السوداني يجدد موقف العراق المبدئي إزاء القضية الفلسطينية

العراق 2023/11/07
...

 طهران: محمد صالح صدقيان

أجری رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، في طهران أمس الاثنين، مباحثات مهمة مع كبار المسؤولين الإيرانيين تعلقت بالتطورات التي تشهدها القضية الفلسطينية وتحديداً ما يحدث في قطاع غزة من إبادة إنسانية يمارسها الكيان الصهيوني بعد عملية "طوفان الأقصى" في 7 تشرين الأول الماضي.
وعاد السوداني إلى العاصمة بغداد ظهر أمس الاثنين، عقب الزيارة القصيرة التي إجراها إلى العاصمة الإيرانية طهران، التقی خلالها الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، إضافة إلی لقاء جمعه مع مرشد الجمهورية الإسلامية السيد علي الخامنئي، حيث تم تبادل وجهات النظر بشأن تطورات الموقف في الأراضي الفلسطينية وتداعياتها علی دول المنطقة؛ ومالآت هذه التطورات.
وتركز اللقاء بين السوداني والخامنئي، على الأحداث المأساوية التي يشهدها قطاع غزّة، وعمليات القتل والمجازر التي تُرتكب يومياً بحقّ الفلسطينيين، وتصاعد أعداد الضحايا المدنيين على أيدي قوات الاحتلال الصهيوني.
وأكد رئيس الوزراء، خلال اللقاء، أن العراق يبذل قصارى جهده بالتواصل مع الدول الشقيقة والصديقة؛ من أجل تنسيق المواقف والتحرّك للحدّ من العدوان المستمرّ ضدّ أبناء الشعب الفلسطيني، وكذلك من أجل السماح بمرور قوافل المساعدات الإنسانية، مشيراً إلى موقف المجتمع الدولي الذي تخلّى عن مسؤولياته، وتهاونه في إيقاف الجرائم الوحشية والإبادة الجماعية وعمليات التهجير القسري وسياسة التجويع ضد الفلسطينيين. كما أشار، إلى تنامي خطى التعاون بين البلدين تجاه عدد من الملفات التي من شأنها أن تُسهم في استقرار البلدين، وتحقّق مصالح شعبيهما.

حديث المرشد
من جانبه، أكد المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي الخامنئي ضرورة مواصلة الجهود؛ من أجل إيقاف الجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني، والتحرك العاجل من أجل إيصال المساعدات إلى غزّة، مشيراً إلى دور العراق وقدرته، بوصفه "دولة محورية"، على إنهاء ما يحدث في غزة، وخلق خط جديد في العالم العربي والعالم الإسلامي.
وأثنی الخامنئي، بحسب بيان لمكتبه، علی الموقف العراقي لدعم سكان غزة وضرورة تفعيل الجهود العربية والإسلامية للضغط علی الولايات المتحدة والكيان الصهيوني لإيقاف الإبادة الإنسانية التي يتعرَّض لها سكان غزة؛ متهماً أميركا بالضلوع في جريمة غزة من خلال الأسلحة والتجهيزات العسكرية المقدمة للكيان المحتل "ولولا هذا الدعم لانهار الكيان"، بحسب تعبير المرشد الإيراني.

