البعوض يزيدُ الطلبَ على المواد الطاردة في اليابان

علوم وتكنلوجيا 2023/10/19
...

 ترجمة: نافع الناجي


يعدُّ نسيم الخريف المنعش الذي يهب هذه الأيام، هو فترة راحة مرحباً بها بعد شهر أيلول الذي لم يخل من السخونة في بلدٍ حارٍ ورطبٍ مثل اليابان، ولكنْ مع ذلك، فإنَّ أجواء الخريف المنعشة هذه تأتي بثمنٍ ليس بيسير، فهناك ضجة مألوفة في الهواء وطنين يأتي من البعوض، على الرغم من أنَّ الصوت يرتبط عادة بذروة منتصف الصيف.

الصيف الحارق المنقضي، يبدو أنَّه امتصَّ شريان الحياة من البعوض، وهو ما يفسر على الأرجح وجوده المزعج في وقتٍ متأخر جداً من العام، كما يقول الخبراء.

يقول أحد سكان تشو وارد في طوكيو البالغ من العمر 67 عاماً "في الآونة الأخيرة، تعرضت للدغة بعوضة بينما كنت أستمتع بمشاهدة القمر من شرفتي"، مضيفاً "لا أتذكر أنهم كانوا موجودين في الصيف". ذهب الرجل على الفور إلى صيدليَّة لشراء طارد البعوض، وقال: "عندما كنت طفلاً لم أستطع أنْ أصدق أنه سيكون هناك بعوض في تشرين الأول".

كانت مبيعات المنتجات المضادة للبعوض بطيئة من حزيران إلى آب لكنها ارتفعت في أيلول، وفقا لشركة Fumakilla Ltd، وهي شركة مقرها طوكيو تتعامل في المبيدات الحشريَّة.

وقال متحدث مسؤول "من النادر أنْ ترتفع مبيعات منتجات البعوض في أواخر أيلول".

وارتفعت مبيعات المواد الطاردة والمبيدات الحشريَّة في جميع أنحاء صناعة المبيدات في الأسبوع الرابع من أيلول بمقدار 1.43 ضعفاً مقارنة بالأسبوع نفسه من العام السابق. وقال المسؤول "بما أنَّ انتشار الصراصير والقراد عادة ما ينحسر بحلول آب، فمن المحتمل أنْ تكون الزيادة بسبب البعوض". ووفقاً لشركة فوماكيلا، فإنَّ أكثر أنواع البعوض إزعاجاً في جزيرة هونشو الرئيسة في اليابان هو "الزاعجة المرقطة".

وقالت الشركة، إنَّ "المخلوقات تكون أكثر نشاطاً عندما تتراوح درجات الحرارة بين 25 و30 درجة، لكنها تميلُ إلى الراحة في ظلال الأشجار عندما تصل الحرارة إلى 35 درجة أو أعلى".

وأشار يوشيكازو شيراي، الذي يرأس معهد تكنولوجيا مكافحة الآفات في محافظة تشيبا، إلى أنَّ "درجات الحرارة اليوميَّة هذا الصيف تجاوزت في كثير من الأحيان 35 درجة في العديد من المناطق، وهو ما يفسر عدم نشاط الحشرات خلال النهار". وقال "بسبب الحرارة الشديدة، خرج عددٌ أقل من الناس وحتى البعوض سعى إلى ظلال الأشجار"، مضيفاً "الآن بعد أنْ انخفضت درجة الحرارة، قد يكون البعوض أكثر نشاطاً في وضع البيض".

يتراوح عمر (الزاعجة المرقطة) من أسبوعين إلى شهر، وهم يضعون البيض عدة مرات خلال حياتهم من خلال فعل مص الدم. وبشكل تقليدي، يظل بيض البعوض نائماً في تشرين الأول، عندما تصبح ساعات النهار أقصر، لكنها تفقس عندما تكون درجة الحرارة مرتفعة نسبياً. وقال شيراي "عاما بعد عام، تغيرت الفترة التي تزداد فيها كثافة البعوض، وفي الآونة الأخيرة يتعرض المزيد من الناس للقرص في نيسان وتشرين الأول". فضلاً عن ذلك، فإنَّ برك الماء الدافئ التي تتشكل من الاستحمام المسائي المفاجئ هي أرضٌ خصبة لتكاثر البعوض.

وأردف "كان هناك الكثير من هذه الأمطار في العديد من المناطق هذا العام، لذلك من المحتمل أنْ يحدث تفشٍ غير عادي لهذا النوع من البعوض".