وشخص مصاب بكوفيد. "ولكن هناك بعض الاختلافات المهمة".
"الأشخاص المصابون بالأنفلونزا أكثر عرضة للإصابة بالعدوى البكتيرية الثانوية السيئة، أما في حالة كوفيد، فنرى الكثير من الجلطات مثل جلطات الرئة والقلب، على سبيل المثال، ويعتبر كوفيد الطويل الأمد من المضاعفات المهمة.
انخفض تناول اللقاح خلال حملة الربيع، بين من هم في الـ75 عاماً، بشكل ملحوظ. وفي الخريف الماضي، تقدم نحو 50 في المئة فقط من العاملين في مجال الصحة والرعاية الاجتماعية من للحصول على التلقيح.
وتقول الدكتورة هو إن الحصول على الحماية أفضل شكل من أشكال الدفاع، إذ تواجه هيئة التأمين الصحي في بريطانيا شتاء آخر صعبا فعلا. وتقول: "في الشتاء الماضي عانينا من ضغط كبير من (الفيروس المخلوي التنفسي)، والإنفلونزا، وكوفيد، وكنت أتوقع الكثير من هذا كله". وتشير "غالباً ما نتطلع إلى تجربة أستراليا، وقد مرت بموسم إنفلونزا آخر مزدحم".