مؤتمر مع رئيسي
وفي المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده مع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي بعد اختتام المباحثات الثنائية، رأی رئيس الوزراء محمد شياع السوداني أن هذه الزيارة تتمتع بأهمية في هذا الظرف الحساس الذي تشهده المنطقة وعمق العلاقة التي تربط العراق وإيران وحجم المشتركات التي تربط البلدان.
وقال رئيس الوزراء،: إن القضية الأبرز التي كانت علی جدول أعمال المباحثات هي القضية الفلسطينية وما يتعرض له الشعب الفسطيني من إبادة جماعية والموقف الثابت الذي يتحذه العراق تجاه هذه القضية والذي عبّرت عنه المرجعية الدينية العليا والقوى السياسية والوطنية؛ لافتاً إلی أنه على مدى عقود وسكّان غزّة في سجن كبير، أمام مرأى ومسمع العالم، الذي لم يحرك ساكناً تجاه القرارات الدولية ومقررات المؤتمرات الكثيرة، ابتداءً من أوسلو ومدريد، فضلاً عن الاتفاقيات والمواثيق الدولية التي تؤكد الحق الفلسطيني، في الوقت الذي فشل فيه المجتمع الدولي بالإيفاء بواجباته والتزاماته تجاه أهالي غزة.
ورأی، أن عملية "طوفان الأقصى" كانت نتيجة السياسات الإجرامية للاحتلال ضد الفلسطينيين ومقدساتهم، داعياً الأطراف التي تهمُّها عملية احتواء الصراع ومنع انتشاره إلى الضغط على سلطات الاحتلال في وقف العدوان والقتل الممنهج ضد السكان المدنيين الأبرياء.
وقال: إن العراق يتفق مع إيران على ضرورة تنسيق المواقف والضغط على الدول المؤثرة لإيقاف حرب الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، وأن مواقف العراق وإيران موحدة بشأن استمرار المساعي من أجل التوصل إلى وقف إطلاق النار.
وبشأن بقية القضايا التي تناولها اجتماعه مع رئيسي، أوضح السوداني أنه تم التأكيد علی  ضرورة استمرار تعزيز العلاقات بين البلدين وتفعيل الفرص لتأسيس شراكة اقتصادية بين البلدين؛ مشيراً إلی أعمال اللجنة الأمنية المشتركة العراقية الإيرانية التي نجحت بإزالة بؤر التوتر على الحدود، مؤكداً "أننا حريصون على أمن إيران؛ ولن نسمح لأي جهة باستخدام الحدود لزعزعة هذا الأمن".
وشدد على ضرورة الاستمرار في الخطوات العملية التي تم إنجازها بين البلدين، لافتاً إلى وجود فرص كثيرة تؤسس لشراكة اقتصادية، وأكد السوداني الاستمرار في المضي في "طريق التنمية" وهو مشروع مترابط مع" طريق الحرير" الذي يصب في مصلحة البلدين.

وجهة نظر إيرانية
من ناحيته، بيّن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أن الأسلحة الأميركية والمساعدات الاستخباراتية للكيان الصهيوني تجعلهم أكثر جرأة لقتل أهل غزة، متهماً "جميع مؤيدي الكيان الصهيوني بالتواطؤ في هذه الجريمة".
واعتبر الإدعاءات الأميركية ببذل جهود لمساعدة الشعب الفلسطيني "كاذبة"، وأنها ترتكب الجرائم مع الكيان المحتل لإزالة آثار الهزيمة التي تعرض لها هذا الكيان.
وقال الرئيس الإيراني : إنّ إيران والعراق ينسقان موقفهما المشترك تجاه قضية فلسطين ومظلومیة الشعب الفلسطيني، وأكد أنه ينبغي وقف القصف ووقف إطلاق النار، وتقديم العون والمساعدة لشعب غزة المظلوم والقوي في أسرع وقت ممكن.

مباحثات طهران
وكان رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، وصل صباح أمس الاثنين إلى العاصمة الإيرانية طهران، لبحث التداعيات الخطيرة التي يسببها العدوان الصهيوني على غزة.
وبعد مراسم الاستقبال الرسمية للسوداني في طهران، التقى الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، وجرى، خلال اللقاء، بحث العلاقات الثنائية بين البلدين، وأهمية تعزيز التعاون وتوسيع آفاقه في مختلف المجالات والصعد، كما تصدّرت القضيّة الفلسطينية والأحداث الدامية في غزّة المباحثات بين الجانبين، حيث جرى التأكيد على ضرورة الوقف الفوري للعدوان على الشعب الفلسطيني.
وأكد السوداني، الموقف الثابت والواضح للعراق إزاء ما يحدث من تفاقم الأوضاع في قطاع غزّة المحتل، وأدان عمليات التصعيد الخطير لسطات الاحتلال الصهيوني وارتكابها المجازر الوحشية بحق الأطفال والنساء، واتباع سياسة التجويع والحصار على الأهالي، في جرائم يندى لها جبين الإنسانية.
كما شدد، على أهمية التنسيق العالي بين البلدان العربية والإسلامية في المنطقة، بشأن الاعتداءات المستمرة في غزّة، وإيجاد الحلول السريعة لوقف العدوان وفتح الممرات الآمنة لإيصال المساعدات الإنسانية ومواد الإغاثة العاجلة.
من جانبه، أشار الرئيس الإيراني إلى دور العراق ومواقفه المبدئية منذ بداية الأزمة في غزّة، فضلاً عن حراكه مع القوى الدولية والإقليمية؛ من أجل وقف العدوان على الأراضي الفلسطينية واحتواء الأزمة الإنسانية هناك.