عن المراكز التخصّصيَّة

الرياضة 2023/09/25
...

خالد جاسم



يمكن القول إنَّ خطوة وزارة الشباب والرياضة بتأسيس عدد من المراكز التخصصيَّة في الألعاب الجماعية الأساسية مثل كرة القدم والسلة واليد وبعض الألعاب الفردية تعدّ من وجهة نظري الشخصية أفضل الخطوات وأحسن القرارات وأروع المبادرات التي قامت بها الوزارة حتى الآن مع بالغ تقديرنا بالطبع لما نهضت به وما عملته من منجزات أخرى في شتى الميادين الرياضية.

وعندما نثمّن هذه الخطوة الكبيرة للوزارة فلأنها تنطوي على معان ومدلولات كثيرة من أهمها أنَّ الوزارة قد توصلت إلى قناعة راسخة تقوم على حتمية العودة إلى الجذور.. العودة إلى المنبع.. العودة إلى الأساس الصحيح في البناء الرياضي في مفهومه الإنساني والإبداعي.. كما تعكس خطوة تأسيس تلك المراكز رغبة جادة ومخلصة للوزارة في النزوع إلى استخدام القدرات وتسخير الإمكانات المتاحة لديها بغية الإسهام الفعلي والمباشرة الحقيقية في رسم مسارات سليمة لواقع الرياضة العراقية ومستقبلها. 

وما يحسب للوزارة كذلك وهي تمضي في هذا المشروع الحيوي المهم الذي سيكون له الدور الأكبر واليد الطولى في تفريخ المواهب الواعدة في تلك الألعاب الجماعية المنظمة والألعاب الفردية التي تعاني فقراً مدقعاً في قاعدتها وتفتقر إلى الديمومة التي تضخ لها الدماء الجديدة الواعدة أنها استعانت بنخبة من خيرة الخبراء والمدربين الذين لديهم الكثير من القدرات والخبرات التي تنجح تلك المراكز التدريبية المتخصصة وتمضي بها نحو بلوغ غاياتها الكبيرة وأهدافها المثلى في ما لو عضدت التجربة وتوفرت لها المناخات السليمة والقدرات المادية المختلفة التي تحفظ لها فرص الاستمرارية وليس أن يكون المشروع الكبير هذا فورة رياضية أو شحنة عاطفية أو مجرد بالون إعلامي من تلك البالونات التي اعتدنا مشاهدتها وهي تحلق باستحياء على علو متواضع في سماء رياضتنا المسكينة المهددة بالانقراض بعد أن أهملنا لسنوات رعاية التناسل الرياضي السليم الذي يعتمد على الحاضنات ومفاقس التفريخ الرياضي المتمثلة بالقاعدة الرياضية.

إدامة وتطوير واقع أداء المراكز التخصصية بعد تجارب الأعوام الفائتة تتطلب جهداً استثنائياً ليس اعتيادياً وهو جهد لا يمكن للوزارة المعنية النهوض به وحدها بل يحتاج إلى تنسيق وتعاون مع الجهات الرياضية الأخرى ومنها اللجنة الأولمبية والاتحادات الرياضية المركزية التي تمتلك التفاصيل الفنية والإدارية الكاملة عن الألعاب المختلفة كما أنَّ هذا التنسيق والتعاون ضرورة حتمية تفرض نفسها على أرض الواقع من أجل المضي المثمر في طريق النجاح.